جمهور المهرجانات المهتم بالثقافة والسينما العالمية على الأرجح أنه سيكون مشغولا فى التحولات السياسية التى تسيطر على الشارع المصرى وما يتبعه من مليونيات تبدأ من اليوم الثلاثاء ولا يعرف أحد إلى أين سوف تنتهى، أو ربما قد تتطور إلى ما هو أبعد من التظاهر.. هذه الظروف المشحونة قد تؤثر على الحالة المزاجية لجمهور المهرجان الذى هو محدود بالأساس، أضف إلى ذلك غياب لافتة «للكبار فقط» التى كانت تعد أحد عناصر الجذب الجماهيرى للمهرجان لمحبى أفلام المناظر والتى لها قاعدة كبيرة بين جمهور المهرجانات، أما فى دورة هذا العام فتختفى هذه الأفلام بأمر الإسلاميين أو تخوفا من هجمات غير مسئولة من العناصر التى تدعى اعتناقها لفكر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والتى قد تهدد قاعات العرض فى حالة عرض أفلام من هذه النوعية. وبعد أن كانت لافتة «للكبار فقط» كفيلة بأن تجذب الجمهور لأفلام المهرجانات خاصة فى دور العرض بوسط القاهرة، ما هو البديل الذى يمكن أن يعتمد عليه المهرجان هذا العام فى ظل سهولة الحصول على مشاهد جنسية وفى ظل تصاعد التيار الدينى لجذب الجمهور فى مرحلة المهرجان، تحدثنا مع أصحاب دور العرض والمنتجين الذين أكدوا أهمية دعم المهرجان هذا العام. «فاروق صبرى» صاحب شركة «الإخوة المتحدين للسينما» صرح بأنه لم يتأخر فى دعم المهرجان هذا العام، وأشار إلى أن الأهم هو جذب الجمهور ليخرج بالشكل اللائق، كما أرجع سبب تواجد الجمهور فى الدورات السابقة لعرض الأفلام التى تضم مشاهد جنسية، لكنه لم يعد عامل جذب مع انتشار القنوات الفضائية والإنترنت الذى يعرض أفلاما جنسية كاملة. وأكد «فاروق» ضرورة أن يأخذ المهرجان هذا العام الطابع الثقافى وأن يهتم بمشاهدة التصوير ومعرفة كتابة السيناريو وتبادل المفاهيم المختلفة بين الدول من خلال هذه الأفلام، كما أكد أنه لا يدخل هذا العام بأفلام فى المهرجان. ويتفق المنتج محمد حسن رمزى، صاحب شركة النصر، مع «فاروق صبرى» على دعمه للمهرجان، وأوضح أن أصحاب دور العرض لا يشاركون بدور عرض لضعف أفلام المهرجان وأنها كانت تأخذ دور عرض تكلفتها 30 ألف جنيه وفى النهاية لا نحصل سوى على 5 آلاف جنيه أو أقل من ذلك، ووصف ذلك بأنه خسارة كبيرة من أفلام لا أحد يشاهدها وبالتالى كانت دور العرض تتحفظ على أن تتعرض للخسارة. وأكد رمزى أن المنتجين على أتم الاستعداد للوقوف بجانب المهرجان وبجانب مصر حتى لا يتعرض إلى الإلغاء خاصة أن إسرائيل تحاول سحب الشارة الدولية من المهرجان. أما عبدالجليل حسن، المستشار الإعلامى للشركة العربية، فأكد أن سبب قلة الجمهور فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يعود إلى عدم وجود ما يهمهم فى الأفلام المعروضة. فيما أضاف المنتج هانى جرجس أن اهتمام الجمهور قديما بأفلام المهرجان ناتج عن اهتمامهم برؤية مناظر ساخنة وهذا ما لا يحدث حاليا خاصة بعد انتشار مواقع الإنترنت والقنوات المفتوحة فى التليفزيون، وأرجع عدم الاهتمام بدور العرض إلى عدم وجود جمهور وأن أصحابها يعطونها للمهرجان مجاملة على الرغم من أنها لا تحقق مكاسب لهم، وأشار إلى أن المهتمين حاليا بالمهرجان هم مثقفو السينما وليس الجمهور العادى، وأكد أن هذا لا يرجع إلى قلة الدعاية خاصة أن مهرجان القاهرة الدولى هو الوحيد الذى تقام له دعاية كافية.