وجه البابا تواضروس الثانى رسالة تهنئة للأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وقال البابا: «أهنئكم جميعا بعيد التجسد الإلهى حيث تتلاقى السماء والأرض فى لقاء فريد وحيد عجيب بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الإلهية فى شخص المسيح». وأضاف البابا: حينما نبحث فى هذا الحدث المجيد نجد ثلاثيات عديدة تشير كلها إلى قدسية الميلاد هى: 1- ثلاثة أقسام للأنساب: عندما تطالع افتتاحية الإصحاح الأول فى الإنجيل المقدس لمعلمنا متى الرسول تجده يذكر سلسلة الأنساب للرب يسوع بالجسد فى ثلاثة أقسام متتابعة. «جميع الأجيال من إبراهيم إلى داوود أربعة عشر جيلا ومن داوود إلى سبى بابل أربعة عشر جيلا ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً» (مت 17:1). فلماذا ثلاثة أقسام بالذات؟ 2- ثلاث نساء فى الأنساب: معروف أن النسب دائما من ناحية الرجل ولكننا لدهشتنا نجد ثلاثة أسماء لنساء عبر سلسلة الأنساب وهن: - ثامار : (مت 3:1) وهو اسم عبرى معناه «نخلة» وقد صارت أما لفارص وذكرت فى نسل المسيح حسب الجسد. - راحاب: (مت 5:1) وهو اسم عبرى معناه «متسع» وهى امرأة من مدينة أريحا تزوجت من سلمون من سبط يهوذا فصارت ضمن سلسلة نسب الملك داوود. - راعوث: (مت 5:1) وهو اسم موأبى معناه «جميلة» ولها سفر باسمها فى العهد القديم وصارت مثالاً للوفاء وقد تزوجت من بوعز وبهذا صارت ضمن سلسلة نسب داوود. 3- ثلاثة مقاطع فى بشارة الملاك: عندما استوضحت العذراء مريم من الملاك جبرائيل البشارة التى حملها إليها قائلة فكيف يكون هذا؟ وأنا لست أعرف رجلى أجابها بإجابة ثلاثية واضحة للثالوث قائلا: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظلّلك، القدوس المولود منك يدعى ابن الله» (لو 34:1،35). 4- ثلاث جماعات فى حدث الميلاد: أ- رعاة البادية والذين كانوا يحرسون حراسات الليل وقد كانوا أول من نالوا البشارة العظيمة من الملاك عندما قال لهم: لا تخافوا... فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. ب- ملائكة السماء التى أنشدت أنشودة الميلاد الرائعة عندما ظهروا فى ليلة الميلاد. ج- مجوس المشرق الذين أتوا من بلاد بعيدة شرقا بعدما أرشدهم النجم السماوى العجيب إلى بيت لحم. 5- ثلاثة مقاطع فى تسبحة الملائكة: الملائكة ظهرت وقت الميلاد فى صورة جمهور من الجند السماوى مسبحين الله تسبحة ثلاثية المقاطع قائلين: - المجد لله فى الأعالى - وعلى الأرض السلام - وبالناس المسرة «الفرح». 6- ثلاثة شيوخ قديسون فى أحداث الميلاد: فأولا: نقرأ عن زكريا الكاهن البار (لو 5:1،7) وهو فى زمن الشيخوخة يتلقى بشرى بأن يكون له ابن قديس هو يوحنا المعمدان الملاك المهيئ للطريق أمام المسيح. ثم نقرأ عن يوسف النجار، خادم سر التجسد الإلهى، وخطيب ورفيق أمنا العذراء مريم فى كل أحداث الميلاد (مت 18:1،23). وأخيرا نقرأ عن سمعان الشيخ الذى حمل المسيح طفلاً على يديه بينما كان عمره يتجاوز ثلاثمائة سنة (لو 25:2،35). 7- ثلاث قديسات فى أحداث الميلاد: - أولا: القديسة اليصابات زوجة زكريا الكاهن وهى تمثل المرأة فى حالة الزواج - ثانيا: القديسة مريم العذراء والدة الإلهة وهى تمثل المرأة فى حالة البتولية - ثالثا: القديسة حنة النبية التى لم تفارق الهيكل منذ ترملها وهى تمثل المرأة فى حالة الترمل. 8- ثلاث هدايا للمسيح طفلا: وهى التى قدمها مجوس المشرق لوليد المذود، وكانت هدايا تحمل رموزا عميقة فى معانيها. - أولا: الذهب رمز إلى ملكوت المسيح الملك. - ثانيا: اللبان رمز إلى كهنوت المسيح الكاهن. - ثالثا: المر رمز إلى آلام المسيح المتألم «المصلوب». 9- ثلاثة مواضع جرت فيها أحداث الميلاد: - أولا: فى بيت لحم ومعنى الاسم «بيت الخبز» وهى قرية صغيرة جنوب أورشليم بنحو ستة أميال وفيها ولد المسيح حسب النبوات. - ثانيا: فى مصر حيث هربت العائلة المقدسة حسب النبوات وجالت فى مواضع عديدة منها مما جعلها أرضا مقدسة وهى الدولة الوحيدة التى زارها المسيح وعاش فيها غير مسقط رأسه فى فلسطين. - ثالثا: فى الناصرة وهو اسم عبرى معناه «الغصن» وهى مدينة فى الجزء الشمالى لفلسطين وهى مسقط رأس يوسف النجار ومريم العذراء. 10- ثلاث عجائب صاحبت الميلاد العجيب: - أولا: نجم تحرك ومعروف أن الكواكب هى التى تدور حول نجمها كالأرض «كوكب» مثلا حول الشمس «نجم» وقد أدى هذا النجم مهمته فى قيادة المجوس من موطنهم فى بلاد الفرس إلى القدس ثم بيت لحم ويعتبر بذلك ظاهرة جارفة فوق الطبيعة المألوفة. - ثانيا: عذراء تلد وكما يقول القديس أوغسطينوس عن المسيح إنه «ولد من الأب بدون أم، ومن أم بدون أب» ولذا سموها القديسة العذراء مريم. - ثالثا: الله يتجسد لأجلى ولأجلك يا صديقى.. كل سنة وأنتم جميعا بخير وسلام.