عواء ذئاب وأصوات طبول تدوى طوال الليل، وصرخات بشرية مفزوعة، تتوسل القصاص من القتلة، وكثيراً ما تعلو هتافات تشجيع، وأخرى تهاجم وزارة الداخلية،عمال يقولون: إن لون المياه يخرج من الحنفيات أحمر، فى بعض المرات، لكنه سرعان ما يعود لهيئته الطبيعية، والأنوار تضاء وتنطفئ.. والمحافظ يأمر بتشغيل القرآن الكريم على مدار ساعات اليوم الأربع والعشرين. هكذا يتحدث بعض سكان محافظة بورسعيد، وهو ما جرى تناقله عبر الفيس بوك، عن الأماكن القريبة من الإستاد، كل ليلة ، بعد المذبحة التى حصدت أرواح 74 شهيداً من مشجعى النادى الأهلى، فى مباراة المصرى والأهلى الشهيرة بالدور الثانى لمسابقة الدورى العام. يقولون: إن روح أحد الشهداء، تلاحق العمال، وتقوم يومياً بالعبث بمحتويات غرف خلع الملابس.. ويزعمون أن «شابا آخر» ممزق الملابس يقف أمام بوابة الاستاد، ليستوقف المارة، وفى عينيه دموع، كى يطالبهم بالثأر.. ويروج آخرون أن بعض هذه الكائنات الشبحية عدوانية، تحطم زجاج غرف الإستاد، وتكسر مقاعد الدرجة الثالثة، وتطوحها فى الهواء. أين الحقيقة وأين الخيال من هذه الروايات؟ وهل حقاً توجد أشباح وأرواح فى الإستاد؟ «الصباح» عايشت إحدى «ليالى الرعب» حول «إستاد المذبحة» ورصدت آراء الشعب البورسعيدى عن واقعة «هتافات الأولتراس وعودة الأرواح»، للإجابة عن الأسئلة المبهمة عبر سطور هذا التحقيق.. «الدنيا بتكرهنا.. الحكومة والأهلى، والأولتراس، وفى الآخر بيقولوا عفاريت، كل ده ليه علشان مستكترين علينا الفرحة، وعايزين يهدموا الإستاد.. طيب مش هيتهد الإستاد، ومفيش دورى من غير المصرى». كلمات معظم «البورسعيدية»، اتهمت جمهور الأهلى بنشر شائعات على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» لتخويف الناس من الاقتراب من الملعب، وكذلك الانتقام من المدينة. وتتضمن الشائعات أن أرواح شهداء «مجزرة الإستاد» تعود للظهور فى المدرج الذى لاقوا حتفهم فيه، وأنها- هذه الأرواح- تظهر قبل أذان الفجر بنصف ساعة، لتردد هتافات الأولتراس، وسط الطبول والصيحات وصرخات من قتلوا داخل الاستاد، حتى رفع الأذان. فى الثالثة فجرا وصلت السيارة التى تقلنا إلى موقف السيارات ببورسعيد، بعدها استقللنا «تاكسى» إلى الإستاد، وبدأنا فى الحديث مع السائق لاستكشاف الأمر فتبين أنه لا يعرف أى شىء عن الموضوع، وأكد أنها «شائعة» تهدف لإثارة الشعب على «البورسعيدية»، موضحاً أنه يسهر كل يوم فى أحد المقاهى المجاورة للإستاد، ولم يسمع بهذا الكلام من قبل. واستوقف سائق التاكسى «هشام» سائقا آخر وسأله عن الواقعة فنفى بدوره معرفته بالواقعة، مؤكدًا أنها شائعة لن تخرج عن جماهير الأهلى، الذين يضغطون على الحكومة لتنفيذ مطالبهم، قائلا: «عاملين نفسهم رجالة علينا». جولة وسط ميدان «السيد متولى» يقع استاد بورسعيد الملاصق لمبنى النادى المصرى ويحويهما سور واحد، وصلنا فى الثالثة والربع، الشوارع خالية إلا من بعض الكلاب الضالة، واختفى المارة منها، باستثناء سيارة أو اثنتين تمران كل فترة. وصلنا إلى مقر الاستاد فى الوقت المناسب، قبل الفجر، وقمنا بعمل جولة حول