تصدرت تطورات الوضع بقطاع غزة والمساعي الدولية والفرنسية والمصرية لوقف إطلاق النار، عناوين الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الاثنين. وتحت عنوان (مهمة مستحيلة لفابيوس)، أشارت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إلى الزيارة التى قام بها وزير خارجية لوران فابيوس إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية أمس فى محاولة لإقناع الطرفين بضرورة وقف إطلاق النار لاسيما فى قطاع غزة. وأبرزت ما أعلنه فابيوس بتل أبيت من أن "الحرب ليست خيارا"، وأن هناك حاجة ملحة للتدخل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وقالت الصحيفة، إن فابيوس أكد خلال الزيارة على ما أسماه "الموقف المحدد" لفرنسا صديقة إسرائيل والمدافعة تقليديا عن حقوق الفلسطينيين. ومن جانبها، أشارت صحيفة "لوموند" إلى الجهود التى تبذلها مصر لوقف إطلاق النار بين الطرفين، منوهة إلى أن مسئول إسرائيلي قد زار أمس الأحد القاهرة حيث المناقشات جارية للتوصل إلى هدنة. وأضافت الصحيفة "أن الرئيس محمد مرسي بحث أيضا بالقاهرة مع زعيم حماس خالد مشعل وزعيم حركة الجهاد الإسلامي عبد الله شلح، الجهود المصرية لوضع حد للعدوان، فضلا عن الاتصالات التى يجريها مرسي مع الجانبين للتوصل إلى إمكانية وقف إطلاق النار في وقت قريب". كما استعرضت الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل الجمعة الماضية إلى قطاع غزة، والتى تلتها أيضا زيارة وزير خارجية تونس، مضيفة أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيتوجه غدا على رأس وفد وزاري عربى إلى القطاع. وأكدت الصحيفة أن العملية التى تقوم بها إسرائيل حاليا ضد قطاع غزة تعد الأكبر منذ بدء الهجوم المدمر في ديسمبر 2008 ويناير 2009، مشيرة إلى أن العملية الجديدة الإسرائيلية على قطاع غزة، والمساه "عمود السحاب" تمثل الطبعة الجديدة لسابقتها "الرصاص المصبوب" التى شهدتها المنطقة فى ديسمبر 2008. من جانبها، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أنه وعلى الرغم من تصاعد أعمال العنف بين الطرفين إلا أن الخيار الدبلوماسي لايزال مفتوحا حيث أن قادة إسرائيل يعتمدون في المقام الأول على المساعي الحميدة لمصر للوصول لوقف لإطلاق النار مع حماس، برعاية من الولاياتالمتحدة وبدعم أوروبي. وقالت الصحيفة "إن وصول جماعة "الإخوان المسلمين" المعادية لإسرائيل إلى الحكم في مصر جعلت الأمور أكثر تعقيدا مقارنة بالوضع إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك، الذي كان قد لعب دورا لأكثر من مرة لوقف الاشتباكات بين الطرفين في السابق". وأضافت الصحيفة، أن الشيء المؤكد أن إسرائيل تنخرط في سباق عكس عقارب الساعة حيث أنه إذا تواصل إطلاق الصواريخ متسببا في مقتل المدنيين الإسرائيليين، قد يضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعطاء الضوء الأخضر لعملية توغل في قطاع غزة.