رفض الشيخ ياسر برهامي النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية، تقديم تنازلات من جانب الإسلاميين حتى تمر الأزمة الحالية، معتبرا أن هناك محاولات لإفشال المشروع الاسلامي . وأضاف برهامي، ردا على سؤال أحد المواطنين علي موقع "صوت السلف" أن الرسول الكريم وافق علي شروط صلح الحديبية الجائرة وأذن لعمار أن ينطق بالكفر في لحظة الاضطرار، وأن النطق بكلمة الكفر أو فعله لا يجوز إلا عند الإكراه، وأما ما كان من "تنازل شكلي" من نحو ما قَبِل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب: "باسمك اللهم" بدلاً من "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ فهذا يمكن قبوله للمصلحة. وأوضح برهامي في فتواه أن ذلك ما كان من قبول لشرط جائر وليس تنازلاً شكليا مثل قبول رد من جاءه مسلمًا وعدم رد المشركين من جاءهم مرتدًا "ومثله إقامة حد الردة"، وقبول الرجوع عن العمرة والتحلل بالإحصار، فهذا يكون عند المصلحة الراجحة، والعجز عن تحقيق هذه المصلحة بدون مفاسد أكبر منها في ميزان الشريعة، أما أن نكون قادرين على تجنب الكفر ثم نقبل به فهذا خطر على اعتقاد المسلم وإيمانه وإسلامه.
وأكد نائب الدعوة السلفية أن تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، هو من الشرك الذي لا يمكن لمسلم أن يقبله إلا مضطرًا وعند الإكراه، وهذا ليس بحاصل في التأسيسية، مشيرا الى أن هناك تنازلات ممكنة مثل صياغة عبارات فيها إجمال كنا نريد أن تكون واضحة حاسمة في جانب الشريعة، أو الاكتفاء بقيود على ما يتضمن عمومه كفرًا أو قبولاً به أو تحريمًا لما أحل الله أو تحليلاً لما حرَّم بألفاظ عامة فيها بعض الاحتمال، حتى نجتنب بها هذا العموم الباطل، لافتا إلى حرية الفكر والرأي والتعبير فنقيدها بنحو "النظام العام" و"قيم المجتمع" و"المقومات الأساسية للدولة والمجتمع" المنصوص عليها في الدستور وهي تتضمن الشريعة الإسلامية وإن لم تنص عليها، لكن هي ضمنها قطعًا، فهذا نقبله. وحذر برهامي من الدعوات للخروج من الأزمات، قائلا: "الأزمات ليس سببها التزامنا، بل محاولات إفشال المشروع الإسلامي، وعلى رأس ذلك إفشال الرئيس ومحاولة إسقاطه، وأعظم فشل في هذا الأمر التخلي عن الشريعة التي من أجلها انتخبه الناس".