حمل السفير بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية، الحكومة السورية المسؤولية الأولى عن التطورات المؤسفة الحالية في سوريا، مؤكدا ن الجامعة العربية تحركت منذ بداية الانتفاضة لكن للأسف لم تجد آذانًا صاغية من القيادة السورية للتجاوب بشكل فوري وسريع للمطالب الشعبية حتى وصلنا للأسف لعسكرة الانتفاضة، وأصبحت الأمور أكثر تعقيدًا أمام الحل السياسي. جاء ذلك خلال لقاء السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية اليوم ووفد من مجلس النواب الاندونيسي برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية محفوظ صديق بحضور سفير اندونيسيا لدى مصر الذي تم اعتماده كممثل لبلاده لدى الجامعة العربية. وأضاف بن حلي ان الجامعة العربية قدمت مبادرات عديدة وتحاول من خلال المبعوث الاممي العربي المشترك الاخضر الابراهيمي الذي يقدم غدا " الخميس" تقريرا لمجلس الامن يتضمن عددا من الافكار والمقترحات العملية لوقف نزيف الدم في سوريا ، مؤكدا انه رغم سقوط الاف الضحايا مازلنا نراهن على ان يكون الحل السلمي والسياسي هو الذي ينهي هذه المأساة . ودعا بن حلي الحكومة السورية ان تفهم ان الحسم العسكري والامني للازمة لن يقود الا الى مزيد من الدمار وليس الى الحل ، مطالبا بضرورة ايجاد حل سياسي من خلال خطة الجامعة العربية لبدء المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة وطنية متفق عليها بما ينهي الازمة بشكل سلمي وينهي العنف ويحافظ على سوريا كدولة وكيان وحذر بن حلي في الوقت نفسه من ان العنف الدائر حاليا يهدد سوريا الكيان والدولة . واكد بن حلي اهمية الاجتماع المرتقب لأصدقاء سوريا يوم 12 ديسمبرالمقبل فى المغرب من أجل التوصل الى حلول للازمة الراهنة ، لافتا في الوقت نفسه الى حرص الجامعة العربية على متابعة اجتماعات وتحركات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معربا عن الامل في ان تثمر الججهود في وقف النزيف الذي طال امده في سوريا . كما اكد بن حلي حرص الجامعة العربية على تدعيم أواصر التعاون مع اندونيسيا كدولة أسيوية محورية ومهمة ولها دور فعال في تعزيز القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والجهود الرامية لحل الازمة السورية . واعرب عن ترحيب الجامعة العربية بالجهود الاندونيسية الرامية الى زيادة مجالات التعاون مع الدول العربية سياسيا واقتصاديا وبلورة خطط ورؤى مشتركة ازاء التحديات التي تواجه المنطقة وايجاد حلول لها . من جانبه عبر رئيس وفد مجلس النواب الأندونيسي عن دعم بلاده للتطورات الديمقراطية التي تشهدها المنطقة ، منوها بقمة الدول الاسلامية الثمان التي شاركت بلاده فيها وعبرت عن دعمها للتطورات الديمقراطية التي تشهدها الدول العربية ، مشددا على أهمية الحل السلمي للازمة السورية . كما اكد محفوظ صديق رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأندونيسي دعم بلاده للقضية الفلسطينية ، لافتا الى أن فلسطين كانت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال اندونيسيا عام 1945 ، مرحبا باتفاق الهدنة الاخير بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لوقف اطلاق النار في قطاع غزة ، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة انهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتوحيد كل القوى السياسية من اجل استقلال فلسطين. واعرب المسؤول الاندونيسي عن أمله في أن يلقى الطلب الفلسطيني كل الدعم للحصول على العضوية غير الكاملة في الاممالمتحدة . هذا ومن المقرر ان يقوم الوفد بزيارة تضامنية الى قطاع غزة . وقد شهد الاجتماع اتفاق الجانبين العربي والاندونيسي على وضع اطر واسس للتعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة بما يؤسس لعلاقات تخدم المصالح المشتركة وقد ترقى لعقد قمة عربية اندونيسية .