يمتاز عيد الفطر المبارك بطقوس خاصة، اعتاد المصريون على ممارستها وأهمها تناول الكعك والبسكويت التى اعتادت الأسر المصرية على إعدادهما قبل العيد، بالإضافة إلى أكل الرنجة والأسماك المملحة فى العيد وهو ما قد يسبب مشكلات صحية بعد رمضان، لعدم اعتياد أجهزة الجسم على تناول تلك الكميات طوال شهر الصيام. "المصريون" التقت الدكتور يوسف عبد العزيز الحسنين، أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلى جامعة المنوفية، والذى وصف لنا الوصايا العشر للتغذية الصحيحة بعيد الفطر لتجنب الإصابة بآلام المعدة والبطن والتمتع بإجازة عيد سعيدة بعيدًا عن الأمراض والتعب. بداية أكد أننا كشعب مصرى ارتبطت أعيادنا دائمًا بعادات وتقاليد متوارثة أهمها الحرص على زيادة استهلاك فى الطعام لا مثيل لها ربما تساوى ما نستهلكه فى عدة أشهر، حيث يقوم المصريون بتكديس الطعام فى البيوت دون داع وزيادة عدد الوجبات فى اليوم الواحد، وتأتى موائد العيد ممتدة وتحمل اللحوم والشوربة، التى يتكون أغلبها من دهون اللحوم المليئة بالدهون الحيوانية والسمن البلدى والخضار المسبك وبجواره جنبًا إلى جنب الكعك والغريبة والبسكويت التى يتباهى الجميع بأنها مصنوعة بالسمن البلدى والشيكولاتة والمسكرات بكل أنواعها والمشروبات الغازية والعصائر التى يزيد الإقبال عليها أضعافًا مضاعفة، والمسكين هى أعضاء الجسم التى ودعت أيام رمضان وهى تعمل بكل راحة فلابد من الخروج من هذه الطقوس إلى النمط الغذائى الطبيعى المتبع قبل رمضان بطريقة تدريجية عن طريق تناول الأطعمة الصحِّية المتوازنة فى مكوناتها من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الغنية بالألياف الغذائية والمعادن وتناول الشوربات قليلة الدهون والمشروبات الساخنة والعصائر الغذائية الطبيعية كل ذلك فى صورة وجبات صغيرة قد يصل عددها إلى 5 وجبات وذلك خير من تناول وجبات كبيرة فى الكمية وقليلة فى العدد قد تؤدى إلى حدوث زحام بالجهاز الهضمى والإصابة ببعض الاضطرابات الهضمية. ولفت إلى ضرورة تجنب العادة الغذائية السيئة وهى الإفطار يوم العيد على اللحوم الدسمة كالبط والأوز أو لحوم الجاموس أو البقر عالية المحتوى من الدهن وذلك بجانب طبق الشوربة الغنى بالدهون الحيوانية وطبق الفتة المصنوع من شوربة اللحوم السابقة والمضاف له أيضا السمن البلدى حيث إن تلك الأغذية غنية بالدهون المشبعة التى تحتاج الى طاقة كبيرة جدًا لتكسيرها حتى يستفيد الجسم منها مما يتطلب أن تتوجة كل طاقة الجسم إلى المعدة والأمعاء لهضم تلك المواد الغذائية الغنية بالدهون صعبة الهضم مما يؤدى إلى عدم وصول الدم بمكوناته إلى المخ والأطراف بالدرجة الكافية لنشاطها وقيامها بوظائفها ويكون أعراض ذلك عدم القدرة على التفكير السليم والإحساس بالكسل والملل وقلة الحركة والميل إلى النعاس والنوم . ونصح العزيز بضرورة تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة وعالية المحتوى من النشويات مثل كعك العيد المغطى بالسكر والبسكويت والشيكولاتة والبنبونى والمشروبات الغازية وغيرها حيث تجهد تلك الأغذية أجزاء الجهاز الهضمى وتستنفد عصاراته الهاضمة وحدوث تخمرات بالمعدة والأمعاء وتكون كمية كبيرة من الغازات وتكون النتيجة فى حدوث إضطرابات هضمية تتمثل فى سوء الهضم والإسهال والتلبك المعوى وغيرها . وشدد استاذ التغذية العلاجية على ضرورة تناول أكثر من طبق سلطة خضراء طازجة فى اليوم مكون من خمسة ألوان طبيعية على الأقل والتى تشمل الأحمر (الطماطم الغنية بالليكوبين) والبرتقال المصفر (الجزر الغنى بمشابهات فيتامين أ المعروف بالكاروتنويدات) والأخضر (البقدونس الغنى بفيتامين ه أو الخيار الغنى بفيتامين ج) والأبيض (الكرنب الغنى بالمركبات الكبريتية) والأصفر (ملعقة من زيت الزيتون الغنى بمشابهات فيتامين ه المعروفة بالتوكوفيرولات) بالإضافة الى بعض الملاعق الصغيرة من حمص الشام ( غنى بالمركبات الفينولية) وجميع المكونات المشار إليها مضادات قوية للأكسدة المفيدة لمرضى السكر وتصلب الشرايين، إضافة الى غنى تلك المكونات بالألياف الغذائية التى تقلل من امتصاص الدهون الزائدة التى نتناولها فى وجبات العيد. ونصح