قال محمود سامى إبراهيم الشافعى، 31 عاماً ومقيم بشارع السلام بمدينة سيدى سالم، محافظة كفر الشيخ، وحاصل على دبلوم تجارة عام 1999، أقدمت على الانتحار عندما ضاقت بى الدنيا، 9 سنوات وأنا أبحث عن فرصة عمل محترمة تغنينى عن السؤال، استبشرت خيراً بعد الثورة، وزيادة نسبة تعيين المعاقين ل7%، تقدمت بأوراقى أكثر من مرة للقوى العاملة بكفر الشيخ، ومديرية التنظيم والإدارة، وكلمتهم المشهورة "تابع معانا على التليفون، وانتظر دورك" حتى يأست من حياتى وأقدمت على الانتحار بعدما قال لى موظف التنظيم والإدارة بكفر الشيخ "روح امسح جزم". ويضيف "الشافعى" ولدت بشلل أطفال، مع ضمور عضلات فى سفلى فى الطرف الأيسر، ولا أستطيع السير إلا بجهاز تعويضى، حصلت عليه من دار الأورمان، ولم أغيره منذ 7 سنوات لأن ثمنه يصل إلى 1300 جنيه، ويسبب لى مشكلة فى المشي، وأقوم بإصلاحه عند ورش الحدادة واللحام بمدينة سيدى سالم بالمجان". ويؤكد الشافعى "لى من الأشقاء ستة، تركنا والدنا وأقام بالإسكندرية، بعدما توفيت والدتنا، بسبب الأمراض وضيق الحال، لم يتبقَّ لى إلا أخى الأصغر الذى فشلت فى إكمال تعليمه، وتسرب من الصف السادس الابتدائى، لا نملك أرضاً زراعية نعيش منها، ولا معاش نقتات منه، ونعيش على مساعدات شقيقاتى البنات، وأهل الخير من المدينة". تقدمت فى مسابقة المعاقين الأخيرة، رغم أن أوراقى مدرجة بمديرية التنظيم والإدارة منذ 9 سنوات، وقدمت لهم الإيصالات السابقة، إلا أنهم قالوا لا نعترف بهذه الأشياء، وعليك التقديم من جديد، فتقدمت مرة أخرى فى شهر إبريل الماضى، وقالوا تابع معانا تليفونياً وفعلاً تابعت معهم كما قالوا، وكل مرة يرد على عامل السويتش، انتظر، شهر، حتى قالوا لى تعالى يوم 25 ديسمبر وهو أمس الإثنين، فذهبت لمديرية التظيم، فقابلنى بالاستقبال موظف يدعى، أحمد، واضعاً رجلاً على رجل، وقال لى اسمك غير موجود على الكومبيوتر، تعالى مرة تانية، وأنصحك "شوف لك صندوق تلميع جزم، احسنك لك مفيش وظايف"، فتمالكت نفسى رغم الألم وطلبت مقابلة مدير المديرية، وعندما قابلته، نصحنى بالتوجه لمديرية القوى العاملة وتسجيل اسمى هناك رغم أننى تقدمت لهم منذ 9 سنوات ومعى إيصالات بذلك، "فتوسلت له شغلنى عندك فراش فى المكتب، نفسى أعيش زى الخلق، نفسى أتزوج وآكل لحمة، فحولنى لمدير مكتبه وأعطانى ورقة فيها، اسم أحد فاعلى الخير، وقاللى ها يعطيك مساعدة، فرفضت وقلت أنا مش عايز أشحت أنا عايز وظيفة محترمة، فقالى هو ده اللى عندنا"، فخرجت من المديرية، لا أدرى أين أذهب، فتوجت لمكتب المهندس سعد الحسينى، محافظ كفر الشيخ، فلم أتمكن من مقابلته، فتوجهت لمكتب السكرتير العام، الذى بادرنى مدير مكتبه، بقوله اسمعنى لأنى مش ها أسمعك، مفيش وظايف، وروح اشتكى للى انت عايزه.
ويتابع الشاب المغلوب على أمره، ضاقت بى الدنيا، أين أذهب الكل لا يريد أن يعترف بوجودى أو بإنسانيتى، إذن الموت هو الأسهل بالنسبة لى، ذهبت لإحدى محطات الوقود بالقرب من ديوان المحافظة، واشتريت زجاجة بنزين، وفى شارع ما بين مديرية التظيم ومبنى ديوان المحافظة، قلت للجميع الموت أهون عندى من الإهانات، وسكبت البنزين على جسمى، وقمت بإخراج الولاعة لأشعل النيران، فخطفها منى أحد المارة، وسكبوا المياه على جسمى، ونقلونى لمستشفى كفر الشيخ العام، وتم اسعافى، وقمت بتحرير محضر بقسم أول شرطة كفر الشيخ، ضد مسئولى التنظيم والإدارة، حيث استقبلنى العقيد شكرى الجندى، نائب المأمور لمحاولة مساعدتى. ويضيف "الشافعى" أعلم أننى كنت سأنتحر وأموت كافراً، ولكن ماذا أفعل، حقى يضيع ويتم تعيين من هم أقل منى استحقاقاً، لا أستطيع أن أقابل محافظاً جاء من رحم الثورة، الكل يريد إهدار آدميتى، يريدون أن يحولونى لمتسول "شحات"، ولكننى أرفض، فما جدوى الحياة، فقررت الانتحار.