لايزال «زواج المتعة» يثير جدلًا واسعًا حتى في أوساط الشيعة، الذين يبيحونه، ورغم انتشاره في المجتمع الإيراني، فإنه يعتبر مثار انتقاد الكثيرين، إذ تتراوح مدة العقد من ساعة، حتى 99 عامًا، هي أطول فترة يمكن أن تحرر لعقد زواج من هذا النوع، ومن خلاله تصبح المرأة مجرد «متعة» للرجل، تتقاضى مهرًا عن هذه الفترة، الأمر الذي دفع بعض النساء لاحتراف زواج المتعة، كي تجني المزيد من المال .. قصص كثيرة حول زواج المتعة أثيرت في الصحف، والمواقع الإلكترونية الإيرانية خلال الفترة الماضية .. البعض قال إن انتشاره بسبب إباحة رجال الدين «الشيعة» له، ما علله البعض الآخر بالظروف المالية السيئة للنساء. رجال الدين والترويج للمتعة هناك حديث عند الشيعة للإمام الصادق يقول: «المتعة لا تحل إلا لمن عرفها، وهي حرام علي من جهلها»؛ ويقول موقع «كميار قلم»: إن رجال الدين في إيران يروجون لزواج المتعة، بحجة وجود مشكلات مادية، وظروف تحول دون إتمام الزواج الدائم، أو حتى وجود بعض المشكلات لدى الزوجة الأساسية للرجل، تمنعها من معاشرة زوجها؛ كما أن الانغلاق الثقافي داخل المجتمع الإيراني، وعدم الاهتمام بالصحة، والثقافة الجنسية، كان سببًا رئيسًا في ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، وبالتالي فإن عددًا كبيرًا من النساء يحتجن إلى من يعولهن، كما أن تحريم زواج المتعة لدى الشيعة يكون في حالة واحدة، ألا وهو الجهل بشروط وظروف الزواج المؤقت «المتعة»، ورغم ذلك فكثير من النساء أوضحن أنهن أقدمن على زواج المتعة لأسباب شخصية، بعيدة عن التأثير المذهبي، والديني. فتقول «معصومة بريش»، الباحثة في شئون المرأة لموقع «شيعة أون لاين»: إن معظم النساء اللاتي يقدمن على زواج المتعة، ربّات بيوت، في مستوى اجتماعي متوسط أو فقير، وغالبًا لا يكون لمعظمهن مصدر دخل ثابت، كما أنه توجد منظمات وهيئات رعاية اجتماعية، تكفلهن وتقدم لهن دعمًا، مثل لجنة الإغاثة، إلا أن عددًا كبيرًا منهن لم يرضهن الدعم المادي، الذي لم يكن كافيًا لأبسط المتطلبات الأساسية للحياة اليومية، من غذاء، ودواء، وثمن إيجار مسكنهن، وأشارت إلى أن النساء المقبلات على زواج المتعة معظمهن نشأ وسط ظروف اجتماعية قاسية، من أسرة ممزقة، لأب وأم منفصلين، كما أن بعضهن يشاهدن أجواءً من العنف بين الوالدين، أثر ذلك بالسلب على الحالة النفسية لهن، وجعلهن لا يردن أن يقضين حياتهن في ظل رجل واحد، ربما يعيد سيناريو قاسيًا، أصابهن بعقدة منذ الطفولة. النساء أكثر رغبة ربما يتسع قلب الرجل لأكثر من امرأة في وقت واحد، وربما نجد الكثير من الرجال يرفعون شعار «امرأة واحدة لا تكفي»، لكن قلب المرأة لا يتسع إلا لرجل واحد، علاوة على ميل المرأة للاستقرار، لكن التقارير، والدراسات الأخيرة، فجرت مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قالت «معصومة بريش»: إن النساء الإيرانيات أكثر رغبة في زواج المتعة من الرجال، فعدد كبير منهن يعانين مشكلات مادية بعد طلاقهن من أزواجهن ووفاة أزواجهن، بالتالي يكون الحل الوحيد لإنقاذهن من هذه الأزمة، الزواج مرة أخرى، لكن زواج «متعة» كي تتقاضي أجرًا يمكنها من الإنفاق على أبنائها، كما أنه توجد بعض النساء العاقرات، تفضلن الإقبال على هذه النوعية من الزواج، الذي يمكنهن