وجهت الإعلامية لميس الحديدي تساؤلا للصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، عن مقولته بإن الشرعية لا تسقط إلا بالجرائم، وما قاله أيضا عندما خرجت الجماهير على السادات في يناير، بأن هذا الأمر شرخ شرعية أكتوبر. ورد هيكل قائلا: "هناك فرق بين الشرخ والسقوط، فيه ناس بيتكلموا عن الحل، منهم من يقول «الإسلام هو الحل» ومن يقول «الديمقراطية هى الحل»، أو «الدستور هو الحل»، وأنا أقول إن كل هذه المقولات تُحترم، لكنها تحتاج لمراجعات، ورأيى أن «المعرفة هى الحل»، الناس فى يناير خرجت لأسباب محددة تعرفها، ناس حاربت وتحملوا فى سبيل الحرب ما لا يُحتمل لكنهم رأوا أن أرباح الحرب ونتائجها تذهب إلى طبقة مستفيدة، فخرجوا وشرخوا الشرعية ولم يسقطوها". وقال هيكل: الفرق كبير، إنك أمام أطياف كلهم ورثوا أكثر مما يطيقون تحمله، ومما استطاعوا أن يفهموه منه. وتابع: "الناس التى خرجت فى 1977 خرجت لتحتج على مشكلة معينة، لها توصيف ولها حل جاهز: الغى زيادة الأسعار هنرجع تانى. وفيه فرق كبير قوى، نحن بعد سنتين لم نتمكن من توصيف مشكلة أو إيجاد حل، بمعنى لو الأمور كانت واضحة والسلطة تتحدى والرئيس يتحدى فى قضية هو يعرف جواباً لها كنت أتفق معك، لكن أنت أمام موقف ملتبس ومتعب، حتى على الذين يطالبون، لا يمكننا النظر إلى الإعلان الدستورى دون النظر إلى السياق كاملاً، السياق كله معقد، لدينا حالة ثورية فى غاية الصعوبة، تجرى على ملأ من العالم، كنت أتمنى أن مرسى يدّى نفسه وقت يقرأ ملفاته، لكنه انتُخب فى يوم وذهب إلى القصر فى اليوم الثانى، لم يكن عنده وقت يقرأ الملفات، نحن نتحدث عن ملفات معظمها غير مكتوب، أنا أتحدى أن نجد فى عصر مبارك أوراقاً أو وثائق كفاية تدل على ما قبله، ولكى أكون منصفاً فإن ملفات ثورة يوليو كانت قضية الاستقلال وقضية جلاء الإنجليز والملفات موجودة، ومن جاء بعد الثورة وجد ملفات المفاوضات، والإصلاح الزراعى، وقد دُرست وقيل فيها كل شىء وكذلك التنمية الاجتماعية، لكننا اليوم أمام رجل جاء فى مشهد لا يعرف عنه شيئاً، وليس هناك فى الدولة ما يسجله وأمام شباب يمتلك طموحاً عاماً وليس محدداً، الثورة الفرنسية والبلشفية وكل الثورات خرجت وعندها بشكل ما فكرة عما قبلها، حتى القيصريون وجدوا ملفات المخابرات".