«أقدمتُ على الانتحار بعدما ضاقت بى الدنيا، 9 سنوات وأنا أبحث عن فرصة عمل تغنينى عن السؤال، وعندما ذهبت للمحافظ الإخوانى قالوا لى روح امسح جزم». بكلمات تملأها المرارة قال محمود سامى الشافعى المعاق الذى حاول الانتحار أمام ديوان محافظة كفر الشيخ، بعد فشله فى مقابلة المحافظ سعد الحسينى لطلب وظيفة: وُلدت بشلل أطفال، وضمور عضلات الطرف الأيسر، ولا أستطيع السير إلا بجهاز تعويضى، حصلت عليه من دار الأورمان، ولم أغيره منذ 7 سنوات لأن ثمنه 1300 جنيه، ويسبب لى مشكلة فى المشى، فأضطر لإصلاحه عند ورش الحدادة واللحام بالمجان، ولى 6 أشقاء، نعيش على مساعدات أهل الخير. وأضاف: تقدمت بأوراقى فى مسابقة تعيين المعاقين الأخيرة، وقالوا تابع معنا تليفونياً، وكل مرة يرد علىّ عامل السويتش بكلمة واحدة «انتظر شهراً» حتى ذهبت فى 25 ديسمبر قابلنى موظف واضعاً رجلاً على رجل، وقال لى اسمك غير موجود «أنصحك شوف لك صندوق تلميع جزم، مفيش وظايف». طلبت مقابلة مدير المديرية، فنصحنى بالتوجه لمديرية القوى العاملة، لتسجيل اسمى رغم أننى تقدمت لهم منذ 9 سنوات، فتوسلت له «شغلنى عندك فراش، نفسى أعيش زى الخلق»، فأعطانى ورقة بها اسم أحد فاعلى الخير، فرفضت وقلت له «مش باشحت، عايز وظيفة»، فقال «ده اللى عندنا»، فتوجهت لمكتب المحافظ سعد الحسينى، وفشلت فى مقابلته، فتوجهت للسكرتير العام، الذى بادرنى مدير مكتبه، بقوله «اسمعنى لأنى مش ها أسمعك، مفيش وظايف، وروح اشتكى للى انت عايزه»، بعدها ضاقت بى الدنيا، ووجدت أن الموت الحل الأسهل لى، فأشعلت النار فى نفسى لولا تدخل المارة الذين أنقذونى، أعلم أنى كنت سأموت كافراً لكن ماذا أفعل، ولا أستطيع مقابلة محافظ بعد الثورة.