شن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، هجوماً على الداعين للمظاهرات والاعتصامات في دول الخليج العربي، واصفاً من يدعو إلى ذلك ب "الفوضويين والضالين" "الذين يستهدفون الأمن والاستقرار"، وذلك تعليقاً على ما يحدث في معظم الدول العربية والخليجية من احتجاجات ضد الحكّام والأمراء. إذ تمر دولة الكويت بأزمة سياسية إثر تعديل الحكومة للقانون الانتخابي قبل الانتخابات العامة التي تجرى في الأول من ديسمبر وقررت المعارضة مقاطعتها. وتجري المعارضة الإسلامية والقومية والليبرالية احتجاجات أصيب فيها 150 متظاهراً و24 شرطياً بإصابات طفيفة، وتعتزم المعارضة إجراء المزيد من الاحتجاجات وتدعو الناخبين على مقاطعة التصويت. وألقت أجهزة الأمن الكويتية القبض الأسبوع الماضي على أربعة من مستخدمي تويتر لمدة عشرة أيام لاتهامهم بإهانة أمير البلاد، وهذا ما وجد إدانة من معظم الجماعات الحقوقية فيما يتم التحقيق مع سبعة آخرين بتهمة انضمامهم لتيارات المعارضة. وعلّقت صحيفة فورين بوليسي، أن بعض الدول العربية الأخرى تشتعل بموجات كبيرة من الاحتجاجات على سيطرة الأسر المالكة دون وجود تغطية صحفية مناسبة، ووفقاً للصحيفة الأمريكية فإن الكويت الحليف القوي للولايات المتحدة، الذي يسيطر على الحكم فيها أسرة آل صباح لقرنين ونصف من الزمان، قد نجحت عموماً في حفظ الأمور تحت سيطرتها، ولكن هزتها موجة جديدة من الاحتجاجات. وقد قام أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، بحل البرلمان مما أدى إلى احتجاج كبير في وقت سابق هذا الأسبوع من المعارضين الساخطين، الذي بلغ عددهم 5 الآف كويتي وكان المتظاهرين عبارة عن مزيج من الإسلاميين وأفراد القبائل، والذي تم قمعهم بعنف من قبل الشرطة، وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات في الكويت هذا الأسبوع هي الأحدث في سلسلة من المظاهرات من قبل المعارضة التي جذبت حشوداً كبيرة، وجميعهم من يدعون إلى قدر أكبر من المساءلة السياسية الآن، وهذا لا يعني أن مجلس الصباح على وشك الانهيار، لكنه بالتأكيد يدل على أن الزخم المناهض للمؤسسة الملكية في الكويت مستوحاة من الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت الوطن العربي في عامي 2010 و 2011 لم يتبدد بعد. وبحسب صحيفة القبس الكويتية فإن الكويت ليست هي الدولة الأولى التي اندلعت بها المظاهرات والاحتجاجات التي تجددت في الأردن يوم الجمعة الماضية، وذلك بسبب رفض الشعب الأردني قرار الحكومة برفع أسعار المواد البترولية، وعبّر العامة من المواطنين عن رفضهم من خلال مسيرات واعتصامات عمّت جميع أنحاء المملكة، رغم الأمطار الغزيرة التي سقطت في بعض المناطق. إذ نظّم الشعب الأردني مظاهرة كبيرة في العاصمة "عمان" بعد ظهر يوم الجمعة تحت شعار "جمعة الغضب الثانية" واعتصم أكثر من خمسة آلاف شخص أمام الجامع الحسيني مرددين وبصوت واحد "فلتسقط حكومة عبد الله النسور"، و"لا لتجويع الشعب". وفي البحرين اندلعت المظاهرات منذ عام من قبل المعارضة مطالبين الحكومة بإصلاحات سياسية وإطلاق المعتقلين. وتصاعدت الاحتجاجات العنيفة في البحرين يشعل القلق لدى المسؤولين في واشنطن، إذ قامت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بدفع حكومة البحرين للتوصل إلى صيغة لمواجهة العنف مع استخدام سياسة ضبط النفس، ذلك خلال بيان صدر من الخارجية الأمريكية وطالبت البحرين بوضع قوانين تعمل على إعادة توجيه الشرطة حيال تلك الاحتجاجات، وأن تسمح البحرين بدخول المنظمات المدنية الدولية للسجون والمعتقلات، جاء هذا البيان إثر تزايد العنف وقتل أفراد من الشرطة والمحتجين في البحرين خلال الأيام الماضية. أما عن دولة السودان العربية فهي تريد أن تلحق بدول الربيع العربي، ولكن بالإطاحة بنظام عن طريق انقلاب عسكري، فالاضطرابات تزداد بشأن ارتفاع الأسعار وخاصةً في العاصمة الخرطوم، وقال دبلوماسيون ومحللون في السودان لرويترز أن تلك التوترات التي تراكمت هي السبب في محاولة الانقلاب العسكري الأسبوع الماضي، ويرى المحللون أيضاً أن هناك مخاوف من أن الاحتجاجات الموالية للإسلاميين بدأت بعد تبدد الآمال في الإصلاحات في مؤتمر الخرطوم الأسبوع الماضي، وهي مجموعة منظمة تُطالب بمحاربة الفساد ومناقشة الإصلاحات.