«بيب بيب أوعى يا سيدى، مش عارف فى إيه قدام أكيد اللى سايقة واحدة ست، شفت مش قلت لك، عدى يا ست، دى تعدى جمل، جمدى قلبك، يارب ينشوكى مخالفة تقعدك فى بيتكم ست أشهر، ياولية اطفى النور العالى، مش فى إشارات واللا هو شارع اللى اشترهالك». «إيه هى يعنى حكر على الرجالة، يا أستاذ ما أنا مش شايفة، أنا ماشية فى يمينى والله ما أنا راجعة لورا، هو يعنى عشان أنا واحدة، الستات أجرأ من الرجالة، هم مش عملوا اليمين للناس البطيئة، عمومًا أنا بسوق زى ما الكتاب قال، أوعى تكون فاكرنى واحدة وهخاف منك، عمومًا أنا واحدة ست ومش هرد عليك».
كم مرة سمعت فيها هذه العبارات سواء كنت قائدة سيارة، أو حتى كنت على المقعد المجاور للسائق، وكأن القيادة خُلقت فى الدنيا مدون عليها «للرجال فقط».
تناول «بيت العيلة» هذه القناعة، ولماذا يجزم الجميع أن المرأة أبدا لن تتعلم القيادة، وأنها دائمة الوقوع فى مخالفات مرورية، لنجد أن المرأة فى أحيان كثيرة، تكون أول أسباب هذا التصور، وفى أحيان أخرى مظلومة بدعوى العنصرية.
وبما أن الاختلاف سيد الموقف بين «هند وحماتها التى تقود السيارة منذ زمن» تجدها مُصرة على قيادة السيارة حتى ولو من باب العند فهى ليست بأقل من حماتها وبناتها، لتتلقى مع كل اتنين متر تعليق من العيار الثقيل، غير مبالية فالكل أغبياء، أما هى سواقة بريمو.
«مها» شايفة إن السواقة بريستيج وأى بنت مودرن لازم تكون فى إيدها ميدالية مفاتيح يكون أكبرها ذلك الخاص بالسيارة، وعموما بعلى سماعات ال«DVD» عشان مسمعش رغى الناس.
وتعترف «رانيا» بأن قيادة كثير من السيدات هى السبب الرئيسى لكل هذه المشكلات، فأغلبهن لم يتعلم إلا الضغط على البنزين والفرامل والدبرياج، دون التعرف على مبادئ القيادة الخاصة بالإشارات، قبل التحرك يمينا ويسارا، أو التوقف، أو الخروج من الانتظار، حتى الإضاءة فكثير من السيدات تجهلن الطريقة الصحيحة لاستخدامها.
لكن المشكلة فى تلك القناعة لدى الرجال فى أن الست عديمة الجدوى إلا فى منزلها، وأن أى مشكلة مرورية فى مدينة نصر سببها خطأ سيدة فى العباسية، لنعود ونقول «القيادة فن وذوق ورجالة».