أيام تليها سنوات والمسرح المصري الحر يدفن شيئاً فشيئاً، وسط وانشغال الإعلام بتغطية أخبار المشاهير وكبار النجوم، كأن هؤلاء المشاهير ولدوا نجوماً، متناسين مرورهم على محطات الفن المستقل الحر أو مايسمى ب"الأندرجراوند". ذلك العالم الذي يضم في جعبته آلاف الشباب المبدعين من مختلف صنوف الموهبة والقدرات الفنية، يجمعهم حلم واحد هو تجسيد واقعي لصوت الفن الحر، ليصل إلى مسامع العالم متمثلاً في الاتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحرة.
هذا الحلم الذي بدأ يتحقق منذ انطلاق ثورة يناير الشبابية، بميلاد فكرة الاتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحرة، ليكون أول اتحاد رسمي يجمع تحت مظلته الفرق الحرة من مختلف المحافظات المصرية وعدد من الفرق العربية، والذي يهتم على حد قول الفنان أحمد رمزي أمين عام الاتحاد، بشكل أساسي بكل مايخص هذه الفرق، التي تعاني دائماً من مشكلة انعدام الإنتاج والتمويل وعدم الاهتمام من قبل مسئولي الثقافة، وعدم توافر أماكن لعرض المسرحيات والعروض الفنية المختلفة.
كما يسعى الاتحاد لتكوين شبكة تواصل مستمرة مع كافة الفرق الحرة في مصر والعالم العربي، عن طريق تنظيم لقاءات وندوات فنية دورية وفتح باب الانضمام لكافة الفرق المختلفة، وتنظيم عدة ملتقيات مسرحية لعرض الانتاجات الفنية والمسرحية لهذه الفرق، بالإضافة إلى سعيه للحفاظ على كافة الحقوق الفنية والفكرية لفناني الأندرجرواند، ومحاولة التواصل الرسمي مع المسئولين والهيئات المعنية بالفن والثقافة لتوصيل صوت الفن الحر لأعلى الجهات.
كذلك العمل على نشر الوعي الثقافي والفني في المجتمع، لتوسيع دائرة الفكر لدى المواطن المصري ليرى حقيقة الفن المسرحي الهادف، ويتعرف على المواهب الشبابية التي ينتظرها مكانها المرموق في الساحة الفنية.
ليكون الاتحاد المصري العربي بذلك صوتاً حقيقياً لفرق "الأندرجراوند" يمثلهم في برلمان الواقع الفني الحالي، ينقل لعدساته صورة الفن الشبابي الحق الذي لايحتاج إلى مال ولا شهرة وإنما اهتمام ولو قليل ممن يمسكون دفة سفينة الفن والثقافة المصرية.