18 أكتوبر الحالى، أعلن مركز السيطرة على الأمراضCDC عن وفاة الحالة رقم 20 بسبب وباء الالتهاب السحائى الفطرى نتيجة تلوث نوع معين من الكورتيزون المصنع من شركة فى ولاية ميتشجان، كما تأكدت إصابة 20 حالة جديدة فى ولايات مختلفة، ليصل عدد الحالات إلى 257 حالة فى 16 ولاية أمريكية حتى ذلك التاريخ، وفى انتظار المزيد من الحالات والوفيات. العقار المتسبب فى تفشى مرض التهاب السحايا الفطرى هو عقار ميثيل بريدنيزيلون methyl prednisolone acetate، ويباع باسمDepo-Medrol ، Depo-Medrone، وهو من انتاج شركة (New England Compounding Center NECC)، وقد تم عزل فطر Exserohilum من المرضى، ومن زجاجات الدواء، معظمهم تم حقنهم فى العمود الفقرى فى عيادات علاج الألم وقد وضع هذا الدواء الملوث الآلاف من المرضى فى خطر من الالتهاب السحائى، وتفشى وباء قد يستمر لفترة أطول مما كان يعتقد أصلا.
فى الوقت نفسه، أقام بعض المرضى الذين تلقوا تلك الحقن من منتجات شركة NECC دعاوى قضائية ضد الشركة، تم رفعها فى ولايات فرجينيا وفلوريدا ونيوجيرسى، الولايات الثلاثة – بحسب التقارير - أصيب فيهما 51 حالة حتى يوم الخميس الماضى.
51 حالة
الالتهاب السحائى هو التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكى، ويمكن أن يكون السبب: عدوى فيروسية تسبب التهاب السحايا الفيروسى، وهو حميد نسبيا، والمصاب به قد يتعافى دون علاج محدد.
النوع الثانى تسببه عدوى بكتيرية التى تسبب التهاب السحايا البكتيرى، خصوصا التهاب السحايا بالمكورات السحائية البكتيرية، ويمكن أن تكون العدوى حادة أو شديدة، إلا إنه يمكن علاجها إذا تم تشخيصها فى وقت مبكر.
الوباء الحالى تسببه عدوى فطرية تسبب التهاب السحايا الفطرية، وهو نوع نادر لأن العدوى الفطرية عادة لا تصيب الأفراد الذين لديهم جهاز مناعة سليم، عكس التهاب السحايا الفيروسى والبكتيرى، التهاب السحايا الفطرية ليست معدية، ويمكن علاجها إذا اكتشفت مبكرًا.
تحت التهديد
تشير التحقيقات إلى أن هناك أكثر من 17 ألف زجاجة من هذا الدواء طالها هذا التلوث الفطرى، وقد يكون هناك بعض التباين من زجاجة إلى أخرى فى كل تشغيلة، ولحسن الحظ فإن البعض منهم لم يستخدمها حتى الآن، كما تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 13،000 شخص تناولوا هذا الدواء، بعضهم تلقى أكثر من جرعة، ومن المتوقع ألا تزيد نسبة المرضى من بين الذين تلقوا هذا الدواء عن 5 % بحسب آراء خبراء الأمراض المعدية.
أعراض المرض، تبدأ بأعراض عامة على هيئة: ارتفاع فى درجة الحرارة – حمى - قشعريرة – صداع - تصلب الرقبة من الالتهاب - فقدان الشهية، الشعور بالغثيان والقىء.
يبدو أن هذه الفطريات لديها القدرة على غزو الأوعية الدموية، وربما يحدث نزيف تنتج عنه أعراض تشبه تلك المصاحبة للسكتة الدماغية مثل : فقدان التوازن، صعوبة فى المشى، وعدم القدرة على تحريك طرف أو أكثر من الجسم، هذه الأعراض يمكن أن تحدث حتى بدون حمى، وينبغى أن ينتبه الأطباء إلى أن المرضى الذين يعانون أعراض السكتة الدماغية قد يكونون فى الواقع مصابين بتلك العدوى إذا كانوا ممن تناولوا هذا العقار من هذه الشركة.
فعالة بشروط
هناك نوعان من الأدوية الرئيسية المضادة للفطريات، وهى «الأمفوتريسين B وoriconazole»، وكل من هذه الأدوية لا تكون فعالة إلا إذا حصل المريض عليها فى وقت مبكر وتعطى له عن طريق الوريد فى البداية، ثم بعد أن يبدأ المريض فى التحسن يمكن الانتقال إلى إعطائها عن طريق الفم مع الحرص على متابعة الآثار والأعراض الجانبية الكثيرة على الكلى أو الكبد.
لا شك أنه قد تم حقن بعض هذه الحقن من «الستيرويد» أوهذا النوع من الكورتيزون الملوث فى الركبتين والكتفين والمفاصل الأخرى للأشخاص الذين لديهم التهاب مؤلم فى تلك المفاصل، وسوف تكشف الأيام القادمة الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى الفطرية فى تلك المفاصل، ولكن تلك الإصابات لا تسبب الالتهاب السحائى.
الحقن التى تنتمى لنفس النوع من الستيرويد، والمصنعة من الشركات الأخرى آمنة، ويمكن استخدامها والعلاج بها دون أى قلق.