أرسل السيد عمرو موسى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، خطابا إلى عمرو دراج، الأمين العام للجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، ردا على دعوة الحوار التي دعت لها الجمعية التأسيسية قبل 24 ساعة من الاستفتاء على الدستور وقال فيها " لا أعتقد أننا بحاجة إلى "مناظرة" بقدر حاجتنا وحاجة مصر إلى مواجهة الواقع الذى يؤكد غياب التوافق الوطني على نص الدستور المطروح، وأننا على أبواب مشكلة أخرى تتعلق بمصير هذا الدستور ومدى مصداقيته فى ضمانه لحرية المواطن وحماية حقوقه وتنظيم علاقة الدولة به، وهو ما تتشكك فيه قطاعات كبيرة من المصريين لأسباب سمعتموها منا كثيراً داخل وخارج الجمعية التأسيسية وقال موسى فى الرسالة التي أرسلها " لا شك أن هناك صياغات غير منضبطة تفتح الباب لتأويلات سلبية تضر بمصالح المجتمع. وهناك مواد تتوجه إلى تكبيل الشارع بمفاهيم ملتبسة، قد تفتح الباب لصدام بين المصريين وأخرى تخلق توتراً بين سلطات الدولة مثلما نشهد الآن إزاء السلطة القضائية بخلاف ركاكة فى الصياغة بما لا يليق بنص دستوري. وأضاف موسى فى رسالته " لم أفهم الدعوة لهذه المناظرة الحوار قبل الدورة الثانية للاستفتاء دون الدورة الأولى طالما أن هدفها، كما جاء فى خطابكم، تمكين المواطن المصري من اتخاذ قراره بنفسه، وهو ما كان يستوجب التمكين فى الدورتين. ناهيكم عن توقيت الدعوة قبل ساعات قبل المرحلة الثانية من الاستفتاء، مما يجعل الحوار أو المناظرة غير ذات فائدة مساراً و نتيجةً. وقال فى رسالته " أعتقد أننا وصلنا الآن إلى مرحلة لا يصح تصويرها وكأنها معركة بين فريق يدعى ملكية الدستور، ويرى أي نقد له أو اعتراض عليه كلياً أو جزئياً أمراً إداً ، بل وصل البعض إلى اعتباره مؤامرة لإسقاط النظام (!) وبين فريق يستهدف أن يظهر الدستور فى أفضل صوره وأكمل صياغة بقدر قدرة الخبرة البشرية، ولا يعتبرها معركة سياسية فيها كاسب وخاسر، فالأمة كلها خاسرة بعد كل ما حصل، كأنها سوف تخسر مرة أخرى اذا أجيز هذا الدستور بصياغاته التي أشرت إلى بعضها آنفاً. وقال موسى " كم كنت أود أن ضممتم صوتكم إلينا فى ضرورة توفير وقت كافٍ ( لم يكن ليتعدى أسابيع) ليعم الهدوء وتبدأ عملية مهنية رفيعة لمراجعة مواد الدستور محل النقد والتساؤل، ثم يطرح نصه كوثيقة تمثل ضمير مصر والمصريين دون تفرقة أو تمييز، نفتخر بها وبالحريات والضمانات التي تشتمل عليها، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تستهدفها، والفصل بين السلطات واستقلال القضاء التي توفرها، والهوية والثقافة والتراث التي نعتز بها جميعاً. وقال " اتمنى أن تتوفر الظروف لحوار جاد وصريح ومنتج وليس "مؤتمراً أو مناظرة" لإنقاذ البلاد مما تعانيه، على قاعدة من حسن النوايا وانفتاح الأفق والالتزام بالديموقراطية ومسارها.