حالة من الانزعاج تنتاب الفنان القدير يوسف شعبان، بعد أن تناقلت المواقع الإلكترونية منذ أيام أنباء عن وفاته إثر أزمة قلبية مفاجئة، الأمر الذى أثار حفيظة شعبان، ليؤكد أنها شائعات سخيفة لا تهدف إلا النيل منه، ولاسيما أنه معارض لجماعة «الإخوان المسلمون» التى يراها مصدر الشائعة، والسبب فى تداول الخبر، بعد تصريحاته الهجومية ضدهم. يوسف شعبان خرج للتصويت ب«لا» فى الاستفتاء على الدستور، معتبرا أنه «دستور لفصيل واحد وليس لكل المصريين»، وهو يرى بوادر ثورة جديدة ضد النظام الحالى. * كيف استقبلت خبر وفاتك؟ انتابتنى حالة من الانزعاج الشديد، فالخبر أصابنى بصدمة لا يمكن وصفها، ومنذ نشر الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعى، وتليفونى لا يتوقف عن المكالمات من أجل الاطمئنان علىّ، علما بأننى لم أكن أدرى بالشائعة، واندهشت لكثرة السؤال من أصدقائى وأحبائى، حتى أخبرنى أحدهم بالنبأ الكاذب، طبعا أصابتنى حالة هستيرية، وما أثار ضيقى هو غياب الدقة فى وسائل الإعلام ونقل المعلومات بطريقة شفهية، حتى إن ناشرى الخبر لم يتصلوا بى لمعرفة الحقيقة، واكتفوا بما يردده البعض من معلومات مغلوطة. * وإلى من توجه الاتهام بالترويج للخبر الكاذب؟ • «مفيش غير الإخوان هما اللى عاوزين يموتونى بالحيا»، ويعود ذلك إلى أن رأيى فيهم صريح وواضح، وغير قابل للمجادلة، ورأيى لا يختلف عن رأى أى مصرى يريد مصلحة الوطن، وكل تصرفات جماعة الإخوان على مرأى ومسمع للجميع، فترهيب المعارضين، ومحاولتهم نسب الشهداء إلى جماعتهم، كلها أمور واضحة، حتى إنهم زعموا أن من مات أمام قصر الاتحادية من صفوفهم، فهى جماعة كاذبة، وهذه العادات ليست جديدة عليهم، والتاريخ شاهد على مواقفهم منذ عهد عبدالناصر. * وكيف تطور الأمر حتى يصل إلى إطلاق هذه الشائعة؟ • ماذا تتوقع من جماعة اعتدت على كل شىء يعبر عن رأيه ويعلو صوته، فالإعلاميون محاصرون فى مدينة الإنتاج الإعلامى، وتم الاعتداء بالضرب على الفنان خالد يوسف، فضلا على التهجم على الفنانين فى القنوات، والتهديدات للإعلاميين، وأخيرا إطلاق الشائعة، و«مش عارف ليه مركزين معايا». * بالأمس رفضت الدستور وصوت ب«لا».. فما سبب رفضك؟ • الدستور الجديد ما هو إلا فرض قيود على الشعب المصرى، دستور لا يمثل المجتمع المصرى، فالإخوان ورثوا البلد، والآن يرسمون مواد الدستور وكأنهم عايشين فى البلد بمفردهم، وتجربتهم مصيرها الفشل. * فى رأيك هل سيتم تمرير الدستور.. رغم المواقف المعارضة له؟ • هناك انتهاكات كثيرة، رصدتها جمعيات حقوق الإنسان فى الجولة الأولى، ويرجع ذلك إلى عدم وجود إشراف قضائى كامل على الانتخابات، وتم حشد أفراد من جماعة الإخوان كبديل للقضاة، وطبيعى جدا أن يكون هناك تزوير فهذا شىء اعتدنا عليه، ولكن أتمنى أن يمتلكوا الشجاعة، ويعترفوا بوجود تزوير، فأيام الحزب الوطنى المنحل كنا نعرف بوجود تجاوزات، حتى إن نظام مبارك اعترف بذلك، ولا أعتقد أن الإخوان سيكون لهم نفس الموقف، لأنهم لا ينطقون بالحق، طالما الحق يضرهم ويكشفهم، لذلك سيتم تمرير الدستور رغم المواقف المعارضة، «الدستور هيعدى» ولكن المشكلة أننا سوف ندخل فى نفق مظلم، وهنعيد الثورة من الأول، عكس ما تتوقعه جماعة «الإخوان المسلمون» من أنه فى حالة تمرير الدستور كل حاجة هتعدى، ولكن العكس هو الصحيح فمصر ستنقلب رأسا على عقب، فالرئيس غير قادر على فهم المصريين. • ماذا تقصد بأن الرئيس غير قادر على فهم المصريين؟ كان من الممكن للرئيس مرسى أن يحتضن كل المصريين، وأن يزيل حالة الانقسامات فى الشارع المصرى، إذا كان لديه النية فى أن يتعامل كرئيس لكل المصريين، وليس كتابع لجماعة «الإخوان المسلمون»، ولا أجد مشكلة فى أن يتنازل عن قرار اتخذه، وأن يقدم دستورا تتوافق التيارات عليه، دستور يخدم مصر بالكامل، ولا يخدم جماعة واحدة، فكان من الممكن أن يحقن دماء الشهداء الذين راحوا أمام قصر الاتحادية، والذى يتحمل مسئوليتهم لأنه بمنتهى البساطة هو المتسبب فى ذلك الجرم، لكن الرئيس لا يريد أن يسمع إلا نفسه وجماعته، والمتابع لآخر دعوة عرضها للحوار، سوف يكتشف أن المجموعة التى لبت نداءه هى كل من له ولاء لجماعته، لكن القوى الحقيقية مثل مسئولى حزب الوفد والبرادعى وغيرهم اختفوا من المشهد، والشارع المصرى سينتفض من جديد. * من أين جاءتكم الثقة بانتفاضة الشعب ضد النظام الحالى؟ واثق من أن الشعب المصرى غير منقاد، ولو نظرت إلى تاريخنا المشرف لاكتشفت أننا لا نسكت على تلك المؤامرات، فالشعب حتى الآن يعطيهم الفرصة، ولكنْ هناك توقيت معين سوف يقف فيه المصرى ويخرج إلى الميدان معلنا رفضه للإخوان وسياستهم. والمسألة ليست فى الدستور فقط وإنما فى السياسة العامة التى يتبعها الرئيس، والحمد لله أننا نمتلك خلفية تؤهلنا لذلك، فأحداث ثورة يناير تؤكد أننا لا نسكت عن الطغاة. * وماذا عن مشاريعك الفنية المقبلة؟ ربنا يستر على البلد الأول، وأعتقد طبعا بعد الهوجة دى موقف الفن هيكون صعب الفترة اللى جاية.