"الواد ده جامد حشد".. هذا هو أول كومّنت تجده مكتوباً على "فيس بوك"، أو"تويتر"، عند ذكر اسمه، المضحك، أبو دم خفيف، الكوميديان والساخر الذي فرض نفسه على ساحة الإعلام بقوّة في أقل من عامين، لينقش حروف اسمه "الباسم" في قلوب عشّاقه المصريين، ليدخل بسرعة الصاروخ موسوعة جينيس الكوميدية بنسختها المصرية الساخرة، حاملاً وبكل اقتدار لقب "أسطورة التريقة". باسم يوسف أحد أبرز إفرازات الثورة المصرية التي صبغت بالسخرية، صبغها المصريون بهذا اللون كما لوّنوا تاريخهم وثقافتهم به، فلا نتعجب أن يكون "باسم يوسف" رئيساً لجمهورية القلش المصري على حد وصف معجبيه، ليستولي ب"ريأكشناته " المضحكة على اهتمام ومتابعة ملايين المصريين ممن وجدوا فيه مأوى لتفريق شحنات الحزن والشقاء بجرعة مضاعفة من الضحك السياسي الساخر.
ولكن بما أن هذا "الباسم" يفتح رشاشات كوميديته ساخراًعلى الأحداث السياسية منذ انطلاق ثورة يناير فلم يسلم من رصاصاته الساخرة أي رمز من رموز السياسة والمجتمع من أصحاب القول والمسئولية بمصر، فاتحاً النار على تقصيرهم وتصريحاتهم "اللي تودي في داهية"، فلا نتعجب أن يذهب الدكتور باسم في داهية بأخذه نصيب الأسد من التهديد والوعيد من قبل من يتحدث عنهم في برنامجه "البرنامج"، لاسيما في الوقت الحالي بعد تولي رموز الإسلام السياسي مقاليد الحكم في مصر ليأخذ بذلك عدة ألقاب متنوعة منها "السنكوح، الإرهابي، العلماني، الكافر، وأخيراً لقب "باسم سوستة ".
لتكثر بذلك الشائعات المتداولة عنه من بين محاولات قتله أو الاعتداء عليه أو حتى منع بث برنامجه على الفضائيات، وخاصة عند عودته القوية بالموسم الثاني من البرنامج على قناة "سي بي سي" المحسوبة لدى المتأسلمين بأنها قناة "فلول".
وطبعاً معجبي هذا الدكتور "العسل أبو دم خفيف" لم يكتفوا بمجرد السكوت والفرجة على من يهاجمه فقرروا إطلاق عدة حملات تأييدية له على مواقع التواصل الاجتماعي.
أولها صفحته الرسمية الأولى على "الفيس بوك"، "بي بلاس باسم يوسف" التي اقترب معجبيها من كسر حاجز المليون، إضافةً إلى حسابه الخاص على "تويتر" الذي يصل حد "الفولو" لها أكثر من نصف مليون متابع، وطبعاً لا ننسى الصفحة الرسمية لبرنامجه "البرنامج" على "الفيس بوك" والهاشتاج الخاص بها على "تويتر".
لكن باسم يوسف نال نصيب الأسد من جديد عند منع الحلقة الثانية من "البرنامج" من بثها على قناة "سي بي سي" في موعدها الجمعة، خاصةً بعد المشادات التي حصلت معه ومع الإعلامي عماد أديب ورموز التيار السلفي، لتنفجر ماسورة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها أنه تم منع البرنامج نهائياً، أو أن الدكتور سوف يُغادر القناة وصولاً لكومنت "باسم اتخطف يا جدعان"، ليقوم معجبوه بحملة مليونية على "الفيس بوك" متمثلة في عدد آخر من الصفحات التأييدية، كان أولها صفحة "ألتراس باسم يوسف" التي وصل متابعيها لأكثر من خمسين ألفاً في يوم واحد وصولاً لحاجز ال 200 ألف حالياً، لتمثل "أولتراساً خاصاً لفريق المعجبين بباسم يوسف".
بالإضافة إلى صفحة "حركة باسمون" التي وصل معجبيها حالياً قرابة العدد المتابع لصفحة الألتراس على الرغم من إنشائها بعد يومين فقط من انطلاقتها السابقة، والطريف في هذا الاسم على حد وصف متابعيها أنه مأخوذ كنوع من السخرية لاسم حركة "حازمون" المؤيدة لمرشح الرئاسة المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، غير أن هذا المرشح لم يسلم مرة أخرى من معجبي باسم، إذ أطلقوا عدة حملات أخرى له تحت مسمى "لازم باسم" على غرار حملة "لازم حازم" وغيرها من صفحات الإعجاب مثل "باسم يوسف لافرز" و"باسم يوسف فانز".
هذا غير الهاشتاجات المختلفة المؤيدة للدكتور باسم على "تويتر" مثل "هاشتاج باسم_يوسف" و"هاشتاج البرنامج"، غير أن تعليقات باسم في برنامجه أصبحت رمزاً للسخرية، والقلش في تويتات الموقع، غير أن باسم يوسف أصبح بجدارة الاسم الأكثر متابعة على فيديوهات "اليوتيوب" ليصبح معدلها في "الشير" والمشاهدة أعلى من غيره من رموز الكوميديا والسياسة في العالم العربي والغربي.
وأخيراً مهما كثر الكلام عنه لا يمكن وصف مدى براعته في اختطاف الابتسامة من قلوب المصريين، ولكن هذا الكم المهول من معجبيه ومتابعيه يجعلنا نتساءل ولو بنوع من السخرية، "ماذا لو ترشح باسم يوسف لرئاسة الجمهورية ؟؟؟ ".