بتناول كمّيات كافية من السوائل والعصائر الغذائية الطبيعية قليل المحتوى أو بدون السكر والغنية بالألياف مثل عصائر الطماطم والبرتقال والليمون والجريب فروت والكنتالوب والأغذية الغنية بالألياف الغذائية مثل الخضراوات الورقية كالسبانخ والملوخية والكرنب والقرنبيط والبروكلى والطماطم وخيار وذلك لتجنُّب حدوث حالات الإمساك التى يكثر حدوثها أيام العيد. كما نصح بتناول إفطار خفيف يتكون من الخبز الأسمر والجبن الأبيض أو القريش المضاف اليه بعض من زيت الزيتون واللبن الحليب وطبق السلطة المكون من أكثر من نوع من الخضراوات وأخيرًا نوع من الفاكهة. وأوضح عبد العزيز أهمية إضافة الثوم والبصل المقلى وصلصة الطماطم إلى طبق الفتة المنخفض الدهون الحيوانية وذلك لغنى تلك المواد الغذائية بمضادات الأكسدة فائقة القدرة التى تجنب الإنسان التأثيرات الضارة للدهون الحيوانية وتمنع ترسيبها بداخل الأوردة والشرايين، كما يجب تناول المزيد من أكواب الزبادى واللبن الرايب بجانب وجبات العيد (اللحوم والفتة) والكعك والبسكويت لغناها بالأجناس البكتيرية (بكتريا حامض اللآكتيك) والمكونات الغذائية المهمة التى تلعب دورًا مهما فى المساعدة على سرعة وسهولة عمليات الهضم وتجنب حدوث تخمرات بالقناة الهضمية تكون نتيجتها كميات كبيرة من الغازات غير المرغوبة. ولفت إلى أهمية تناول الترمس وحمص الشام والحلبة مع عدم الإفراط فى تناولها حيث يمتاز الترمس وحمص الشام بغناهما بالحامض الأمينى التربتوفان وهو حمض أمينى يدخل فى بناء البروتينات الخاصة بهرمونات السعادة مثل السيرتونين والميلاتونين كما أن هذا المركب يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة والتجاعيد ويخفف الآلام التى تسبق الدورة الشهرية, كما يساعد على تنشيط مناعة الجسم ويحد من أمراض المناعة وينشط الخلايا. أما الحلبة فإنها غنية بالمواد البروتينية والفوسفور ومادتى الكولين والتريكونيلين وتلعب الحلبة بمركباتها دورًا مهما فى تطهير القناه الهضمية وإزالة سمية الدم وحفز الهرمونات الأنثوية وخفض سكر الدم. أما بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة فينصح عبد العزيز مرضى السكر بتجنب حدوث ارتفاع فى سكر الدم خلال أيام العيد, وذلك من خلال عدم الإفراط فى تناول النشويات والسكريات مثل كعك العيد والبسكويت والتمر والمشروبات الغازية أوالدهون الحيوانية المشبعة مثل طبق الفتة والشوربة الدسمة واللحوم السمينة عالية الدهون، حيث أوضحت الدراسات التى أجريت أن نسبة كبيرة من مرضى السكر تصل الى 22% يرفعون من جرعات علاج السكر من الأقراص أو الأنسولين أو يقلب الكثير منهم من الأقراص الى أنسولين، كما تزيد عدد حالات من يتعرض منهم لنوبات غيبوبة السكر عقب فترات الأعياد نتيجة الإفراط فى تناول الأغذية الغنية بالسكريات والدهون. ونصح مرضى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والقلب أن يحرصوا خلال أيام العيد على الإقلال من تناول الأطعمة المحتوية على الدهون الحيوانية المشبعة أو الأطعمة عالية المحتوى من ملح الطعام مثل المكسرات المملحة والمخللات وذلك تجنبًا لارتفاع مستويات الكوليستيرول فى الدم وزيادة معدلات ترسيبه على جدر الأوردة والشرايين وزيادة احتمالات الإصابة بنوبات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما يراعى تجنب تناول الوجبات الغذائية الكبيرة التى يمكن أن تسبب إرهاق للقلب بل يفضل توزيع تلك الوجبات إلى وجبات صغيرة قد تصل إلى خمس وجبات فى اليوم الواحد وكذلك عدم الإفراط فى تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاى والقهوة والشوكولاتة وبعض المشروبات الغازية. وأخيرًا بالنسبة لمرضى قرحة المعدة، أكد عبد العزيز مراعاة ذلك خلال أيام العيد والإقلال من تناول البهارات الغذائية خاصة الحريفة منها كالشطة والفلفل الحار والأطعمة المالحة والحلويات عالية السكر كالشيكولاتة والبنبونى والملبن والكعك المغطى بالسكر والصلصات الحارة والمشروبات عالية الكافيين، كما يراعى عدم ازحام وملء المعدة بالطعام بل ينبغى تجنب تناول الوجبات الكبيرة واستبدالها بعدة وجبات صغيرة (5-6 وجبات) وعلى فترات زمنية متساوية.