الساعة الواحدة ظهراً في الجمعة الماضية التي تختلف حسب توجهك إذا كنت إخوانياً أو ثائراً، كانت أجواء الميدان تعيد ذكريات الاشتباكات الدامية حيث الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة في شارع الشهداء محمد محمود، ما جعلنا نتفق على مسمى لها وهي "جمعة الفتنة"، إذ وقع العديد من الإصابات بين المصريين، ومع كل قطرة دم سقطت تساءلنا: أين الساسة من حلبة الصراع؟ الدكتور عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية، كان سائراً في أخر صفوف المسيرة القادمة من شارع مصطفى محمود إلى ميدان التحرير، ورغم مشاركة العديد من القوى السياسية المدنية من بينها التيار الشعبي المصري وحزب الثورة و6 أبريل، إلا أنه خشي الاعتداء عليه وعلى زوجته الفنانة بسمة، وحدث ما توقعه فلحظة دخولهم اعتدى عليهم من أنصار الرئيس محمد مرسي، ما دفعه إلي الهروب من الإصابة أو الشهادة.
أما الناشط السياسي ممدوح حمزة الذي كان متزعماً مسيرة قادمة من ميدان طلعت حرب، أصيب بهلع شديد من المشهد الدامي والإصابات البالغة، ما دفعه إلى مطالبة المتظاهرين في توتر شديد بالهروب من أحد الشوارع الخلفية خوفاً من الاشتباك مع الإخوان، حتى ظهر فريد زهران مساعد رئيس حزب المصري الديمقراطي واعتراض هروب المسيرة صارخاً " اثبت اثبت ودافع عن الميدان" في إصرار شديد منه لمواجهة من اسماهم ب " العدو"، زهران تصدى للمتظاهرين وهم يفرون من الحجارة وطالبهم بالثبات والدفاع عن المبدأ، رغم أنه يعتمد على قدم واحدة دون الآخرى المصابة.. نفس المقاومة ظهرت على وجه الناشط اليسارى كمال خليل - الذي دعا أكثر من مرة إلى مليونية ضد أخونة الدولة - عند وصوله الميدان، وبمجرد مشاهدته للاشتباكات الذي اطلق عليها " فتنة فتح وحماس" تقدم رغم صارخاً "نريدها سلمية سلمية".
وفى بداية الشارع الذي تصرخ جدرانه ضد الظلم عبر رسومات الجرافيتي استقر الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب المصري الديمقراطي، فى إرهاق شديد بسبب تقدم سنه، لكنه رفض الهروب من الموقعة، عكس غيره من السياسين، مؤكداً على أن قادة الرأي لابد أن يتقدموا في الصفوف الاولى، معتبراً أن وقوع الاصابات من الشباب إهدار كبير للوطن الذي يحتاج إلى عروقهم.