زعيم «المشاغبين»: لن نواجه الخرطوش والقنابل المسيلة بالورود اعتراف.. نعم نحن المسئولون عن إحراق مكتب «الجزيرة».. وعمليتنا المقبلة للثأر ل «جيكا» تنفرد «الصباح» على هذه الصفحة بأسرار هذه الجماعة الغامضة والحوار مع قائدها.. «المشاغبون» تلك الجماعة التى أثارت حولها العديد من الهواجس والمخاوف بعد عملياتها المتعاقبة والتى كان آخرها منع المرور على كوبرى المنيب منذ يومين لمدة ساعتين. ظهور شباب «فنديتا» كان نوعا من العنف المضاد، لجماعة حازم أبوإسماعيل، وعنف دولة الإخوان ضد شباب الثوار.. وكل هذا يؤكد أنه إذا اندلع العنف. تخرج أفاعى العنف من جحورها، فتتكاثر وتتوالد ونغرق جميعا فى العنف والعنف المضاد، وفى هذه الغضون، صعب أن نعرف من بدأ المأساة، ومن الحماقة فى الأصل أن نبحث عن البادئ، لكن المؤكد أنه من الصعب أن نجد من الكارثة مخرجا آمنا بيسر. هذه هى المعادلة بكل بساطة، فإذا اندلع العنف، نغرق جميعا فى دوامات، الجانى يصبح متهما، والضحية يصبح مجرما، وعندئذ نغرق جميعا، ولا نجد يدا تنتشلنا. «فانديتا».. هذا هو الاسم، المثير لكل المخاوف، والذى لجأ إعلام الفضائيات «المسماة« بالدينية، إلى «شيطنته»، وإلصاق كل التهم والجرائم به.. كما لم يسلم من هجوم «الفضائيات الليبرالية» إن صح استخدام هذا المصطلح. خيانة عظمى وتمويل من الخارج، ومحاولات لهدم الدولة، وتنفيذ أجندات «صهيوأمريكية» إلى آخر هذه القائمة، من الاتهامات. ماذا يكون «فانديتا».. هذا الرعب اللا محدود؟ «فانديتا» هو قناع وجه لبطل أحد الأفلام الأمريكية، ذائعة الصيت، وفيه كان البطل، يجرى عمليات دموية ثورية، ومع أحداث محمد محمود الأولى، وما شهدته من استخدام مفرط من قبل الأمن للعنف، تجاه الثوار، ومع ظهور «ميليشيات الإخوان».. انتقل «فانديتا» إلى مصر. مجموعة من الشباب، آمنوا بأن لا حل إلا بالعنف، وطالما أن «العدو» يصفعنى، فلا يمكن أن أعطيه الخد الآخر، وإنما يجب أن أرد الصفعة بالصفعة. ظهروا لأول مرة عبر موقع «اليوتيوب».. فى مادة فيلمية، يظهر فيها شاب يرتدى ملابس الفراعنة، ويرتدى القناع الشهير «فانديتا»، ثم أخذ يلقى بيانا بصوت تم التشويش عليه إلكترونيا، لطمس طبيعته، كى يعلن عن تأسيس جماعته «المشاغبين» وشعارهم «فانديتا»، ومنهجهم العنف لإسقاط العسكر آنذاك، وفيما كان «المقنع» يلقى بيانه، كانت المادة الفيلمية، تقدم بعضا من العمليات التى نفذوها. محاولات مضنية بذلتها «الصباح» للوصول إلى «المشاغبين»، والتعرف منهم على منهجهم.. لا وجود لهم فى اعتصامات التحرير، أو ربما يتواجدون ولا يكشفون عن أنفسهم، لكنهم يظهرون فجأة، بشكل يبدو منظما، فيهاجمون خصومهم بخفة محترفين، ثم سرعان ما يتبخرون.. وينكر عليهم معظم الثوار منهجهم، على اعتبار أن خروج الثورة عن منهجها السلمى، يعطى الذريعة للسلطة الحاكمة، والمتمثلة فى الإخوان لممارسة القمع عبر ميليشياتهم. هذا كلام يحيلنا مجددا إلى فكرة أيهما أسبق، العنف أم العنف المضاد، فى جدلية معقدة أشبه ما تكون بجدلية أيهما أسبق، الدجاجة أم البيضة؟! فى مظاهرات محمد محمود، لا يمكن رصدهم، وكذا فى اعتصام الاتحادية، وأخيرا بدأ التواصل عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» ومنها إلى إحدى غرف الدردشة على الإنترنت.. صوتا بلا صورة.. صوتا مموها أيضا. أسئلة كثيرة تبدأ من السؤال الأكثر أهمية وإلحاحا.. من أنتم؟ يقول ذو القناع «فانديتا»: الإعلام يحاول تصويرنا بلطجية ومأجورين، وهذا غير صحيح، فنحن حاصلون على شهادات جامعية، ولسنا مرتزقة، ومنهجنا فى النضال «إن لم تحقق الثورة أهدافها.. فالشغب مستمر». ويضيف «فانديتا» الذى حرص على أن يؤكد أنه «زعيم المشاغبين»، إنه عندما شاهدنا أعمال العنف التى مورست ضد الثوار، وسقوط شهداء وضحايا من خيرة شباب مصر، تأكدنا بأن فكرة السلمية أمام العنف فكرة رومانسية لا تصلح، وأن العنف لا يصلح أن يقابله سوى العنف. العنف ليس خيارا، إنه اضطرار، ولا يمكن التنازل عنه، طالما أن الدولة تستخدم قبضة الأمن القاسية، وتغتال الشهداء وآخرهم جيكا، وطالما أن «ميليشيات الإخوان» وأولاد حازم أبوإسماعيل، «يبلطجون»، ويرهبون الثوار، فالرد لن يكون إلا بالمثل. وبالنسبة ل «حازمون» على وجه الخصوص، أوجه لهم تحذيرا، كفوا عما تفعلون ولا تحسبوا أننا نخشاكم، ولا تنسوا «علقة الإسكندرية الساخنة» وإن عدتم عدنا. ويقول «فانديتا» الذى أغلق صفحته بعد الحوار «الصوتى»: نحن لا نهاب الموت، وسنواصل مسيرتنا بالعنف طالما أن الدولة والميليشيات تلجأ إليه، وما حدث عند الاتحادية، أكد لنا أن منهجنا صحيح. مضيفا «إن الذين يطالبون بالسلمية، كمن يطالبون الوردة أن تواجه سيفًا». ويتابع: قبل الإعلان عن تنظيم المشاغبين، حاولنا أن ندرس قدرتنا على حشد المتظاهرين عن طريق إرسال دعوات عبر شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وبالفعل نجحنا فى ذلك، ومن هنا قررنا تشكيل التنظيم، وكانت العملية «زيرو» هى أول عملية معلنة لنا. العملية كانت قبل أيام من الذكرى الأولى لأحداث ماسبيرو، حين مسحت حكومة الإخوان رسومات الجرافيتى، من على أسوار شارع محمد محمود، وبعد أن ورد إلى مسامعنا أن هناك حملة اعتقالات موسعة من قبل الأمن، وهكذا قررنا أن نرد بشكل عملى على هذه الأعمال. كانت هناك عربتان للأمن المركزى تقفان أمام مقر قناة الجزيرة بميدان التحرير، فقمنا بتتبعهما لمدة يومين لمعرفة أوقات تغير ورديتهما، وجاء وقت التنفيذ لأول عملية يوم 15 نوفمبر. وفى الوقت الذى توجهت فيه الأنظار إلى الاحتفال بذكرى ماسبيرو، توجهت مجموعة منا، بعد تجهيز زجاجات المولوتوف لتنفيذ خطة حرق العربتين. وقبل حرقهما واجهتنا مشكلة، وهى وجود عدد من العساكر داخلهما، ونحن ليس من أهدافنا القتل، لكن غرضنا الوحيد هو توصيل عدد من الرسائل للدولة والنظام، لذلك حاولنا إخراج العساكر، من خلال قيام عدد منا بالطرق على العربتين، والرسم برش الألوان على جدرانهما، وبالفعل خرج العساكر. وبعد التأكد من خروجهم ألقت مجموعة أخرى، زجاجات المولوتوف على العربتين وحرقتهما، ولم تستغرق العملية أكثر من دقيقتين، وانسحبنا بعد ذلك مسرعين. بعدها إصدرنا بيانا رسميا، عبر موقع «اليوتيوب» بواسطة الشخصية التى ترتدى الزى الفرعونى والقناع، وهكذا تحول القناع إلى تميمة «المشاغبين». لكن.. هاتان العربتان من ممتلكات الدولة، وليس مقبولاً بحال من الأحوال حرقهما.. نسأل «فانديتا»، الذى يجيب بنبرة غاضبة: طالما أن الثورة لم تحقق أهدافها،وطالما أن القصاص لم يتحقق، وطالما هناك «ميليشيات إخوانية» فلا يطالبنا أحد بضبط النفس.. حاولنا اللجوء إلى المنهج السلمى، فكانت النتيجة أن الشهداء مازالوا يتساقطون، وطالبنا بالقصاص فلم تحرك مؤسسة الرئاسة ساكنا. الرئيس خرج بعد أحداث الاتحادية، ينعى شهداء الإخوان، على الرغم من أن الشهداء لم يكونوا من الإخوان.. هذا أشبه بقتل القتيل والمشى فى جنازته، ونحن لن نسكت بعد اليوم. العملية الثانية والكلام مازال ل «فانديتا» كانت بمحض الصدفة، فأثناء مليونية «كشف الحساب» قامت جماعة «الإخوان المسلمون» بهدم منصة الثوار، التى كانت متواجدة داخل الميدان، بجانب اعتدائهم بالضرب على المتظاهرين السلميين. مع هجمات الإخوان على المتظاهرين، قرر «المشاغبين» نزول الميدان، رغم أنهم غير مؤمنين بالمظاهرات، كونها لم تحقق أثرا يذكر، وجهزوا كميات كبيرة من «المولوتوف» صوروها ووضعوها على صفحتهم بموقع «فيسبوك»، ثم تحددت الخطة. الدخول إلى الميدان من شوارع وسط البلد الجانبية، وتحديدا من الشوارع الخلفية لمحمد محمود، ونحن ملثمون. الاشتباك مع الإخوان عبر إلقاء الحجارة عليهم، والانسحاب ثم العودة مرات فى عملية «كر وفر». بعد إنهاك الإخوان بالكر والفر، اشتبكت معهم بالأيادى مجموعة أخرى، ومع الاشتباكات انضم ثوار إلى «المشاغبين»، وتلقت ميليشيات الإخوان «علقة ساخنة» كما يقول «فانديتا»، وفى هذه الغضون، كان المولوتوف ينهمر وابلاً على الحافلات التى أقلتهم من القرى والمحافظات. ويتابع: لأننا لا نريد إيقاع الأذى بالأرواح، فقد تأكدنا قبل حرق الأوتوبيسات من أنها خالية، إلى درجة أننا أيقظنا سائقا كان نائما بإحدى الحافلات، قبل أن نحرق الحافلة، وذلك حرصا على عدم إراقة الدماء. أما العملية الثالثة، فكانت مع ذكرى محمد محمود، بعد أن شعر «المشاغبين» بأن القوى السياسية، تسعى لتحويل الذكرى إلى فرصة لانتهاز مكاسب سياسية، وبعد أن تأكدوا «حسب قولهم»، من أن الدولة تتقاعس عن القصاص، لدماء الشهداء. الحشد التحرك لدخول موقعة ما، يبدأ إليكترونيا، عبر رسالة إليكترونية، أو تويتة، يكتبها أحد «المشاغبين» على موقع تويتر. الرسالة تنتقل بسرعة هائلة، وما هى إلا ثوان، حتى يكون العشرات أبلغوا المئات والمئات أبلغوا الآلاف. التنظيم السرى لا يعرف «المشاغبون» العدد الفعلى لأعضائهم، لكنهم يؤكدون أن «تنظيمهم السرى» له أتباع بكل المحافظات. المحافظات النشطة تشمل الإسكندرية وبورسعيد والسويس، ومجرد أن يطلب من أعضاء التنظيم التحرك «يسمعون ويطيعون» شفرة هناك جمل كودية ولغة سرية يستخدمها «المشاغبون» على مواقع التواصل الاجتماعى فى حال أرادوا إبلاغ بعضهم بالنزول لمواجهة موقف ما. هذه «الشفرة» لا تُمكن رجال الأمن من التعرف على ما يخططون له وتصعب عملية تعقبهم.