من الاستمتاع بحياتهن دون أن يسبب لهن هذا الأمر أي مشكلة، تهدد حياتهن فيما بعد. من ناحية أخرى فإن ظروف الشباب المالية القاسية، جعلت الكثيرات يقتنعن بأن هذه هي الطريقة الوحيدة للزواج، مادام يوجد قبول بين الطرفين، بالتالى لا يمانعن من الدخول فى هذه التجربة، لاسيما بعد تعرضهن لتجربة مع زوج قاس، فتبحث عن الدفء، ولو للحظات مع آخر، مهما كانت حالته المادية.. فى المقابل نجد كثيرًا من الرجال يميلون إلى التعدد، مادام أن الأمر متاح. موقع «زنان برس» أجرى مقابلة مع أحد الرجال فى أوائل الثلاثينات من عمره، له العديد من التجارب فيما يخص زواج المتعة، قال: «إن عددًا كبيرًا من الرجال، يكون زواجهم الدائم بغرض الاستمتاع بالفتاة ليس إلا، وبالتالى فإن زواج المتعة هدفه قضاء أوقات لا تنسى مع الشريكة، لكن الكارثة الكبرى أن تحمل المرأة من زواج مدته ساعة أو أيام، وبالتالى يكون مصير هذا الطفل أسوأ من ابن الزنا، على حد تعبيره، لكن الكثيرات من مشجعات زواج المتعة، يفضلن الزواج من الرجل المتزوج عن الشاب عديم الخبرة، الذى لم يسبق له الزواج من قبل. تجارة وتحسين للدخل تقول «معصومة بريش»: إنه وفقًا للدراسات فإن الغرض من هذا الزواج هو الاستمتاع الجنسى فحسب، فلا يوجد رجل يقدم على زواج المتعة، بهدف البحث عن شريكة لعمره على المدى الطويل. كما أنه لابد من أن تقضى المرأة عدتها بعد الطلاق، التى تتراوح ما بين 45 يومًا إلى شهرين، لكن فى الغالب هذا لا يحدث، حيث إن الأمر تحول إلى تجارة. كما أن الكثير من النساء يردن تأمينهن ماديًا، أو عاطفيًا، ولم تهدف فى زواجها إلى الاستقرار على الإطلاق، وأضافت قائلة: إن عددًا كبيرًا من النساء اللاتى يدخلن فى تجربة زواج المتعة، يكررن الأمر عدة مرات، حتى تصبح حرفة لهن، تضمن لهن دخلًا ماديًا لا بأس به. كما أشارت إلى وجود حالات من النساء يرتبطن عاطفيًا بأزواجهن المؤقتين، ويطلبن منهم أن يقوموا بتجديد مدة العقد، لفترة إضافية، فيما أوضح موقع «أكو فارس» أن صيغة عقود المتعة، التى تقتصر على زواج لمدة ساعة أو بضعة أيام، تتيح للمحترفات أن يتلاعبن بالقانون، بأن تتزوج أكثر من رجل فى يوم واحد، حيث تم القبض مؤخرًا على امرأة تزوجت أكثر من رجل فى ليلة واحدة، بأسماء، وعناوين مختلفة، وتم الحكم عليها بالسجن 7 سنوات. صيغة عقد الزواج لا يختلف عقد زواج المتعة، عن عقد بيع أو إيجار شقة أو سيارة، فهو يحتوى على مواصفات الزوجة بشكل دقيق، من حيث الطول، الوزن، السن، الحالة الاجتماعية، ومحل إقامة الزوجة بعد الزواج، إن كانت قادرة على توفير مسكن لهذا الزواج، أم أنها ستنتقل لمحل إقامة «الزوج المؤقت»، كما يتم تحديد المدة الزمنية لهذا الزواج ، الذى يبدأ العد التنازلى له بمجرد تحرير العقد. نشر موقع «انعكاس» الإلكترونى الإيرانى نماذج لعقود زواج المتعة يذكر فيه ما يلى: تم تحرير عقد الزواج، مدته 5 ساعات، أى فى الفترة من «الصباح إلى ما بعد الظهيرة» بمهر 150 ألف تومان ، أى ما يعادل 12 دولارًا فحسب، بهدف «الاستمتاع الجنسى»، من ناحية أخرى تتم كتابة المواصفات من طباع، والحالة المزاجية للعروس فمثلًا: المظهر، الهيئة العامة للعروس تبدو وكأنها فى الأربعينات من عمرها، جميلة، جذابة، فى حالة صحية جيدة، محبة للمرح، غيرها من الصفات.