حينما تم حظر ارتداء النقاب في فرنسا ذهب كتاب غربيون الي ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي همش المسلمين بما يعد انتهاكا للحريات الشخصية ، ذلك فيما ذهب علماء من المسلمين الي انه لا سند في القرآن او السنة للنقاب ، كما ان وجوده في القارة الاوروبية لا يحسن صورة الاسلام ، وهذا ايضا في الوقت الذي رأي فيه البعض ان الحظر مرتبط بالجانب الامني لفرنسا وليس في الامر شبهة حرب صليبية او صراع بين الاديان . الامر قد يعود في مجمله الي اشكالية مدي فهم المسلمين لاسلامهم ، وفي المقابل مدي فهم الغرب لاسلامنا ، وفي الجانبين يمكن لاي طرف ان يحسن او يسئ الفهم ، وايضا مدي فهمنا نحن كمسلمين للعلمانية بانواعها في العالم عموما وفرنسا خصوصا ، ولا يخلو الامر من مدي اتفاق الفرنسيين حول علمانيتهم. في التاسع من ديسمبر 1905 تم الفصل التام في فرنسا بين الدين و الدولة وهو ما يسمي في فرنسا بقانون العلمانية وبعد هذا التاريخ بحوالي قرن ، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب له : " العلمانية لا تستطيع ان تجتث دولتنا من جذورها الدينية ، تلك العلمانية التي حاولت ان تفعل هذا ، وما كان عليها ان تحاول".كما ان ساركوزي دعا الي التراجع عن مبدأ عدم تمويل الدولة للمؤسسات الدينية ، وهو بالطبع الامر الذي ساهم في فتح النار علي ساركوزي فهو الرجل الذي " يهدد العلمانية الفرنسية ". ساركوزي يريد خلق علمانية جديدة في دولته العتيقة ، وهو فتح نقاشا موسع حول العلمانية وهو امر يستحق التوقف ، لكن قبل الولوج اليه قد يكون من المفيد عرض بعض الاتهامات التي يوجهها اليه معارضوه. يقول البعض عن ساركوزي انه يهودي يحاول القضاء علي العلمانية نظرا لما يروجه البعض حول جذوره اليهودية ، وكان ساركوزي قد اعلن ان تأسيس اسرائيل معجزة القرن العشرين. ايضا صحيفة لو فيجارو الفرنسية كانت قد ذكرت في 15 اكتوبر 2008 ان الموساد نجح في تجنيد ساركوزي حيث قامت الشرطة الفرنسية بفتح تحقيق حول رسالة وصفتها بالغريبة تم ارسالها بالايميل في مارس 2008 لاكثر من مائة مسئول في الشرطة الفرنسية جاء فيها ان ساركوزي عميل للموساد . وجاء تجنيد الموساد باقتراح من رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحم بيجن بغرض جعل الحزب الحاكم الفرنسي حليفا لاسرائيل . ويجدر بالذكر ان ساركوزي خصص جزءا من خطابه امام العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا للحديث عن جذور فرنسا اليهودية وان وجود اسرائيل مطلب للفكر الانساني . وساركوزي الذي يريد مكانة للدين بشكل ايجابي متهم بانه يتناقض مع نفسه اذ هو مطلق مرتين و هو ما ترفضه الكنيسة. ، كما انه يزهو بكاثوليكيته ، وتري القوي اليسارية في الامر تعديا علي مبدا حياد الدولة في مجال الاديان ، فالرئيس الفرنسي ممثل عن كل الفرنسيين وليس المتدينين فقط. وايضا الشبهات حول انتماء الرئيس الفرنسي الي الكنيسة السيانتولوجية . ومشروع ساركوزي هو ما يسميه علمانية ايجابية ، وهو متهم بانه يحاول كسب اصوات من اليمين المتطرف الذي يصعد نجمه علي حساب هجومه علي الإسلام وبخاصة ان فرنسا مقبلة علي انتخابات . وساركوزي كتب ضد المفهوم الفرنسي للعلمانية ويبتغي علمانية موحاة من النموذج الانجلو ساكسوني .والمعروف انه حسب قانون العلمانية فانه لايسمح بتمويل دور العباده وهو امر لا يعجب ساركوزي الذي لايريد ان تمول المساجد من دول خارجية متطرفة حتي لايكون ولاء المساجد لهذه الدول. وفتح ساركوزي في هذا الاطار نقاشا حول مكانة الاسلام في المجتمع الفرنسي وهو امر رفضه المسلمون واصحاب الديانات السماوية . واعتبروا ان نقاشا حول العلمانية يبدو تجاوزا لقانون عام 1905.