التغذية السليمة يجب أن نصر عليها، وبالذات أثناء الدراسة، فالصغير معرض لضغوط جسدية تلزمه بالاستيقاظ مبكرًا والنزول مع نسمات الصباح الباردة والتعرض لأطفال من بيئات مختلفة. كل يأتى إلى المدرسة حاملا أشكالا وألوانا من الميكروبات والفيروسات، مع الفصول الدراسية المغلقة، وبالذات المكتظة بالأطفال الصغار نجد أن العطسة الواحدة تطلق كميات ضخمة من الميكروبات تقوم بعدوى الجميع «يشبهها البعض بالبخاخة».
مناعة الصغير مرتبطة ارتباطا وثيقا بحالته الغذائية، لذلك يجب أن تكون عين الأم على أحبائها بالذات مع انتشار ظاهرة الأطعمة الجديدة التى استوردناها من الدول الغربية مثل الهامبورجر والبطاطس المحمرة والأطعمة ذات الطابع السريع مثل السوسيس «السجق» والشيبسى والتى يطلق عليها الأمريكيون «طعام الخرابات» والظاهرة العالمية الآن هى العودة للطعام الصحى.
على الأم مواجهة هذا التيار الزاحف بحزم شديد، وأن تصر على احتواء طعام الطفل على:
الخبز: تصر بعض الأمهات على إعطاء الطفل هذا الساندويتش الممل من الخبز الأبيض غير المفيد، الذى يصيب الأمعاء بالكسل، فهو مصنوع من الدقيق الأبيض الخالى من الردة والأملاح الطبيعية التى يفقدها أثناء عملية التنقية، وهو خال من مادة الماغنيسيوم وفيتامين «ب» المركب.
إصرار الأم على هذا الخبز يسبب الإمساك ونقص فيتامين«ب»، عكس الطفل الذى يأكل الخبز الأسمر الذى يحتوى على الردة، وبه نسبة من فيتامين «ب» الأساسى لعملية التمثيل الغذائى للمواد النشوية، ونقصه يؤدى إلى مشاكل فى الهضم وشعور بالضعف والهزال.
المواد النشوية والسكريات : يجب على الأم تعويد الطفل على عدم أخذ كميات كبيرة من السكريات والنشويات والمكرونة والبيتزا والأرز، فهناك بدائل أفضل بكثير مثل العدس والفول والكشرى. السوائل: أجمل مشروب يقدم للطفل هو الماء الذى يجب علينا التأكد من وصوله بكميات وفيرة إلى صغارنا، أما المشروبات الغازية والعصائر المعلبة فبها مواد حافظة وسكريات تزيد على احتياج الصغير، واحتواء بعض المشروبات على مواد الكولا تسبب التوتر الشديد، بالذات للأطفال دون سن العاشرة.
فى البلاد الغربية تعتبر الأمهات المشروبات التى تحتوى على مادة الكولا كالخمر ممنوع على الصغار تناولها.
لا أنصح بإعطاء الصغير كوب اللبن التقليدى أثناء الوجبات، فإعطاء اللبن مع الطعام يغلف الطعام بطبقة تلتف حوله وتمنع العصارات الهضمية من الوصول إليه والقيام بعملية الهضم السليمة، فشرب اللبن أثناء الطعام هو وصفة مضمونة لإحداث سوء الهضم والمغص، والصغير فى كثير من الأحيان بغريزته يعرف ذلك، ويصرخ بأن معدته تؤلمه عند شرب اللبن مع الطعام، ولكن من يسمع ؟ فالأم تعتقد أن هذه الشكوى هروب من شرب اللبن المفيد، وأحسن موعد لشرب اللبن هو فى الصباح على معدة خاوية، ومن الأفضل أن يكون دافئا، وبعد أن يشرب الطفل اللبن تمر فترة يرتدى فيها ملابسه ويستعد للنزول إلى المدرسة، ويتبع ذلك وجبه الإفطار. واذا رفض كوب اللبن تماما، فهذه ليست مصيبة فهناك كثير من البدائل مثل أنواع الجبن والزبادى والمهلبية وأى منتج من منتجات الألبان تقوم بعمل كوب اللبن التقليدى. البروتينات:
يجب عليك عدم تقديم اللحوم الحمراء بكثرة، ولنعط صغارنا الأسماك والطيور والبروتينات النباتية، وعدم الإكثار من تناول البيض لاحتوائه على نسبة عالية من مادة الكوليسترول غير المستحب فى المستقبل. بشكل عام :
تجنب كثرة النشويات حتى لا يرهق الجهاز الهضمى.
تجنب المجموعات التقليدية، فلا يصح إعطاء الصغار فى كل وجبة بروتينات ودهونا ونشويات وفاكهة، فلا يستطيع جهاز الطفل الهضمى تحمل كل هذا مرة واحدة.
علينا تجنب إعطاء الصغير السكر والأطعمة التى تحتوى عليه بنسبة عالية، وفى الغرب تعتبر الأم أنك تؤذين صغيرها عند إعطائه الحلوى أو الشيكولاتة، وتعويد الطفل على تجنب السكر الكثير فى الطعام يبدأ منذ المهد، فيجب عليك عدم إعطائه أى شىء محلى بالسكر فى العام الأول.
يجب أن نعرف أن الصغير البرئ هدف إعلانى فى المجتمعات الصناعية لمنتجات الحلوى والشيكولاتة، علينا إقناع الطفل فى الاتجاه المضاد، حتى لا يصبح مدمنا للإعلان، ويصبح علينا شراء ماشاهده فيه، فكثرة السكر تحدث نقصا فى فيتامين«ب»، وكثرة تعاطى الصغير للحلويات تشعره بالخمول وعدم النشاط ويبدأ فى استعمال مخزون جسده الصغير من هذا الفيتامين، ويكون نتيجة هذا عدم التركيز.