وافق جهاز الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة الرقيب الجديد عبدالستار فتحي على إجازة سيناريو فيلم «لا مؤاخذة» لعمرو سلامة، وكذلك مسلسل «المزرعة»، لمحسن الجلاد، وذلك بعد عام ونصف العام من الرفض. وكان فيلم «لا مؤاخذة»، قد تم رفضه من الرقابة أكثر من مرة، لتناوله العلاقة بين المسيحيين والمسلمين من خلال طفل ينتقل إلى مدرسة جديدة ويخشى أن يذكر ديانته المسيحية خوفاً من اضطهاد التلاميذ، ورغم حصول الفيلم على جائزة الدعم الأخيرة المقدمة من وزارة الثقافة إلا أن الرقابة أصرّت على رفضه. وقال عمرو سلامة مؤلف الفيلم، أنه اجتمع مساء الثلاثاء مع عبدالستار فتحي القائم بأعمال رئيس جهاز الرقابة وأبلغه بموافقة الرقابة، بعد أن قام بتعديل بعض المشاهد في السيناريو بناءً على ملاحظات الرقابة، ومنها العبارات الدينية وتخفيف مشهد اعتداء التلاميذ على المدرسة، وأكد عمرو أنه قدم تصوراً بعد التعديلات إلا أنه لم ينته من كتابة النسخة النهائية ولم يقرر كيف سيعالج مشكلة الطفل المسيحي الذي يتعلم وسط أطفال مسلمين. ومن جانبه قال عبدالستار فتحي، أنه بمجرد توليه المسئولية قرر فتح جميع الملفات المعلقة، وفي مقدمتها، فيلم «لا مؤاخذة» ومسلسل «المزرعة»، مشيراً إلى أنه منذ البداية لم تكن له اعتراضات على إجازة هذه الأعمال لأن الحكم على الأعمال من وجهة نظره لا بد أن يكون من الناحية الفنية، لأن جهاز الرقابة برأيه لا يجب أن يكون سيفا مسلطا على رقبة المبدعين، بل يجب أن يكون دوره هو حمايتهم مشيرا إلى أنه سيتقدم خلال هذا الأسبوع بمشروع لإعادة النظر فى وظيفة الرقابة وسيطلب تغيير اسم الرقيب ليكون مسمى آخر يتفق مع طبيعة التغيير الذى سيطلبه فى المشروع خاصة أنه فى البداية فنان وسيناريست ولا يمكن أن يوافق على تقييد المبدعين. وقال محسن الجلاد مؤلف مسلسل «المزرعة»، إن المسلسل تم رفضه أكثر من مرة خلال عام وعشرة أشهر، بسبب تعنت الرقيب السابق د. سيد خطاب، وأضاف الجلاد» أنا أشك أن خطاب كان مدفوعا من قبل البعض لرفض هذا العمل، وحول التعديلات التى طلبتها الرقابة قال الجلاد، إن التعديلات كانت خاصة بالأسماء، التى رأى الرقباء أن فيها تجانسا مع أسماء بعض الشخصيات السياسية من أتباع النظام السابق، والمحبوسين حاليا فى سجن مزرعة طرة على ذمة قضايا اختلاسات ورشاوى وما شابه، وقال الجلاد، إن المسلسل من إخراج عادل مكين وسينتجه بنفسه حيث سيبدأ فى التحضيرات لتصوير العمل فى أقرب فرصة، مشيرا إلى أنه لم يستقر على الأبطال بشكل نهائى حتى الآن. المسلسل يتناول يوميات رموز النظام السابق فى سجن مزرعة طرة، كما يتناول فساد أركان هذا النظام. بدوره أكد سيد خطاب، الرئيس السابق لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أن الموافقة على إجازة فيلم لا مؤاخذة كانت قد تمت بالفعل قبل مغادرة الرقابة بعد أن التزم عمرو سلامة بالتعديلات، والتى تقضى بعدم المبالغة أما فيما يخص مسلسل «المزرعة»، الذى كان أحد أسباب مغادرته قال، خطاب، إنه بالفعل رفض هذا المسلسل وما زال يرى أنه يجب رفضه تبعا لقاعدة قانونية تقضى بأنه حرية الإبداع لا يجب أن تتعارض مع الحريات الشخصية، ومسلسل المزرعة يتناول قضايا كثيرة لم يتم الحسم فيها مثل قضية «موقعة الجمل»، ويقضى باتهام أشخاص لم تصدر فى حقهم أحكام حتى الآن وهو ما يتنافى مع المادة الثانية من قانون الرقابة الذى يقضى بضرورة المحافظة على النظام العام وقال إن تنفيذ هذا العمل يعرض القائمين عليه كما يعرض جهاز الرقابة الذى وافق على العمل للمساءلة القانونية، مؤكدا أنه طيلة توليه مسئولية الرقابة، كان حريصا على حماية الإبداع والمبدعين ووافق على بعض الأعمال على مسئوليته الخاصة، ولم يكن يرفض سوى الأعمال التي تتنافى مع قانون الرقابة.