أثار الفيلم الإيراني "جدايي نادر از سيمين" أو " انفصال نادر وسيمين "، المعروف تجاريا باسم " انفصال" جدلا كبيرا ليس على المستوى الفني فحسب، بل على المستوى السياسي أيضا. وذلك بعد أن تنافس مع الفيلم الإسرائيلي " ملاحظة هامشية " على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ليكون بذلك أول فيلم إيراني يحصل على هذه الجائزة. السبب في هذا الجدل هو اشتعال الأحداث السياسية بين كل من إيران وإسرائيل، حيث استنكرت الأخيرة حصول إيران على مثل هذه الجائزة القيمة. لكن المفاجأة الكبرى هي في عرض هذا الفيلم في إسرائيل. فالسينما هي مشروع فني تجاري، وعرض فيلم في دور العرض يعني زيادة إيرادات الدولة المنتجة له سواء بطريق مباشر أو غير مباشر. ووفقا للتقارير التي نشرتها الإذاعة الألمانية في قسمها الفارسي فإن كثيراً من الإسرائليين كانت لديهم الرغبة في التعرف علي إيران من الداخل، وهذا ما أتاحه الفيلم الإيراني "انفصال" للجمهور الإسرائيلي. ففي ظل التهديدات العسكرية الإسرائلية المعادية لإيران، والتي تتوعد بشن حرب تمحي ذكرها من الوجود، فإن كثيرا من المواطنين الإسرائيليين يريدون التعرف على المجتمع الإيراني ومشاكله الاجتماعية، وبعد مشاهدتهم للفيلم اكتشفوا أنها لا تختلف كثيرا عن مشكلاتهم هم. الفيلم لاقي استحسان الكثير من الإسرائيليين، لكن على جانب آخر اعترض بعض المتشددين على عرض الفيلم بإسرائيل، وحاولوا التأثير بشكل أو بآخر علي إقبال الجمهور الإسرائيلي عليه. فيلم " انفصال" للمخرج الإيراني " أصغر فرهادي " يعتبر أول فيلم إيراني يتم عرضه تجارياً في السينما الإسرائيلية بسبع دور عرض، بلغته الأصلية " الفارسية "، وترجمة "عبرية". ووفقا لما نشرته الإذاعة الإيرانية فإن فيلم "انفصال" حقق إيرادات بحوالي 19 مليونا و863 ألف دولار على المستوى العالمي حتى الآن. كما حقق الفيلم حوالي 7 ملايين من عرضه بالولايات المتحدةالأمريكية، و12 مليونا و800 ألف دولار من عرضه في دول العالم المختلفة، حيث عرض في المكسيك، كوريا الجنوبية، فرنسا، استراليا، الأرجنيتن، وغيرها من البلدان. اللافت للنظر أن الإذاعة الإيرانية لم تذكر أن الفيلم تم عرضه في إسرائيل، كما لم تذكر أي وكالة أنباء إيرانية رسمية الأمر كنوع من الحرص الشديد علي عدم وجود أي علاقة بين إيران وإسرائيل، لكن وكالات الأنباء الأنباء العالمية وبعض المواقع غير الرسمية في إيران نشرت تقاريرها عن الموضوع وصورا لأفيشات الفيلم داخل إسرائيل. تدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي حول زوجين يمران بأزمة تصل بهما إلى طريق مسدود ويقرران الانفصال. ومن خلال القصة يتطرق الفيلم للعادات والتقاليد الإيرانية، وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في إيران.