شاء القدر أن يغادر الأب سائق القطار المتوفي فى حادث الفيوم الدنيا، ويترك كوم من اللحم عبئًا على ابنه الأكبر، لم يعرف أنه لن يرى ابنه الأصغر يوسف الذي لم يتجاوز عمره 6 أشهر مرة أخرى بعد ان ودعه ليذهب إلى عمله ولم يعود إلى منزله البسيط الذي ورثه عن والده المتوفي منزل مكون من دورين ويترك زوجتين في عنق ابنه الأكبر هاني. الصباح دخلت منزل سائق القطار ضحية عامل البلوك ويترك زوجتين الأولى تدعى حمدية محمد سعداوى وهى الزوجة الاولى والثانية رضا ربيع ومعها اولادها العشرة اكبرهم هانى المتزوج وله اولاد، منهم 4 بنات و6 من الاولاد، وهو يقول والدموع تزرف من عينيه: أخر كلمة قالها لى والدى بعد ان تناول معنا الغداء ربنا يدبر الأمور، "متشيلش هم" لما طلبت منه نقود لإصلاح الكهرباء في شقتي.
أضاف هانى ان والده كان نعم الاب على قدر كبرسنه إلا انه لم يترك فرضًا واحدًا من الصلاة وترك لي حملاً ثقيلا ليس لي القدرة على تحمله . فى منزل سيد جودة سائق القطار وجدنا زوجتيه رضا وحمدية ومعهم أولادهم الصغير منهم والكبير يبكون بكاء يهتز له أركان المنزل وعويل لاسرة فقدت الأب وله أبناء صغار وبنات متزوجات مع أزواجهن ليس لهم من يسأل عنهم سوى الأب الذي مات في حادث القطار، الزوجة الاولى حاولت ان تتكلم لكن دموعها منعتها من الكلام أولادها البنات الكبار يحملن أخواتهن الصغار وهن ينظرن إلى صورة أبيهم معلقة على إحدى غرف المنزل. الإبنه الصغرى ندى وآية تنظران إلى صورة أبيهم وكأنهن يسألن عن والدهم ضحية القطار. مشهد كئيب ويأتي بالحسرة على أسرة كاملة وبنات فقدن الأب في الصغر ونساء فقدن العائل والسند على حين غفلة، وابن أكبر لا يتحمل هذه التركة الكبيرة الذي تركها الاب أراد القدر ان تعيش الأسرة في مأساة كبيرة. لكنها لا تستطع ان تفعل شيئًا إلا البكاء والعويل الذي ملأ أركان المنزل بل الحي الذى يسكنون فيه، وأولاد سيد جودة الصغار ينظرن إلى ويطلبن ان أخذ صورة لهم وكأنى مذيعة تريد الحديث معهن وهم أية بالصف الثانى الابتدائى، ودعاء برياض الاطفال، وندى 3 سنوات، وكريمة بالصف الثالث الإعدادى. أم حسين، وشيماء، وآمال، وهانى، وأمهم يتعجبون من القدر الذي حرمهم رؤية العائل والاب والزوج والأخ والحبيب، شائت إرادة الله ان تعيش الأسرة في حزن وتتذكر ما يحدث حتى الابتسامة التي كان يرسمها الأب على أولاده، وزوجاته قبل ان يغادر منزله.