الاستاد للاستماع إلى الأصوات التى يقال بأنها تصدر من الداخل، فلم نجد إلا الصمت الثقيل يخيم على المكان. وأمام بوابة «المدرج الشرقى»- الذى شهد واقعة وفاة المشجعين- وقفنا كثيرا وحاولنا الاستماع مجددا دون جدوى، وقمنا بالدوران حول الاستاد مرتين، والتوقف عند جميع بواباته لعلنا نستمع لمصدر تلك الأصوات المزعومة دون جدوى.. كل ما وصل إلى أسماعنا كان عبارة عن أصوات «صراصير الليل» التى يعنى وجودها فى مكان ما الخراب ودليلا على هجران المكان. على الجدران عبارات الحب للنادى المصرى، وكلمات دفاع عن الشعب البورسعيدى منها «المصرى زعيم القناة»، «بورسعيد بلد الأبطال.. مش قتلة الزوار»، «بورسعيد بلد الرجالة»، فيما كتب آخرون عبارات معادية منها «قتلة الأولتراس»، و«مدرج الموت». عقب انتهائنا من دورتنا الثانية حول الاستاد تقابلنا مع حسين فرج، شيف فى أحد المطاعم المجاورة للإستاد، فنفى علمه بما يروج له من شائعات، مؤكدا مروره يوميا فى مثل هذا التوقيت وأنه لم يسمع بهذه «الخرافات التى ندعيها»- حسب قوله. إشاعة الفاحشة انطلق صوت المؤذن من المسجد الملحق بالإستاد، دخلنا لتأدية صلاة الفجر، وعقب الانتهاء من الصلاة، أخبرنا إمام المسجد بشكوكنا عن الأصوات التى تُسمع داخل الاستاد كل ليلة قبل أذان الفجر، تبسم الشيخ محمد، وبدأ حديثه بآية قرآنية : «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، مؤكدا حضوره كل يوم قبل صلاة الفجر بربع ساعة سيرا على الأقدام، ولم يسمع بهذه الأصوات. ورجح إمام المسجد -الملحق بالإستاد- أن تكون هذه الأقوال «شائعات» الغرض منها إلهاء الناس بغرض إعادة إحياء موضوع الأولتراس مرة أخرى فى محاولة لإثارة الشعب والجماهير على بورسعيد- حسب قوله، مضيفا: «ربما يقف خلف هذا الشائعات أهالى الشهداء، والأولتراس لإعادة إحياء الموضوع وتأليب الشعب على الحكومة لأن الفترة الحالية تشهد إعداد الدستور»، مشددا على أن «عفاريت الإستاد» ما هى إلا استخفاف بعقول الناس. وعلى بعد خطوات من الاستاد يقع مقهى «النزهة»، الذى لا يغلق أبوابه رغم أنه فى العادة لا يستقبل أى زبون فى الفترة من الواحدة وحتى الخامسة صباحا، ذهبنا للمقهى، بدا مظهرنا غريبا- خاصة لهجتنا- على أهالى المدينة الذين يعرفون بعضهم، طلبنا مشروبا وبدأنا فى الحديث مع رواد المقهى الذين لم يزد عددهم على 3 فى ذلك الوقت، حيث كانت تشير الساعة إلى الخامسة إلا الربع. أكد رشاد السيد 20 سنة، عامل بالمقهى، أنه بحكم عمله فى المقهى استمع للكثير من هذه الأنباء عن ظهور «عفاريت أولتراس الأهلى» فى الإستاد، رغم أنه لم ير شيئا بعينيه، مضيفا أن رابطة ناشئى النادى المصرى تتخذ من المقهى مكانا للاجتماع وأنه استمع للكثيرين منهم يتحدثون عن «ظهور العفاريت» وأن «أرواح الأولتراس تظهر ليلا وتقوم بإصدار صيحات غريبة وهتافات الأولتراس». واتهم «السيد» جماهير النادى الأهلى بإثارة هذه الأمور فى الوقت الحالى فى محاولة منهم لكسر فرحة «بورسعيد» بفريقها، وإزالة الاستاد حتى تصبح المدينة بدون فريق وتستغنى عن عشقها للكرة. ونفى محمد حسين، أعمال حرة، هذه