ذكرت صحيفتان سعوديتان في افتتاحياتهما اليوم أن الإرادة الفلسطينية نجحت للمرة الثانية خلال فترة قصيرة في كسر الإرهاب الإسرائيلي سواء في حربها الوحشية ضد غزة مؤخرا، أو في محاولاتها إثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي منقوص طال انتظاره عشرات السنين في ظل مشروعات تسويف ومماطلة صهيوأمريكية. ورأت صحيفة (الرياض) أن انزعاج إسرائيل من الاعتراف الأممي بدولة فلسطينية (غير عضو ومراقب فقط) ، بسبب أنه سوف يعطيها الحق في أن تنضم للمنظمات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، مما يمنحها فرصة التقدم بشكوى ضد أية ممارسات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، وأراضيه مثل الاستيطان بحيث تعتبر إسرائيل دولة محتلة. وأكدت أن قبول فلسطين دولة غير عضو سوف يوسع دائرة علاقاتها ، ويسقط مقولة أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض وقد سبق للمفكر والمؤرخ البريطاني أرنولد توينبي القول بأن التاريخ لا يحكم بقاء إسرائيل في محيط جغرافي وبشري يفوقها آلاف المرات. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان عرض العرب والفلسطينيين العديد من مشروعات السلام، بما فيها تبادل السفراء ، وفتح قنوات سياسية واقتصادية ، ولم تكن تلك العروض مبالغ بها، بل دولة فلسطينية على أراضي ما قبل 1967م ، لكن غرور القوة لدى إسرائيل هو من عرقل تلك المشروعات ، وقياسا على الحاضر الجديد ، فإنها لا تستطيع وضع الفلسطينيين في حيزهم الضيق لإنهاء أي شكل لدولتهم وكيانهم لأن هذه الرؤية بعيدة عن الواقع ، وأن شعبا يناضل لن يفقد وجوده حتى لو قلصت إسرائيل مساحته بالتمدد الاستيطاني. وعلى صعيد ذي صلة ، ذكرت صحيفة (عكاظ) أن المطلوب وضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار ، خاصة أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير؛ بسبب تعنت الاحتلال وعدوانه ومواصلة الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس المحتلة، والتهديد بشن عدوان آخر وشيك أوسع وأشد من عامود السحاب. وناشدت الصحيفة الفصائل والقوى الفلسطينية، سواء السياسية أو المسلحة، الابتعاد عن المصالح الحزبية والفصائلية والفئوية الضيقة، والنظر إلى ما هو أبعد، بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدة أن هذا يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني، ومواجهة مؤامرات الاحتلال، خاصة بعد تحالف قوى اليمين الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، والتي تعمل على هدم أي فرصة للسلام والهدوء في المنطقة. ورأت الصحيفة أن اليوم الفرصة متاحة أمام الفلسطينيين لإظهار روح الوحدة والتحدي من أجل إتمام النصر الذي تحقق في غزة.