دخلت العلاقات المصرية التركية مرحلة جديدة تشهد خلالها طفرة نوعية في العلاقات الثنائية ، بعد أن قدمت تركيا دعمها المطلق لثورة التحرير المصرية في 25 يناير خاصة بعد أن وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الثاني من فبراير 2011 نداء إلى الرئيس السابق مبارك "بالانسحاب من الحكم بهدف فتح أبواب التغيرات في مصر الدولة الشقيقة لتركيا". ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات المصرية التركية قفزة نوعية بعد زيارة الرئيس التركى عبد الله جول ليكون أول مسؤول على هذا المستوى يزور مصر بعد الثورة ، وزيارة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي لتركيا، ثم الزيارات المتعددة لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لمصر وزيارات وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو لتركيا، والذي اختتم زيارة لانقرة الاسبوع الماضي التقى خلالها مع الرئيس التركي عبد الله جول ، كما تم الاعداد للزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمصر يوم السبت المقبل. ولا ترغب تركيا بخسارة مصر الدولة الكبيرة والشقيقة لها في منطقة الشرق الاوسط ، ومن أجلها قدمت الدعم المطلق لثورة التحرير لان تركيا تعلم جيدا بأن تقاربها مع مصر سيفتح أبواب آفاق جديدة في منطقة الشرق الاوسط، للتغلب على العديد من المسائل العالقة، إضافة إلى أن هناك مؤشرات على زيادة التقارب والتعاون الامني والعسكري بين البلدين في مياه شرق البحر المتوسط. وتستعد تركيا لتأكيد أواصر التعاون التاريخي مع مصر في مرحلة توصف "بالعصر الذهبي" بين البلدين، وخلال زيارة وزير الخارجية المصري محمد عمرو الاسبوع الماضي وضعت اللمسات الاخيرة من جانب وزارة الخارجية التركية للتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في القاهرة خلال زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على رأس وفد رفيع المستوى يضم 12 وزيرا و150 رجل أعمال يوم السبت المقبل ولمدة يومين. وتؤمن الحكومة التركية بأن عودة مصر ومكانتها ودورها القوي في المنطقة، بعد أن فقدته خلال الفترة الاخيرة لمبارك، سيولد نتائج إيجابية وجدية وإعادة توازن القوى، ولذا تعتبر زيارة أردوغان لمصر مهمة للغاية وتاريخية ستؤثر بدون أي شك على العديد من الموضوعات بمقدمتها دور إسرائيل في شمال أفريقيا والشرق الاوسط ، . وقد شهدت العلاقات التركية المصرية فى الفترة الاخيرة لعهد مبارك تراجعا وتوترات ، إثر محاولات كان لاسرائيل يد فيها ، لابعاد تركيا عن القضية الفلسطينية، مع العلم أن حكومة أردوغان كانت تقدم الدعم السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لحركة حماس ، ولكن مع وصول الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي التقت تركيا ومصر في نقطة مشتركة ضد إسرائيل. وينتظر مصر وتركيا مهام كبيرة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة ، حيث ينتظر، ومن خلال التنسيق المشترك بين القيادة السياسية في كلا البلدين، بحث مهمات وملفات شائكة في إقليم الشرق الاوسط الذي يعج بالتوترات وأهمها الازمة السورية والقضية الفلسطينية ويأتي هذا التعاون بين مصر وتركيا على جميع الاصعدة في مواجهة النشاط العسكري لاسرائيل في شرق المتوسط ، وتمثل هذا في مناورات بحرية في البحر المتوسط قبل عدة أسابيع ماضية وتعاون مع اليونان للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة، وهذا التقارب بين مصر وتركيا ، اللتان تتبؤان مكانة متميزة في الاقليم ، أثار قلقا في إسرائيل التي كانت لا ترغب في مثل هذا التلاقي بين حكومات إسلامية. ومن الممكن القول، بأنه مع وصول الرئيس محمد مرسي لرئاسة مصر ستدخل العلاقات التركية المصرية في الفترة القادمة ، تحالفا استراتيجيا في العديد من المجالات أهمها الاقتصادي والسياسي والعسكري، إضافة إلى أن زيارة أردوغان لمصر ستتناول سبل تعميق العلاقات الثنائية، وستشغل الازمة السورية حيزا مهما بالمباحثات الثنائية ، في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة وأنقرة لايجاد حل للصراع هناك وإنقاذ الشعب السوري من محنته، إضافة الى الاعلان عن شراكة أوسع من خلال التوقيع على ست اتفاقيات من بينها اتفاقيات في مجالات الجمارك والموانئ وتطوير المناطق الحضرية.