الأهالى: الرئيس والإخوان تجاهلوا مطالبنا.. وننتظر الموت فى أى لحظة هاجم أهالى قرية «الترعة العمياء» أو «عزبة عطية»، التابعة لمركز البدارى بأسيوط، إهمال المسئولين للقرية التى تبلغ مساحتها 80 فدانا، ويقطنها أكثر من 11 ألف نسمة، مؤكدين أن تجاهل الحكومة لمطالباتهم بإصلاح حال القرية جعل مساحة الأرض الصالحة للزراعة تتناقص إلى 20 فدانا، وارتفعت نسبة الأمية بها إلى 90%، ما جعلهم يطالبون بالسفر إلى السودان، علهم يجدون من يصلح حالهم الذى أصبح «عدم»، حسب قولهم. قال الشيخ صالح محمد: «يا ريت ييجى الرئيس محمد مرسى، والإخوان يشوفوا حال القرية، إحنا مش هننتخب أى حد تانى إلا لما يحلوا مشاكلنا الأول»، منتقدا عدم وصول المياه للترعة الوحيدة التى تروى القرية ما جعلهم يطلقون عليها «الترعة العمياء»، بعد انتشار الحشائش بها، ما جعلها تعوق وصول المياه للأراضى الزراعية التى تناقصت بشكل كبير. وأضاف: «أجبرنا على شراء الأسمدة من السوق السوداء بعد تخصيص الجمعية الزراعية الأسمدة للأعيان، فأكبر حيازة زراعية بالقرية هى 4 قراريط، ما أجبر الأهالى على زراعة محاصيل القمح والذرة لغذائهم والبرسيم لحيواناتهم». وانتقد قاسم كامل محمد، 35 سنة فلاح، انقطاع التيار الكهربائى بشكل يومى بسبب تعطل المحول الوحيد بالقرية، واشتعال النيران به أكثر من مرة، ما أدى لانفجاره، رغم محاولات إصلاحه التى باءت بالفشل ورفض المسئولين استبداله بآخر، موضحا أن المحول تم إمداد القرية به فى عام 1980، ويعمل لمدة ساعتين يوميا، بعدها تدخل القرية فى ظلام دامس. وقال الحاج أحمد سالم النقيب، 70 سنة فلاح: «نحن مهددون بالموت جوعا لعدم وجود أى مخبز بالقرية، وأقرب مخبز لنا يوجد بقرية طعمة أو تل زايد، الذى يبعد مسافة 5 كيلو مترات نقطعها سيرا، ندخل بعدها فى معارك للحصول على رغيف الخبز وصراعات مستمرة مع أهالى تلك القرى، ما يضطرنا للذهاب لمركز البدارى على بعد 7 كيلو وهناك نتعرض للإهانات للحصول على رغيف الخبز». وأكد حسين محمد بدوى، 46 سنة مدرس ارتفاع نسبة الأمية بالقرية قائلا إنها تجاوزت 90 %، بسبب بعدها عن مركز البدارى، وعدم وجود مدرسة أو فصول تعليمية بها، خاصة أن أقرب مدرسة توجد على بعد 5 كيلو مترات، وتذهب الفتيات لها سيرا على الأقدام فى حراسة مشددة من الأب بسبب خطورة الطريق وسط الزراعات، مضيفا: «عدم وجود تعليم فى القرية يبدو واضحا فى عدد الموظفين بها والذى توقف على 5 فقط يعملون بالقطاع الحكومى: 1 صراف و2 بالتربية والتعليم و2 بالصحة». وقال عطية عبداللطيف سالمان،52 سنة: «قريتنا منعدمة الخدمات، فلا يوجد بها وحدة صحية، وأقرب وحدة تقع على بعد 4 كيلو مترات، ونتوقع الموت فى أى لحظة، فى حال تعرضنا لأى حادث، إضافة لاختفاء الأمن فلا توجد بالقرية نقطة شرطة أو خفير نظامى، لدرجة أن غالبية الأهالى لا يعرفون أنهم تابعون لمصر، فلم يدخل القرية أى عضو مجلس شعب، ويذهبون فى سيارات على نفقتهم الخاصة لتأييد المرشحين أملا فى حل مشكلاتهم، ولكنهم دائما ما يتجاهلونهم، وهو ما حدث فى انتخابات الشعب السابقة وانتخابات الرئاسة، حيث تجاهل أعضاء الإخوان والرئيس مرسى مطالبنا، كما أن أغلب رؤساء القرى والمراكز لا يعرفون عن قريتنا أى شىء إلا منذ 15 عاما فى عهد محافظ أسيوط عبدالحليم موسى الذى اكتفى بذكرها فقط». وطالب عقيل إسماعيل المتحدث الرسمى باسم اتحاد شباب الثورة بأسيوط، الدكتور يحيى كشك، محافظ أسيوط، بحل مشكلات القرية، مؤكدا أن الأهالى طالبوا المحافظ بمساعدتهم على إرسال أبنائهم للسودان لاستصلاح أراضيها هربا من الصعوبات التى تقابلهم فى بلدهم وانعدام الدخل وانتشار البطالة.