أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اليوم الأحد عن إطلاق المرصد الوطنى للعلمانية فى فرنسا العام المقبل 2013 . وذكر بيان للاليزيه أن "المرصد الوطني للعلمانية" سيكون مهمته صياغة مقترحات لنقل الآداب العامة إلأى المدارس فى إشارة إلى مفاهيم العلمانية . ويأتى هذا الإعلان وبحسب البيان بمناسبة الذكرى السنوية لقانون 9 ديسمبر 1905 والتى قدم خلالها وسام الشرف لأميل بولا أستاذ علم الإجتماع الدينى. وقال الرئيس الفرنسي بهذه المناسبة "انتهز الفرصة لأذكر أن قانون 1905 يمكن مواجهة تحديات الحاضر" . وكان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد تعهد فى عام 2003 بإنشاء المرصد الوطنى للعلمانية إلا أن الفكرة لم ترى النور حتى الان. وتعتبر العلمانية، أي مبدأ فصل المجتمع المدني عن المجتمع الديني، من بين أسس الجمهورية الفرنسية. وقد تمخضت هذه الميزة، المسجلة في الدستور، عن تقاليد تاريخية طويلة: بعد أن شكلت إرثا لثورة 1789 ثم للجمهورية الثالثة، باعتماد قوانين فيري عام 1882 وجوبلي عام 1886 حول المدرسة الابتدائية، ترسخت العلمانية في فرنسا بموجب قانون 9 ديسمبر 1905، الذي يفصل بين الكنائس والدولة . ويقتضي هذا القانون، الذي يعزز العلمانية في المؤسسات الفرنسية، ضمان حرية الاعتقاد وممارسة الدين وحرية تنظيم الكنائس ومساواتها أمام القانون عن طريق عدم الاعتراف الرسمي بالأديان والحق في الحصول على مكان للعبادة وحياد المؤسسات إزاء الأديان، لاسيما المدرسة، وحرية التعليم. ورغم أن هذا الفصل تلقاه العديد من الفرنسيين بألم شديد وتسبب في العديد من النزاعات، في البداية، فقد أتاح أيضا وضع "ميثاق علماني" تدريجيا، أي التلاحم بين الفرنسيين حول قيم ومبادئ علمانية.