بدأت الأحزاب الإسلامية مرحلة الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، وفيما تسيطر حالة من التخبط والارتباك على قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، فى ظل اعتراف عدد من قيادات الحزب بتدهور شعبية الإخوان فى الشارع، بدأ حزب البناء والتنمية التعاون مع 16 حزبا إسلاميا لتكوين تحالف الرابطة الإسلامية وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة. من جانبهم بدأ قيادات جماعة الإخوان فتح خطوط اتصال مع الأحزاب الإسلامية مبكرا لدراسة إمكانية التحالف الانتخابى معها إلى جانب عدد من الأحزاب الليبرالية، بهدف إحباط مخططات التحالفات الليبرالية مبكرا. وترتب قيادات الجماعة حاليا أوراقها استعدادا لبدء جولة مفاوضات مع الأحزاب فى ضوء وثيقة المصالحة التى طرحها الحزب، عقب عودة رئيسه الجديد الدكتور محمد سعد الكتاتنى من الحج. وأكد عبدالفتاح القيادى بحزب الحرية والعدالة، أن الدكتور سعد الكتاتنى رئيس الحزب دعا قيادات الأحزاب المدنية الليبرالية للاجتماع بعد العيد لإنهاء الخلافات السياسية بين التيارين.. قائلا: بمجرد انتهاء الاجتماع سنعلن عن الأحزاب التى سنتحالف معها فى الانتخابات المقبلة. وقال حلمى الجزار عضو المكتب التنفيذى للحزب: «لا شك أن بعض المواقف ومنها ما حدث فى ميدان التحرير قد ترك لدى البعض شعورا سيئا، لكن الإخوان حريصون جدا على تغيير هذا الطابع السلبى إلى إيجابى، وسنعمل قبيل الانتخابات بشكل مكثف لتحسين صورته لدى الشارع واسترجاع مكانته كما كانت بل وأكثر». وقال الدكتور ناجى نجيب عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: إن الحزب يسعى إلى تدشين تحالف انتخابى جديد، لكن المشهد السياسى الحالى لا يشير إلى قدرة الحزب على النجاح فى تحقيق ذلك. وحول عدد المقاعد التى يعتزم الحزب المنافسة عليها فى الانتخابات، قال نجيب: «أنا مجبر على أن أنافس على 100% من المقاعد» مشيرا إلى أن نسبة المرأة فى الانتخابات لن تقل عن 20% من المرشحين. وعلى جانب آخر كشف الدكتور طارق الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن حزب البناء والتنمية – الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- يسعى بالتعاون مع 16 حزبا إسلاميا إلى تكوين رابطة إسلامية للتحالف وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة. وقال الدكتور نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية: إن هناك اجتماعات مستمرة بين أعضاء المكاتب السياسية فى الأحزاب الإسلامية منها «البناء والتنمية، والحرية والعدالة، والنور، والأصالة والفضيلة»، لوضع رؤية متكاملة بينها لخوض الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى توافق مع حزب الحرية والعدالة على الدوائر التى سيخوض فيها قيادات «البناء والتنمية» الانتخابات. وأوضح عبدالسلام أن تحديد شكل العلاقة التى ستربط هذه الأحزاب ببعضها سواء كان «التنسيق أو التوافق أو التحالف» لم يتم، مؤكدا أن الهدف هو مواجهة الفلول والتيار الشعبى. وقالت مصادر فى حزب البناء والتنمية، إن لجنة الإشراف على الانتخابات بالحزب ستنتهى خلال أكتوبر الجارى من حصر أسماء الأعضاء بالمحافظات، الذين سيخوضون الانتخابات، مشيرا إلى أن هؤلاء الأعضاء يخضعون لمعايير محددة منها «النزاهة والشفافية والتواجد بالعمل الميدانى وحب الناس له وتعاونه». من جانبه دعا جمال صابر منسق حملة لازم حازم، القوى السياسية الإسلامية إلى اتخاذ مواقف حاسمة وقوية، قائلا «لنخرج من دائرة الاستضعاف خاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية».