وصف بعض المثقفين أداء وزارة الثقافة خلال المائة والخمسين يوم الماضية بالإداء الضعيف وربما السيئ وأن وزارة الثقافة التي تفتقد إلى الرؤى لذلك لم يتغير شيء في الملف الثقافي منذ أيام مبارك إلى الآن بسبب تكرار نفس الوجوه، واصفين ً الوزير بأنه لا يعرف المثقفين!. بل إن الوزارة تفتقد رؤية واستراتيجية تستهدف وضع الثقافة المصرية في مكانها اللائق عربيًا ودوليًا، بعد أن اهتم القائمون على إداراتها بالشكل على حساب المضمون والأثر والجماعة. وقال بعض المثقفين أن وزير الثقافة الحالي د. محمد صابر عرب هو من أجيال النظام السابق ومحسوب عليه لذلك لم يتغير وضع الثقافة المصرية من بع الثورة بالإضافة إلى أن وزارة الثقافة فقدت دورها الذي كان يجب أن ينعكس عليها أحوال الثورة وتوعية الناس بها، وقال أ. محمد ثابت مؤسس شعبة الشعر الفصحى باتحاد الكتاب أن هذا الوزير ما هو إلا وزير انتقالي لفترة انتقالية ولم يضف أي شيء للثقافة بل أنه أمات الثقافة والحركة الثقافية في مصر واكتفى بافتتاحه لبعض المعارض والمهرجانات ولم تقم وزارة الثقافة بدورها التنويري في الثورة ولم تقم بأي مؤتمرات من شأنها توعية الناس . كما يعيب الكثير من المثقفين على حصول وزير الثقافة حصوله على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لأنه لا يستحقها خاصة وأنه استقال من الوزارة من أجل حصوله على الجائزة ثم جاء كوزير مرة أخرى في التشكيل الجديد . كما أن أداء الوزارة أتسم بتهدئة كل الأمور فالوزير لم يتخذ أي اجراء ضد فساد أكاديمية الفنون وطالب في الاجتماع بتهدئة الأمور دون حلها أي أنه يعمل على أن يميت الأمور ، وكذلك الحال في مشاكل دار الوثائق القومية من فساد في مشروع المسح الضوئي والمكينة الذي قام الوزير والتابعين له في الوزارة بموت هذه الأمور دون حلها ومعاقبة كل موظف يحاول التصدي لأي شخص يحاول أن يكشف هذا الفساد ، وعن سرقة المخطوطات قال الوزير أن وزارة الثقافة ليست " وزارة تموين حتى يخرج شخص بكيس سكر وزجاجة زيت" ، وقام وزير الثقافة بمقابلة الصحفي حزين عمر للتفاوض معه على أن يقفل موضوع الفساد في مشروع ميكنة الوثائق والمسح الضوئي الذي كان يعقد له العديد من الندوات التي دعا الوزير فيها وبعض الموظفين للمواجهة. وتناسى الوزير وظيفة وزارته في وضع سياق ثقافي تنويري يعرف الناس بالدستور الذي سيستفتون عليه بل اكتفى بطباعته دون أن يعقد أي مؤتمر يخرج توصيات على هذا الدستور فقلص هذا الوزير دور الوزارة من الثقافة التنويرية إلى مجرد دور روتيني إداري ، كما أن الوزارة تنفذ كل توصيات حكومة الإخوان باعتبارها جزء منها حيث جاء خطاب رسمي من رئيس الوزراء بتقليص أنشطة الوزارة ، وهو نفس حال اتحاد الكتاب الذي فقد بريقه ودوره بعد الثورة وانعكست الانقسامات السياسية على الوضع داخل الاتحاد واقتصر دوره على بعض الوقفات الاحتجاجية وأهمها وقفة بخصوص غزة وهو ما تجاهلته الوزارة نفسها . وقال الكاتب علاء عبدالهادي لم يتغير الملف الثقافي أي شيء من أيام مبارك حتى الآن، فهي نفس الوجوه والفساد الإداري نفسه، والرئيس ينظر إلى الثقافة كما نظرت إليها حكومته، أو كما عالجها النظام السابق بصفتها مشكلة، لا بوصفها محركا شعبيا وتاريخيا لنهضة شاملة. فلم يقابل د. مرسي أعضاء نقابة اتحاد الكتاب المصري، وفيها أهم مفكري ومبدعي مصر، ولم يأخذ اتحاد الكتاب بما فيه من خيرة مثقفي مصر نصيبه العادل في عضوية الجمعية التأسيسية للدستور، ولم يجتمع مرسي مع المثقفين، بل اجتمع مع من اختارهم وزير ثقافة من النظام السابق، فجلس مع موظفين، ولم يجلس مع مستقلين، جلس مع مختارين من رموز نظام بائد، ولم يجلس مع صفوة من مثقفي الثورة، ذلك لأن وزير الثقافة لا يعرف المثقفين، فلقد أتى وموظفوه من سراديب نظام سابق! نظام أفسد وبطانته الحضور الثقافي المصري على المستويات الثلاثة المصرية والعربية والدولية.