إذا كان الرئيس جاء متباهيا بمشروع النهضة وبطائره الذى له جناحان ومؤخرة، فعليك أيها «الثمانينى الثائر» أن تفخر بطائر آخر «كوكى كاك».. صحيح أن الاثنين من الطيور لكن «طائر عن طائر يفرق كثيرا». فمسلسل الأطفال الذى ظهر عام 1987بطولة إيمان الطوخى و محمود الجندى، وتأليف وإخراج شوقى حجاب، صنع الجيل الثمانينى الثائر، فلتتذكر حلقاته وإشاراته التربوية، وأغانيه الوطنية، مثلا أغنية «يعنى إيه كلمة وطن»، فترد إيمان الطوخى على سؤال كوكى كاك : يعنى «واو، ط، نون»، «واو» دى وادى ، و «ط» دى طيبة، أما «نون» دى ناس بلادى اللى بيسبقوا الزمن.. وكذلك أغنية الكمبيوتر التى أهلت الجيل للتعرف على التكنولوجيا والاستفادة منها فيما بعد بالفيس بوك وتويتر.
ولك أيضا أيها الثمانينى الثائر والشاعر والصحفى والتشكيلى أن تذكر لكوكى كاك «طائر الثورة الحقيقى» الذى كرس للفن والجمال أغنية «أنا لو فنان» و تغنى معه وأنت «ثمانينى صغير»: «أنا لو فنان أرسم صورة، أرسم بنى آدم أباجورة» فترسمه على جداريات محمد محمود مناضلا وشهيدا.
وبعدما تعود بذاكرتك للثمانينات عليك أن تشكر رحمى مصمم طائر الثورة «كوكى كاك»، وعمار الشريعى ملحن الأغانى، وشوقى حجاب مؤلفها، وتشكر ممثلى المسلسل: إيمان الطوخى المرأة التى جعلتك تكتشف معنى الأنوثة «اللى بجد» وتتذوق الجمال الهادئ: ميك أب خفيف، فاشون ثمانينى التيير و الفستان، «اللى اندثروا» وألوانهم «وما أدراك ما ألوانهم»، ومحمود الجندى الضابط الشريف، جعلك تطمح فى أن ترى شرطة بلدك مثله.
عهدى صادق الرجل العجوز المقهور رأيت فيه المواطن المصرى فى ظلم النظام له فتثور عليه فيما بعد، وأنت فى الثلاثينات من عمرك، ولا تنسى آنجيل أرام بنت البلد المصرية التى رسخت فى ذهنك وأنت طفل أن المرأة التخينة ليست شريرة «كما صورها لك آباؤك التقليديون»، وإنما آنجيل التخينة بنت بلد أصيلة، ودمها خفيف وجدعة.
ولا تنسى أن هذا المسلسل عمل على اتساع أفقك الدرامى وجعلك تستوعب الدراما الثمانينية وما تلاها غدا تتفتح الزهور، وهند والدكتور نعمان، وسنبل بعد المليون، والزوجة أول من يعلم، فشكرا لطائر الثورة الحقيقى «كوكى كاك» صانع الجيل الثمانينى الثائر.