لا تملك إلا أن يجذبك هذا الموقع المصرى الشبابى الجديد.. تجربة تستحق أن نرى طابعها ومدى التجديد فيها، هذا هو موقع « ناقشنى naqeshny». الموقع أنشئ خصيصاً ببنية تمثل مزيجا بين السمة الشخصية في فضاء الفيسبوك، والشكل الثقافى المكثف في عالم تويتر، مع محاولة لتقليل سلبياتهما فى مجال النقاش. أول ما يجذبك إلى الموقع أن البرومو التقديمى له على أجمل ما يكون، يتحدث عن أهمية الكلمة، وعمقها، ويربطها بشكل مبهر عبر عشرات الشخصيات التاريخية وعباراتهم، التى نتجت فى الأصل نتيجة نقاش بناء وليس من جدل. الفكرة الأساسية للموقع وجوهره ترتكز على «تنظيم النقاش الإلكترونى» وخصوصا السياسى ليصبح له معنى وفائدة وجدوى، ومنع تحول النقاشات إلى ملاسنات أو مشاحنات أو مشاتمات. بهذا المعنى فإن الأمر أقرب إلى شبكة اجتماعية بروح المنتدى وتقنية الفيسبوك وتويتر. فكرة الموقع بدأت بعد الاستقطاب الذى أعقب الثورة ، عندما لاحظ مؤسسوه كيف أن الجدل أصبح سلاحا هداما، بكل سلبيات ثقافة الشتائم والسب والتخوين، وحتى ثقافة حوار القطيع (اللجان الإلكترونية للتيارات)، وحتى استفزازات الاستقطابات السياسية المتباينة التى كانت شهيرة وقتها كما نتذكرها دائما «نعم ولا للتعديلات الدستورية» و«الدستور أولا، والانتخابات أولا». هذا الأمر دفع الشباب إلى التفكير فى الحاجة إلى تأسيس موقع جديد مصرى.. ولم لا؟ موقع تواصل اجتماعى مصرى وعربى ،يماثل شبكة الفيسبوك وتويتر بل يطور فكرته للأفضل؟ فى البداية كان تركيز مؤسسيه على أن يكون للموقع المراد تأسيسه 4 أفكار أساسية فى جوهره: 1-الفكرة الأولى: خلق بيئة حوارية بين مستخدميه، بدون سلبيات الجدل والتلاسن. 2- الفكرة الثانية: تنظيم النقاشات عبر مناظرات أو مناقشات دورية حول كافة الموضوعات. 3 - الفكرة الثالثة: تأسيس بنية الموقع بحيث تنظم لدى مستخدميه ثقافة النقاش والمناظرة بمرور الوقت. 4 – الفكرة الرابعة: عدم جعل الحوار أو النقاش بلا حدود وإنما التدخل لتنظيمه لزيادة الفائدة. لا حاجة للقول إن المؤسسين الذين هم ضمن المرحلة العمرية (20 - 35) عاما ليس لديهم انتماءات سياسية أو حزبية، سوى فكرة الموقع ذاته وروح الفكرة ذاتها، ووصل الأمر إلى حد أن كلا منهم أوقف مشروعه الخاص كى يجمعوا ميزانية مشروع الموقع الفريد من نوعه. الموقع تأسس منذ قرابة 5 أشهر ويبلغ عدد المستخدمين عليه الآن أكثر من 20 ألف مستخدم. أغلبهم من المصريين، ونسبة ليست بالقليلة من شباب اليمن والخليج والأردن وسوريا وحتى بعض الجنسيات الأجنبية مثل الصين وانجلترا، وعلى مستوى الشخصيات العامة، بدأ يعرف طريقه إليهم، وهو ما زاد من قوة الموقع تدريجيا إذ يمكنك الموقع من مناظرة شخصية عامة بعينها للنقاش حول موضوع ما، وهوأسلوب تواصلى جديد لا يوفره لك تويتر أو الفيس بوك، هل تتخيل أن تناقش عبر هذا الموقع شخصية مثلا مثل د. محمد البرادعى لمدة ساعة؟ «الهدف ليس النقاش السياسى» هكذا يؤكد مؤسسو الموقع، بعكس ما يعتقد البعض، بل نشر ثقافة النقاش واحترام الاختلاف بطريقة عملية، وداخل الموقع ستجد ما يزيد على مئات المناظرات، اقتصادية وسياسية ودينية، تجد نفسك تشعر بأن هذا الموقع سيكون له تأثير لا يستهان به فى منطقتنا العربية إذا استمرت إدارته بذات الروح المتميزة ذاتها.