دقيقة وعشرون ثانية، هي مدة الفيديو، الذي نشرته جماعة أطلقت على نفسها اسم "المشاغبين"، يصور عملية حرق سياراتي أمن مركزي كانتا موجودتين في شارع طلعت حرب بوسط البلد، باستخدم المولوتوف. يبدأ الفيديو بصورة ثابتة لشكل تمثال فرعوني بوجه قناع "جاي فوكس"، الشهير إعلاميًا بقناع "فانديتا"، مع صوت يقول"بعد فض ميدان التحرير يوم 15/9، والقبض العشوائي على الثوار في الشوارع المحيطة، والتي كان على رأسها وزير الداخلية "الخنزير"، حسب قولهم، أحمد جمال الدين، واحتلال المرتزقة ميدان التحرير، ومسح رسومات شارع محمد محمود، قمنا نحن "المشاغبين" بتنفيذ عملية رقم صفر، والتي كانت بالنسبة إلينا مجرد تدريب قصير. نحن نعلن عن سلسلة عمليات من هذا النوع، ضد النظام الحاكم، وجماعة الإخوان المسلمين، التي خانت الثورة والثوار قبل اندلاعها، وإن لم تكن الثورة مستمرة، فالشغب مستمر. إلى هنا وانتهى الصوت، ثم بدأت أنغام أغنية الإعلان الشهير "علشان لازم نكون مع بعض" مع فيديو لمجموعة من الشباب يلقون المولوتوف على سياراتين للأمن المركزي، مما تسبب في فزع للمواطنين والسيارات التي كانت موجودة في محيط المنطقة. لم تعلن الجماعة المجهولة عن انتمائها السياسي بشكل واضح، أو هدفها، لكن الحساب الذي نشر الفيديو يسمى ArabAnonymous، أو "المجهولون العرب"، كما سبق أن نشر الحساب فيديو باسم "ما هي الأناركية، الحركة الاشتراكية التحررية بمصر". يرتبط اسم "أنونيماس" بمجموعة من قراصنة الانترنت، الذين يتواصلون معًا على الشبكة العنكبوتية دون الإفصاح عن هويتهم، ودون قيادة محددة. لكن يجمع بين هؤلاء القراصنة الموزعين حول أنحاء العالم، الإيمان بحرية المعلومات، والهجوم على الحكومات القمعية. الجماعة التي سبق أن هاجمت مواقع للحكومة الأمريكية والإسرائيلية، ساندت الثورة المصرية منذ بدايتها بحملة هجوم عنيفة ضد مواقع الحكومة المصرية والمجلس العسكري، ثم أعلنت في فيديو تحذيري أنها ستهاجم مواقع الإخوان المسلمين منتصف العام الماضي، بعد اتهامهم للإخوان بأنهم جماعة تعمل بأساليب "ماسونية" ترفع من مصلحة أعضائها فوق مصلحة باقي أعضاء الوطن، وبالفعل نفذت الجماعة مجموعة من الهجمات ضد مواقع الإخوان، فرد الإخوان بتحقيق صحفي شهير عن المخطط التدميري للجماعات الأناركية، وأسموه وقتها "مخطط بانديتا". نظرًا لحرص أعضاء جماعة "أنونيماس"، على إخفاء هوية أعضائها، وعدم وجود متحدث رسمي أو وجود مادي لها، يصعب معرفة إن كان منفذو العملية "صفر" بحرق سيارة الأمن المركزي، هم نفس مهاجمي مواقع الإخوان والحكومة. لكن هناك تشابه واضح بين الجماعتين، في استخدام قناع "جاي فوكس"، ونشر فيديوهات بصوت آلي يشرح أسباب العملية. الناشط الحقوقي، تامر موافي، يقول إنه لا يوجد للاشتراكيين التحررين وجود منظم في مصر، ويؤكد أنه لا يوجد دليل واضح على أن مرتكبي "العملية صفر" أناركيون بالضرورة. يضيف الناشط الحقوقي، الذي يكتب ويدون عن تيار الاشتراكية التحررية، إن الأناركية تهدف لمجتمع متساوٍ بلا سلطة هرمية، مما يعني أن أعضائها لن يرتكبوا أي أعمال عنف العنف في سبيل الوصول للسلطة؛ لأنها ليست هدفا لها. يضيف موافي، إن الأناركية، مثلها مثل أي تيار سياسي آخر كالإسلاميين والاشتراكيين الماركسيين، يختلفون حول استخدام العنف، بين رافض لكل أشكال العنف، ومؤمن بأن العنف يجب أن يستخدم في حالة الدفاع عن النفس فقط، وقلة تؤمن بأن العمليات "النوعية"، من اغتيالات وأعمال شغب قادة على إحداث تغيير واسع في المجتمع. واستطرد، "لم تؤد العمليات العنيفة لأي تغيير جذري في التاريخ، لذلك يرفضها أغلب الأناركيين في العالم، ويرفضها الأناركيون المصريون.