بعد غياب طويل عن ساحة الإعلام عاد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل من خلال لقائه مع لميس الحديدي في برنامج "هنا العاصمة".. تفاصيل اللقاء في السطور التالية. في البداية سألت لميس للدكتور هيكل هل نزلت ميدان التحرير وكانت إجابته صادمة حيث قال "أنا عمري ما نزلت ميدان التحرير"، وبعد ذلك تحدث هيكل عن أسباب انزعاجه من قرار المحكمة الدستورية . حيث قال: أكثر ما أزعجني في قرار المحكمة الدستورية أنه أستدعي الي مشهد مجيئ هتلر عندما حرق البرلمان، وكان هناك صحفي رأى هذا المشهد وانا سمعت منه هذا الوصف، وحيث قال لي هذا الصحفي أن حريق البرلمان الألماني شق كبير في التاريخ ومثل ما حدث بأن صوت الله يتكلم، والمشاهد تستدعي نفسها حتى مع اختلاف الوقائع، وأنا لا أشعر بالراحة ومرسي ليس هتلر، وعندما تتكرر الأخطاء أقول أن هذا ما يسمى بإلغاء دولة القانون، والأهم من كل ذلك هو ما حدث يوم الثلاثاء والخروج الرهيب للشباب، فما حدث لم يكن متوقعا ، فرأيت هذا المشهد متصل أتصال وسيق بالمشهد في 25 يناير، والثورة في عصرنا الأن هي ولادة ثورة على الهواء مباشرة، وما فعله الشباب يعتبر وصلة لما حدث في 25 يناير ولكنه أعيد بشكل أفضل، وأدي الشباب دورهم بشكل أكثر من رائع، وفعل الشباب ما لا يخطر في بال أحد وظهروا للعالم أنهم أكثر قوة، والأن وضحت الصورة أمام الرئيس أن مجموعة الشباب ليسوا خمسة ألاف مثل ما قال، وأتمنى أن يقرأ الرئيس الرسالة التي وصلته على باب قصر الاتحادية وأن يستوعبها جيدًا، وأنا أرى أن الشرعية تسقط بالجرائم وليس بالأخطاء ولكني قلق. وقالت لميس أن خروج الجماهير عام 1977 أحدث شرخاً ، فقال هيكل: هناك فرق بين شرخ الشرعية وإسقاطها، والذين خرجوا في 1977 كان لديهم هجوم على شيء مختلف وهو زيادة الأسعار، ونحن الأن أمام موقف ملتبس ومعقد جدًا، وكنت أتمنى أن الرئيس مرسي يأخد وقت لقراءة ملفاته ، وأنا اتحدى إذا كان هناك أوراق كافية لتشرح الأحوال ، نحن الأن أمام رجل أتى في مشهد لا يعرف عنه شيئا ، وفي جميع الثورات من قبل دخل الحكام ولديهم ملفات تشرح كل شيئ عن الماضي، ومعظم مرشحي الرئاسة لا يعلموا شيئ عن تفاصيل البلاد التي يحكموها في بداية حكمهم ، ونحن الأن أمام مشاكل تعقدت أكثر من ثلاثون عام، وكل من في ميدان التحرير لا يوجد لديهم خطة واضحة. فسألته لميس، هل الدستور هو السبب في الشق الذي حدث بين الناس؟ ، فأجاب: الشق حدث منذ فطرة وهناك شرخ بين الناس ولابد أن نحافظ عليه قبل أن يتحول لكسر، ومشروع الدستور هو "قفزة في الظلام" وفكرة الدولة الموجودة بإرادة كل المجتمع هذه فكرة معطلة، ولم نسأل أنفسنا من قبل لماذا خرج مبارك بمنتهى السهولة ؟ الإجابة هي أن المشير طنطاوي نصحه بمغادرة القاهرة لاشتعال الأحداث، وبعد أن سافر طالبه عمر سليمان بضرورة التخلي عن السلطة لاشتعال الشارع المصري، ووافق مبارك على التنحي وطلب منهم الخطاب ليقرأه، وضمن أسباب رضوخ مبارك هو الضغط الأجنبي ومكالمة أوباما له التي أستمرت أكثر من نصف ساعة وعلى التقريب تشاتموا في هذه المكالمة، ووقتها تحدثنا في إعادة تعديل الدستور ولكن الأمر كان يستدعي أكثر من ذلك، وببساطة خروج المجلس العسكري لم يكن بأمر مرسي ولكنهم أخذوا هذا القرار لأنهم رأوا أن دورهم قد أنتهي ولم يستطيعوا البقاء في الظروف الراهنة، ومنذ فترة طلب المشير طنطاوي أن يلتقي بي، وبالفعل ألتقينا وتحدث معي من خلال اللقاء عن الوضع الاقتصادي، وقال لي الأمريكان لا يريدون مساعدة مصر بل ويمنعون الدول الأخرى من مساعدتنا.