الأنباء قائلا: «كلام مش مظبوط، ومش مقنع، ولو فيه عفاريت فى الاستاد يبقى المفروض كل شارع فى المدينة يظهر فيه عفريت»، موضحا أن المدينة ضحت بالآلاف من أبنائها خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1965، وروت دماؤهم جميع شوارع المدينة. وأضاف أن «منطقة مرسى بحيرة المنزلة ببورسعيد التى بنيت فيها ورش صناعية ومساكن للشباب ومحلات تجارية ومقاه ماتت بها أعداد لا تحصى ولا تعد، الأمر الذى يشير إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون شائعة، وكان من الأولى ظهور عفاريت الشهداء بميدان التحرير ومصطفى محمود، وماسبيرو». إستاد العفاريت وأكد فوزى يسرى السيد، سائق، أن هذه ليست أول مرة تنتشر فيها مثل هذه الشائعات، وعادة ما تتردد عقب حدوث مصيبة كبرى، فى محاولة لإلهاء الشعب بالحديث فى أمور غير حقيقية، وأن النظام الحالى يسير على نفس نهج النظام السابق، الذى كان يختلق المشكلات والشائعات لإلهاء الشعب، إلا أن الشعب البورسعيدى لن يدفع ثمن هذه المهاترات، التى يتزعمها شباب أولتراس النادى الأهلى مدعومين بتجاهل الحكومة، لتحقيق مطالبهم، لافتا إلى أن بورسعيد تنتظر مصير أبنائها «الأبرياء» من دماء شهداء الإستاد، وهو الأمر الذى سيثبته القضاء المصرى العادل. واتهم «السيد» قوات الأمن بالعمل على المساهمة فى انتشار الشائعة، موضحا أن اختفاء قوات الأمن من الشوارع تسبب فى حالة الرعب «المزعومة» التى يروج لها بعض الشباب «غير المسؤولين»، بهدف فرض مطالبهم على الحكومة، وعلى مصر كلها، وأضاف: «بس فى النهاية همه مش رجالة علينا.. ومفيش استاد هيتهد، وهنحميه بدمنا، وكمان مفيش دورى من غير المصرى». تواطؤ «الداخلية» وحيد رشاد مصطفى، عضو عامل بالنادى المصرى، أكد أن بورسعيد تدفع ثمن تواطؤ الداخلية مع المشجعين، وأن العدل يتطلب محاكمة قيادات الداخلية الذين تسببوا فى «المجزرة» وليس أبناء بورسعيد، الذين ظلوا يتبرعون بدمائهم لمدة أربعة أيام حتى لا يموت المشجعون، عقب إصابتهم جراء التدافع. وأضاف «مصطفى» أنه يمر كل يوم من أمام الاستاد ولم يسمع أى أصوات، ولم يشاهد أرواحاً تبكى أو تطير فى الهواء كما يزعمون، بالإضافة إلى أن عمله يقع بالقرب من الإستاد، متهما جماهير النادى الأهلى باستغلال التكنولوجيا فى نشر معلومات مغلوطة ونشرها على نطاق واسع، الأمر الذى يعتقد معه الجميع أن هذه الشائعات حقيقة. وقال «مصطفى» إن شعب بورسعيد «مش جبان» وإنه فور علمه بهذه الأقوال سيسارع بالدخول للاستاد فى الوقت الذى تظهر فيه «عفاريت الأولتراس»، مضيفا أنه على الرغم من أن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) قرر أحقية «المصرى» فى العودة للدورى إلا أن شعب بورسعيد قرر الانصياع لقرارات الاتحاد المصرى لكرة القدم وعدم المشاركة فى الدورى الموسم القادم احتراما لأرواح الشهداء- حسب قوله. وطالب بإلغاء «المدرج الشرقى» الذى شهد المجزرة وعمل نصب تذكارى مكانه تخليدا لذكرى شهداء الأولتراس، متهما الإعلام الرياضى بالتحامل على بورسعيد وتضخيم المشكلة التى تسببت فيها وزارة الداخلية لعدم