قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن مصر تمر بلحظة حرجة في عملية التحول الديمقراطي، مشيرا إلى أنه تحدث في الأيام الأخيرة مع الرئيس محمد مرسي وأعرب عن أمله في أن تتمكن عملية الانتقال الديمقراطي من المضي قدما بطريقة سلمية توافقية. وأعرب الأمين العام في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر الأممالمتحدة بمناسبة قرب انتهاء العام الميلادي 2012،عن أمله في التوصل الي حل وسط حيث يمكن لمصر أن تركز على احتياجاتها الاجتماعية والاقتصادية الملحة وبناء "هرم للديمقراطية" في قلب العالم العربي، على حد قوله.
وأضاف "إن العملية الانتقاليةالتي تقودها مصر، سوف تستغرق بعض الوقت، ومن المهم للمصريين أن يجدوا حلا سلميا لخلافاتهم عن طريق الحوار وبناء مصر جديدة تحترم وتحمي حقوق الجميع".
وردا علي سؤال بشأن أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا في بعض المحافظات المصرية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "لقد شاهدنا بعض التداعيات للربيع العربي، كما هو الحال في سوريا، لكن بالنسبة لمصر، فإنني أقول إن التحول عملية في غاية الأهمية بالنسبة للمصريين أنفسهم وبالنسبة للمنطقة، ولذلك فإن العالم بأسره، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، يتابع عن كثب ما يجري في مصر، ويحدوني الأمل أن يتوصل المصريون الي حل وسط لخلافاتهم".
ونوه كي مون إلى المرحلة الثانية من الأستفتاء علي الدستور في مصر، وقال "مهما يكن الطريق الذي سيختاره المصريون، فإنه من المهم المحافظة علي الحقوق الأساسية للمواطنين واحترام حقوق الإنسان، وأن تمتنع كافة الأطراف عن العنف،وأيضا علي سلمية التظاهر".
وردا علي سؤال بشأن الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط، قال الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة قرب انتهاء العام الميلادي 2012، "إن هناك حالة من الأستقطاب في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضي". وعن الأزمة السورية قال كي مون "أشعر بالقلق من عدم وجود أي افق لحل الأزمة في سوريا، أو بدء الحوار السياسي.. إن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي منخرط في أداء مهمته، ويحدوني الأمل في أن يتحد المجتمع الدولي لمساعدة أطراف الأزمة في سوريا علي وقف العنف وبعدها مباشرة نبدأ عملية الحوار السياسي لأن هذا هو الطريق الوحيد لحل المشكلة".
وحول امكانية استخدام النظام السوري لأسلحة الكيماوية في صراعه ضد جماعات المعارضة المسلحة ،قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "لقدأظهرت موقفي بوضوح من قبل إزاء هذه المسألة، وبعثت خطابين إلى الرئيس بشار الأسد قلت له أنه لا يجوز تحت أية ظروف استخدام الأسلحة الكيماوية أو أسلحة الدمار الشامل في هذا الصراع، كما تحدثت أيضا منذ يومين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول نفيس الموضوع".
وفيما يتعلق بالهجوم علي معسكر اليرموك للاجئيين الفلسطينيين في دمشق، قال الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمره الصحفي، "إن مشكلة تدفق اللاجئيين من سوريا إلى دول الجوار تمثل معاناة لدول الجوار، مشيرا إلى أن النزوح وصل إلى أكثر من خمسمائة ألف شخص، وسيزيد العدد بسبب احتدام القتال ، وقدوم فصل الشتاء".
وقال كي مون "إن الدول المجاورة تواجه عبئا ماليا هائلا بسبب إيواء النازحين ورعايتهم"، مشيرا إلى أن المخاطر المتزايدة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا تثير القلق المتزايد.
وقال "إنني أدعو المجتمع الدولي إلى الاستجابة بسخاء وبشكل عاجل للنداء الإنساني الذي أطلق اليوم في جنيف، وإنني أدرس عقد مؤتمر دولي للمانحين، بالتنسيق عن كثب مع الشركاء الرئيسيين، في أوائل العام المقبل".
وحث الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي على الاتحاد بقوة وراء جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي وقال "إن سوريا بحاجة إلى حل سلمي وسياسي يسفر عن تغيير ديموقراطي يحافظ على نسيج المجتمع السوري وسلمية التعايش بين مجتمعاته.
ورحب بان كي مون بتشكيل تحالف المعارضة السورية الذي أعلن عنه مؤخرا في مراكش، وقال إن "ذلك خطوة مرحب بها، لكنها أيضا خطوة شديدة الحساسية عندما تبدأ عملية الحوار السياسي لحل الأزمة"، مشيرا إلى أن الأعتراف بتحالف المعارضة باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، يعود إلى الدول الأعضاء للأمم المتحدة.
وردا علي سؤال بشأن إعادة توطين اللاجئيين الفلسطينيين الذين غادروا سوريا بسبب الأزمة الحالية،قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه تلقي طلبا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخصوص ذلك،وأنه من الضروري البحث عن أفضل البدائل الممكنة لإعادة توطين هؤلاء اللاجئيين، بما في ذلك اسرائيل.
وحول إعلان اسرائيل الأخير ببناء المزيد من المستوطنات في الآراضي الفلسطينية المحتلة، قال كي مون في مؤتمره الصحفي "لقد أدنت مرارا مثل هذه الإعلانات الأسرئيلية ببناء المستوطنات،وأري هذا الإعلان بمثابة ضربة آخري لعملية سلام هشة بالفعل، كما أنه يمثل خرقا واضحا للقانون الدولي ولاتفاقات اللجنة الرباعية".
وأضاف "إنني أحث اسرائيل علي الإحجام عن اتخاذ أية اجراءات بانشاء المستوطنات،مشددا علي أنه "يجب استعادة عملية السلام إلى مسارها".
من جهة أخرى، أشار كي مون إلى التطورات الحاصلة في منطقة الساحل وشرق الكونغو والشرق الأوسط، وقال إن 20 مليون شخص في منطقة الساحل، عبروا الحدود الي تسعة بلدان في المنطقة، ويواجهون حاليا خليطا من الإرهاب والجفاف والجوع، وسوء الإدارة، والاتجار بالمخدرات، والتطرف.
وشدد علي أن الوضع في مالي أصبح ملحا على نحو خاص، وقال "علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدة الماليين علي استعادة ديمقراطيتهم، وأراضيهم، ومعالجة الأزمة الإنسانية ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان المروعة".
ونوه إلى أنه "يتعين مواصلة الحوار والمفاوضات على محمل الجد، حتى يتم إعداد الخيارات العسكرية".
وفيما يتعلق بالكونغو، قال كي مون إنها مازالت مسرحا لعدم الاستقرار، بما في ذلك العنف الجنسي الذي يرتكبه المقاتلون من جميع الاطراف، ودعا المجتمع الدولي إلى اعادة النظر في نهجه الحالي إزاء جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى، مؤكدا علي أهمية معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع في المنطقة على نحو شامل.