رانيا علي فهمي وفادية عبود بعد التهليل والتكبير وغيرها من مشاعر الفرحة التي تعالت في الشارع المصري فور سماع حكم المستشار أحمد رفعت على الرئيس المخلوع بالسجن المؤبد، تحولت ردود الأفعال 180 درجة لتحل مشاعر اليأس والتشاؤم. رصدت "الصباح" ردود فعل الشارع المصري على نتيجة محاكمة القرن في البداية أكد محمد شعبان - بقال- أنه كان يتوقع أن يكون الحكم على العادلي ومبارك بالإعدام، موضحًا أنه من الظلم للشعب المصري ألا تسفر المحاكمة عن إعدام أي من المتهمين، وقال: " أحمد رفعت هيتحاسب على الحكم ده يوم القيامة لأنه ظالم". فينا قال مصطفى السيد بقال-: مهما كان الحكم على مبارك في الدينا فحكم الله خير وأبقى لأنه لن يعيش طويلاً، وإذا فلت من عقاب الدنيا لن ينجو من عقاب الآخرة، أما إكرامي رفعت (ليسانس حقوق) يرى أن المجلس العسكر هو من رسم سيناريو المحاكمة، وتساءل كيف يخرج علاء مبارك رأس الأفعى براءة، وأين محاكمة الفقي وسوزان مبارك وجميع مساعدي العادلي فهؤلاء كانوا العقل المدبر أثناء الثورة؟!، وأضاف: "هناك لعبة كبيرة تدبر للشعب، وأعتقد أن السناريو للأيام القادمة ألا يتخلى المجلس العسكري عن السلطة وأن تلغى الانتخابات لأن شفيق لن ينجح، كما أوقعواالإخوان في المحظور كي لا ينجح مرسي وبذلك يظل المجلس العسكري في الحكم، ليظلوا على عهدهم بحماية مبارك وعائلته". يتفق معه في الرأي محمد أحمد (صاحب سنترال اتصالات ) مشيرًا أن القاضي رغم بداية حديثه بالقرآن إلا أنه لم يحكم بما يرضي الله ، أكد أيضًا الشاعر إبرهمي منصور أن الحكم بالمؤبد على حبيب العادلي يعد إهداراً لدماء الشهداء، منتقداً رأفة القاضي به ونزوله بالحكم درجة ليمنحه المؤبد بدلا من الإعدام ، وأن ذلك لا يشفي غليل أمهات الشهداء. من وجهة نظر سيد محمد رفاعي ( بائع فول) فإن الحكم على مبارك عادل نظراً لعمره ومرضه، وأضاف : " ولكن الحكم على ابنائه ظالم بشتى الطرق لأنهم شاركوا في إفساد الحياة السياسية"، وتابع بنبرة تشاؤم: " الأيام اللي جاية مش هتبقى أحسن، البلد مش متظبطة سياسياً والدنيا ماشية للأسوأ". بينما اعتبر ( بائع جرائد) أن محاكمة رئيس جمهورية في حد ذاته يعتبر رادعاً لأي رئيس قادم وبمثابة عقاب لكل من تسول له نفسه سرقة أو انتهاك الشعب المصري، إلا أنه معترض على الحكم بالبراءة على أبناء مبارك ومساعدي العادلي قائلاً: " إحنا مشوفناش حاجة منعرفش إذا كانوا يستحقوا البراءة بجد .. الشعب غلبان ومش عارف حاجة ". نشأت ( سائق تاكسي) أعرب عن حزنه العميق على محاكمة مبارك من الأساس نظراً لسنه ولكونه عسكري خدم مصر، وفيما يخص العادلي قال: " يستحق عقابه بلا جدل، وكان من المفروض أن يأخذ جمال مؤبد مثل والده لأنه الحاكم الفعلي للبلد منذ 10 سنوات تقريباً" . فيما استنكرت زينب فهمي علي، حكم مبارك معتبرة أن مبارك سبب حالة الفقر المدقع الذي يعيشه الشعب الآن، وتقول: " مبارك هو السبب ولاده ملهومش زننب، هو السبب في الفقر اللي احنا عايشينه جوزي سابني من 7 سنسن لأنه مش لاقي شغل وأنا بخدم في البيوت علشان أربي عيالي ، مبارك هو السبب في كل اللي احنا فيه ". اتفق معها في الرأي يحي محمد ( بائع بطيخ)، مستنكراً مجمل الأحكام في قضية القرن، وقال : " الأصول الناس دي كانت دفعت الفلوس اللي سرقتها من الدولة الأول وبعدها يتحاكموا الغلابة كتيير .. في ناس نفسهم ياكلوا بطيخة ومعاهمش فلوس .. يعني اللي عندهم مليارات اشتغلوا بيهم وتعبوا ولا كله من قلب الشعب والغلابة؟!". "تصريحات القاضي قبل الحكم كانت بمثابة مخدر للشارع المصري" كان هذا رأي خالد مصباح محاسب، إلا أن الحكم جاء مخالفا لكل ما تمنيناه، فهو بمثابة تكريم للرئيس المخلوع ولوزير داخليته بشكل يدل على استمرار النظام السابق، أضاف مصباح "الأمر المتوقع حاليا أن يحدث استئناف على الحكم وأن تصل مدة عقوبة مبارك إلى سنتين أو ثلاثة، وحينها لن نستطيع الإعتراض لأنهم رسموا الخريطة بدهاء وهي أن يصل شفيق للحكم لخرج كل هؤلاء براءة". بينما ترى الحاجة صفية - أحد الباعة الجائلين في الميدان- أن الحكم على مبارك جاء ليثلج قلوب الكثيرين، فقد كان حكم ظالم "شحتنا وشحت ولادنا"، لكن المشكلة في الحكم على العادلي قاتل أبنائنا وكنت أتمنى الإعدام للإثنين، واعترض خالد حسام - محامي- على صدور حكم البرائة على نجلي الرئيس المخلوع، وكأنهم يريدون ان نضع ألسنتنا في أفواهنا ونحمد الله على ان المحاكمة لم تعقد قبل الإنتخابات الرئاسية وإلا فإن مشاركة جمال مبارك في انتخابات الرئاسة كانت ستكون مشاركة أكيدة. تسائل المواطن سامي محمد لماذا لم يصدر أي حكم بإرجاع النقود التي نهبها مبارك ونجليه، وأين ذهبت "السي دي" والأشرطة الخاصة بقتل المتظاهرين، ومن هم القناصة يبدوا أن المخابرات المصرية تركت الشعب يقتل بعضه البعض لتتبرأ هي من المسؤلية. براءة لمساعدي العادلي ولنجلي مبارك شيئ مثير للدهشة هذا ما عبرت عنه السيدة فوقية محمد فالإعدام وحده كان سيروي ظمأ الشعب المصري إلا أن حكم القاضي ضرب بكل شيئ عرض الحائط، إنها بالفعل مسرحية هزلية أبطالها يضحكون علينا وهم بداخل قفص الإتهام والتحرير موجود