قيامها بتأمين المدرجات والسماح للمشجعين بدخول الاستاد محملين ب«الشماريخ والآلات الحادة» واللافتة التى استفزت مشاعر جميع أهالى بورسعيد. داخل الإستاد عقب أداء صلاة الظهر فى مسجد الاستاد تجولنا مرة أخرى حول الاستاد بعد إغلاق جميع أبوابه باستثناء باب واحد هو الخاص بمركز شباب الإستاد، طلبنا مقابلة مدير المركز الذى رحب بنا.. ونفى الكابتن عادل عمر جميع ما كتب على صفحات الإنترنت بهذا الشأن، مؤكدا أن مواعيد عمل المركز تستمر حتى الساعة الثانية عشرة صباحا، ولم يسمع أى من العاملين بالمركز أو الأستاد أى شىء عن ظهور أرواح شهداء الأولتراس. وأضاف أن كل هذه الشائعات هدفها الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم التى لم يعلنوها حتى الآن، مشيرا إلى أن التصعيد الذى يتزعمه أولتراس الأهلى، والتهاون من قبل الحكومة معهم تسبب فى «خراب بيوت» الكثيرين من العاملين فى الحقل الرياضى، بعيدا عن اللاعبين، موضحا أن العاملين بغرف خلع الملابس، وعمال النظافة، على وشك «التسول» بسبب توقف الدورى بعيدا عن اللاعبين الذين يتقاضون رواتبهم، ويلجأ بعضهم إلى الاحتراف. وطالب «عمر» الجميع بانتظار أحكام القضاء واحترامها، مؤكدا أن عددا كبيرا من المقبوض عليهم ستتم تبرئتهم من خلال قضاء مصر العادل، وعندها ستكون بورسعيد قد استردت كرامتها التى انتهكت من قبل أولتراس النادى الأهلى، والبرامج الرياضية. مدرج الموت من داخل استاد بورسعيد وبالقرب من المدرج الشرقى أو «مدرج الموت» كما كتب على أحد جدران الاستاد تحدثنا إلى موظفى الأمن للتعرف منهم عن قرب عما إذا كانوا سمعوا أصواتا لشهداء الأولتراس تصدر قبيل الفجر من داخل الإستاد. فى البداية تعجب بدوى محمود حسنى، مسؤول الأمن بالإستاد، من رواية «العفاريت» فى مجملها، وقال ضاحكاً «إحنا العفاريت»، بمعنى أنهم من يذهبون ويأتون داخل الاستاد ليل نهارا. وأكد «حسنى» أنه لا وجود لهذه الرواية على أرض الواقع، وليس هناك عفاريت بالإستاد، أو المدرج الشرقى، موضحا أن هناك ثلاث ورديات أمن بالإستاد: الاولى من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 4 عصرا، والثانية من الساعة 4 عصرا حتى 12 منتصف الليل، أما الوردية الثالثة فتبدأ من 12 منتصف الليل وحتى 8 صباحاً، ولذا لو كانت هذه الرواية صحيحة وكان هناك أصوات تصدر من الاستاد لكان عمال الأمن سمعوا أو اشتكوا، وهذا لم يحدث. وأضاف أنه بخلاف أمن الاستاد يوجد عمال نظافة وينتهى عملهم فى وقت متأخر، وهم أيضا لم يشتكوا من شىء، وأيضا لم يحدث أن جاء أحد سكان العقارات المجاورة ليشتكى من شىء، فالإستاد كما أوضح يحده من الجنوب مستشفى الصدر والحميات، ومن الشمال مجموعة عقارات سياحية، لا يسكنها إلا مصيفون، وخلف الاستاد يوجد مقر للمخابرات العسكرية، وهم أيضا بالفعل لم يشكوا من ظهور العفاريت. وفى نفس السياق قال عم محمد، موظف بالأمن، إنه لم يشعر بوجود عفاريت لأن المكان الذى به عفاريت «جسمى هيشيل منه»، وأضاف الشهداء ليس لهم عفاريت. وتساءل قائلا: كيف لمشجعى النادى الأهلى أن يطلقوا شائعات تقول إن لشهداء الأولتراس عفاريت فهذا تقليل من شأنهم وتشكيك فى كونهم شهداء؟ حسب قوله. واعتبر عم محمد أيضاً أن العفريت يكون لقتيل وأن الشهداء لم يقتلهم أحد فهم ماتوا من التدافع على باب المدرج المغلق «هما ركبوا فوق بعضهم»، وأيضا من الاختناق كما اضطر بعضهم لإلقاء نفسه من فوق المدرجات من الخوف، لذا فلا يوجد عفاريت لأنه من الأساس لا يوجد قتلة. محافظ بورسعيد: لن نسمح بهدم الإستاد نفت محافظة بورسعيد تلقيها أى شكاوى من السكان الملاصقين للمدرج الشرقى بالإستاد بشأن ظهور أرواح شهداء الأولتراس، مؤكدة أن ما تردد على صفحات التواصل الاجتماعى باستقبال المحافظة العديد من الشكاوى من السكان الذين يقطنون لسماعهم أصوات تشجيع وصيحات تصدر من الاستاد قبل صلاة الفجر عار تماما من الصحة. ونفى اللواء أحمد عبد الله، محافظ بورسعيد، إصداره أى أوامر بتشغيل القرآن الكريم فى الاستاد لمدة 24 ساعة، مؤكدا أن خلف المدرج الشرقى يوجد مسجد مركز شباب الإستاد، وهو المسجد الذى يستقبل المصلين فى كل الصلوات، مشيرا إلى أن الاستاد يقع فى وسط المدينة وهى منطقة حيوية. واتهم «عبد الله» مروجى هذه الشائعات بأنهم يحاولون إشعال الموقف مرة أخرى بين الجماهير، أو يحاولون الوصول لهدف آخر وهو هدم الإستادو وهو الأمر الذى لن يحدث طوال فترة بقائه فى وظيفته محافظًا لبورسعيد- حسب قوله.
أولتراس أهلاوى: شائعة العفاريت مضحكة فى الوقت نفسه أعرب أعضاء بأولتراس النادى الأهلى (ديفيلز) عن استيائهم من محاولة إلصاق الاتهامات بهم، بشأن شائعات عفاريت الإستاد، معتبرين أنها محاولة من أولتراس النادى المصرى (جرين إيجيلز) لإلهاء الجماهير عن القضية الأساسية وهى حقوق الشهداء. وأكد عضو ب«أولتراس ديفيلز» أنهم علموا بقصة «عفاريت الإستاد» من الإنترنت مثل جميع المصريين، وأنهم أصيبوا بحالة ضحك هستيرى عندما شاهدوا هذه الشائعة الغريبة والمضحكة، التى قال إن جمهور النادى المصرى روجها، بادعاء «ظهور جمهور النادى الأهلى فى المدرجات قبل صلاة الفجر، وعزف أغانيهم على الطرومبيطة». ونفى المصدر- الذى رفض ذكر اسمه- إلصاق هذه الاتهامات بأولتراس النادى الأهلى، مؤكدا أن من يقف خلف هذه الشائعات هو جمهور النادى المصرى نفسه الذى يريد إظهار أولتراس الأهلى بالمظهر السيئ أمام الرأى العام- حسب قوله. وانتقد قيام جماهير النادى المصرى باقتحام «المدرج الشرقى» بإستاد بورسعيد- الذى شهد المجزرة- وإهانة أرواح الشهداء، والرقص على فانلة النادى الأهلى، موضحًا أن الهدف من الشائعات هو إلغاء قرار الاتحاد المصرى لكرة القدم باستبعاد فريق النادى المصرى من اللعب فى الدورى- حسب قوله. وقال «المصدر» إنهم لا يكنون أى ضغائن لأى أحد وأن معركتهم مع مجلس إدارة النادى الأهلى، وإدارة النادى المصرى، والحكومة والإعلام الرياضى، لافتا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن تأجيل الدورى، وذلك بعد حصولهم على وعد من رئاسة الجمهورية بهذا الشأن عقب حملة التوعية التى قام بها «أولتراس ديفيلز» والاعتصام الذى نظموه أمام قصر الرئاسة للمطالبة بالقصاص لأرواح الشهداء قبل بدء الدورى.