قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن الهدنة التي كان يأمل الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي في تنفيذها بمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك انتهت ب "الفشل" في كافة النواحي وظل معدل القتل متجاوزا حاجز ال 100 قتيل يوميا خلال الأيام الأربعة الماضية . وأكدت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس - أن الإنقسام الدولي بشأن سوريا تعمق بشكل أكبر وهذه نقطة إضافية تجعل استمرار الإبراهيمي في مهمته شبه مستحيل ومسألة غير ممكنة إلا إذا تحول إلى طرف في التجاذبات السياسية . وأشارت تحت عنوان "ما هي خطة الإبراهيمي" إلى أن تحفظ الموقف القطري من الإبراهيمي والتباين التركي حول رؤية موسكو بحوار بين النظام السوري والمعارضة .. يعيد المشهد السوري إلى المربع الأول .. وهو شلل دولي يعززه انقسام حول رؤى الحل المطروحة . وأضافت "البيان" أنه إذا تابعنا تصريحات المحللين والدبلوماسيين الأمميين حول مهمة الإبراهيمي نجد إجماعهم على مراهنة الدبلوماسي الجزائري المخضرم على ملل طرفي الصراع في سوريا من القتال ووصولهم إلى قناعة بعدم جدوى السعي وراء انتصار حاسم . وأوضحت أن هذا العمل الدبلوماسي يحمل في طياته سياسة ممتلئة بعوامل فشلها ففي النهاية لا يمكن أن تكون خطة الحل تراهن على ظهور قناعة لدى المتقاتلين بعدم جدوى القتال وهذه المسألة قد تأخذ شهورا أو أكثر وقد لا تتحقق ، وبالتالي فإن المهمة لا تتضمن خطة سياسية لها بنود واضحة وإنما رهان على إنهاك متبادل لطرفي الصراع وهذا يفاقم في تحول القتلى إلى مزيد من الأرقام الألفية . وأشارت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إلى استمرار المساعي لتشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من معارضين في المجلس الوطني السوري وتيارات أخرى ، موضحة أن هذا لا يدخل أو يصب في خطة الإبراهيمي لا من قريب ولا من بعيد ونخشى أن يأتي يوم يعلن فيه الإبراهيمي أنه لا يملك خطة للحل وإنما يراهن على الطبيعة البشرية والصدفة لإيقاف القتل. ومن جهتها .. وتحت عنوان "لبنان وإدمان الأزمات" طالبت صحيفة "الخليج" الإماراتية اللبنانيين بالرأفة ببلدهم وإدراك أن ضرب السلم الأهلي أو مجرد التفريط به يفقد لبنان حصانته ويغري أصحاب النفوس الدنيئة للتدخل فيها من أجل أغراضهم الشريرة وفي المقدمة إسرائيل التي تنتهك السيادة وتنتظر الفرصة من أجل الإنقضاض على تلك البلد . وحذرت الخليج من أن الانقسامات اللبنانية تبقي الوضع في لبنان هشا وأي اهتزاز أمني يعرض السلم الأهلي للخطر ، موضحة أن هذه المعادلة يعيها الجميع والكل متضرر من التلاعب بها ومع ذلك هناك ثمة من يدفع بمواقفه إلى حد جعل البلد على حافة الهاوية و هو أمر صار من الواجب اللجوء إلى الكثير من جرعات الوعي والحكمة لمعالجته في أجواء داخلية ومحيطة حبلى بالمخاطر . وقالت إنه لم يكن ينقص لبنان خلال هذه الفترة غير أن تهدده إسرائيل باجتياح آخر ولكن باندفاع أكبر و حاسم على نحو أسرع ، مما يذكر اللبنانيين مجددا باجتياح عام 1978 والاجتياح الثاني الذي بلغ العاصمة بيروت وتجاوزها عام 1982 والاجتياحات الأخرى المتكررة والتى كان آخرها عدوان 2006 . وتساءلت .. ما الذي جلبه الفرقاء اللبنانيون الذين يتخندقون خلف مواقف أثبتت التجارب عقمها خصوصا مرحلة الحرب الأهلية الطاحنة التي دامت خمسة عشر عاما من منتصف السبعينات إلى آخر الثمانينات ، سوي التسبب في مئات آلاف من الضحايا بين قتلى ومصابين ومهجرين داخل الوطن وخارجه و تدخلات من كل اتجاه لتغذيه الصراع و لعبة المحاور التي كادت تطيح بهذا البلد ومن ضمنها اجتياحات إسرائيل واعتداءاتها وانتهاكاتها السيادة اللبنانية التي لم تتوقف يوما . ودعت صحيفة "الخليج" في ختام إفتتاحيتها - اللبنانيين إلى الرأفة ببلدهم ، وأن يستغلوا التعدد السياسي والطائفي والمذهبي في التعايش والألفة ، وعدم تحويل هذه النعمة إلى نقمة تزرع شروخها وتعمقها وتحول الاختلاف في الرؤى والمواقف إلى خنادق وسواتر لا تنقصها سوى شرارة لن يستطيع أحد إطفاءها إذا أشتعلت لتأكل الأخضر واليابس .