الدوحة، مسقط، أبوظبي في 29 ديسمبر حظي التطورات السياسية في الملف السوري باهتمام العديد من الصحف العربية التي تباينت تعليقاتها ما بين اعتبار الجهود الروسية الأخيرة دليلا على إحراز الجيش الحر مكاسب على الأرض وتوجيه انتقادات للمعارضة بإغلاق الباب أمام مساعي موسكو لبلورة مخرج سياسي، ومخاوف من حرب إقليمية. وقالت صحيفة /الشرق/ القطرية إن التحركات الدبلوماسية حول الملف السوري تنشط بشكل لافت حيث تقود روسيا نشاطا محموما لإجراء محادثات مع مختلف أطراف الأزمة حيث كانت موسكو محطة وقبلة لوفود تأتى وتذهب. لكن الصحيفة نبهت إلى أن هذا التحرك المحموم لروسيا من أجل تحريك العملية السياسية والحوار بين أطراف الأزمة السورية يعكس بصورة كبيرة مدى عمق التغيير الذي يجري على الأرض في سوريا. ولفتت إلى أن ما يعزز ذلك أيضا الرفض الحازم الذي أعلنه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة أحمد معاذ الخطيب أمس للدعوة التي وجهتها له موسكو لإجراء محادثات ووضعه لشرطين مهمين، أولهمها أن تعتذر موسكو للشعب السوري والثاني أن تكون المحادثات مع المسئولين الروس خارج روسيا وفي أي دولة عربية. كما أوضحت الصحيفة أنه في هذا السياق يمكن قراءة تصريحات الإبراهيمي أطلقها في دمشق ودعا فيها إلى حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة مما يعني استبعاد الرئيس بشار الأسد تماما. واختتمت الصحيفة بالقول "من الواضح أن موسكو تحاول الآن اللحاق بالقطار الذي يتهادى نحو محطته الرئيسية مع اقتراب عملية الحسم العسكري على الأرض حيث تعمل موسكو جاهدة على حث أطراف الأزمة على الحوار من خلال تحركاتها الحالية غير أن فرص نجاحها فيما يبدو لا تزال ضئيلة بعد أن تجاوزتها الوقائع الفعلية على الأرض". بدورها، قالت صحيفة /الوطن/ القطرية إن التحركات السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم سعيا للخروج من الأزمة في سوريا بلغت في الساعات الأخيرة أشدها. وأوضحت أنه بالتوازي مع كثافة الجهود الدبلوماسية هناك تطورات عسكرية تعكس أن الخيار العسكري لم يعد الخيار الوحيد للنظام حيث تخور قوته ، وهو ما يفسر الحراك الروسي المتهافت على تكثيف الجهد الدبلوماسي، استباقا لفوضى دامية سوف تترتب على سقوط مدو للنظام، وللتغطية على عوراته العسكرية. ونوهت الصحيفة إلى نجاح الجيش الحر في نقل المعركة إلى أبواب دمشق، مثلما نجح أيضا في إحكام سيطرته على مواقع استراتيجية، بينما تسارع ألمانيا في بناء وحدات الباتريوت على الحدود التركية السورية. وأضافت "ومن ذلك جاء رد المعارضة السورية على دعوة الإبراهيمي إلى تغيير سياسي ضروري لإنهاء الصراع بالتأكيد على أنها منفتحة على أي عملية انتقال سياسي في سوريا لا يكون بشار الأسد والمقربون منه جزءا منها، ما يعني أن المعارضة السورية قد وضعت سقفا لموقفها، يستند إلى واقع عسكري على الأرض لصالحها".وأكدت /الوطن/ أن كل ذلك يدعو إلى القول أن روسيا لا تسعى لمخرج لحل الأزمة "بقدر ما تسعى لتوفير الظرف المواتي لتنصلها من دعم نظام ينهار، وتبرير البحث له عن ملاذ، ووضع النظام أمام الحقيقة التي لا مجال لمواراتها".