احتفلت اليوم، الخميس، نقابة المحامين، التي تعتبر من أعرق وأقدم النقابات المهنية على الإطلاق بمرور مائة عام على إنشائها، في احتفالية كبرى بقاعة المؤتمرات بعد شد وجذب وخلافات كثيرة، بمشاركة الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء منهم وزير العدل المستشار أحمد مكي، وعدد من الشخصيات القانونية مثل الدكتور محمد سليم العوا وكبار المسئولين في الدولة والسياسيين والحقوقيين، ورؤساء اتحاد المحامين العرب السابقين ورؤساء الأحزاب والمنظمات الحقوقية في مصر، وبعض الشخصيات العربية البارزة من الدول العربية وبعض نقباء المحامين في الدول العربية والأوروبية، وكذا رؤساء اتحادات المحامين بالخارج، فضلاً عن رؤساء الأحزاب والمنظمات المصرية والعربية، وكبار رجال الدولة بمصر. بدأ الحفل بعرض مصور لتاريخ نقابة المحامين، والنقباء الذين تولوها منذ إنشائها، وأهم المواقف السياسية التى اتخذتها النقابة على مدار مائة عام، والدور القومى والوطنى للنقابة منذ إنشائها. وتم طبع طابع بريد تذكاري بهذه المناسبة، وميدالية تذكارية، سيتم توزيعها على الحاضرين، وإنهاء الحفل بأمسية موسيقية وحفل موسيقى، تحييه فرقة الموسيقى العربية. يُذكر أن هذا الاحتفال يأتي بعد مرور مائة عام على إنشاء نقابة المحامين عام 1912، عاشت خلالها النقابة الكثير من الانتصارات والانكسارات التي مرت على البلاد، وقدمت خلالها الكثير، اجتماعيا وسياسيا ومهنيا، ودفعت ثمنا باهظا مقابل أداء دورها فى الحياة السياسية على وجه الخصوص، لاسيما أنها ناصرت الشارع ضد الدولة في كثير من المواقف، وخلّفت تاريخا عريقا، لاتزال أجيال من أبناء المهنة يتوالون عليها حتى الآن، ربما أساء بعضهم إلى نقابتهم، وربما عانت النقابة العريقة كثيرا من إهمالهم، ليتراجع دورها سواء السياسى أو المهنى أو الخدمى، لكن البعض الآخر استطاع إعلاءها وحفر علامات فى تاريخها وتاريخ مصر، لا يمكن نسيانها أو تجاهلها بأى حال، لتظل نقابة المحامين، الأم للنقابات المهنية فى مصر والتاريخ يقول إن نقابة المحامين هى الأعرق والأقدم بين النقابات المهنية المصرية، لم تتشكل فى هيئة كيان واحد كما هى الآن، بدأت كيانات صغيرة بنقابة لكل محكمة، وشهدت مهنة المحاماة أيضا تأسيس نقابتين أخريين غير نقابة المحامين المترافعين أمام المحاكم الأهلية التى استمرت حتى الآن. من ناحيته أبدى نقيب المحامين تفاؤله بمستقبل النقابة قائلا: إن كانت نقابة المحامين قد تراجعت عن مجدها المعهود فى السنوات القليلة الماضية، إلا أن السنوات المقبلة سوف تشهد عودة لذلك المجد المفقود، واستردادا للدور القومى والوطنى والمهنى، الذى لابد للنقابة أن تقوم به، مضيفا أن دور النقابة فى الحياة العامة سوف يعود أفضل من أى وقت مضى، وأنها سوف تتميز فى المشاركة الفعالة فى كل الاتجاهات، مؤكدا أن مستقبل المحاماة لا يمكن أن نتحدث عنه بمعزل عن العدالة فى مصر، فهناك علاقة لا يستطيع أحد فصلها بين القاضى والمحامى، وبالتالى أى حلول بعيدة عن دعم الاثنين من حيث الاستقلال والكرامة معناه إضعاف العدالة وليس انتصارا لفريق ضد الآخر. انتهت النقابة العامة للمحامين برئاسة النقيب سامح عاشور من كتابة مذكرة تتضمن مطالب المحامين ومشكلاتهم لعرضها على الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أثناء مشاركته في احتفالية النقابة، وذلك قبل بدء الاحتفالية. تطالب النقابة فى مذكرتها، الدولة، بضرورة تقديم الدعم المادى لها لسد العجز الشديد الذي تعاني منه عن طريق ربط معاشات المحامين بالتأمينات الاجتماعية ودعم صندوق الرعاية الصحية للنقابة، بالإضافة إلى مطالبتها وزارتي العدل والداخلية بضرورة ضبط العلاقة بين المحامين والجهات الأخرى، الذين يتعاملون معها، سواء الجهات القضائية أو الشرطة أو الشهر العقارى وغيرها، حتى لا تحدث احتكاكات ومشاحنات بين الطرفين، وحتى لا تتكرر أزمات أخرى على شاكلة أزمة مدينة نصر. قال محمد الدماطي، وكيل أول نقابة المحامين، مقرر لجنة الحريات: أن أهم مطالب النقابة من الرئيس، كما جاء بالمذكرة، هو دعم الدولة للنقابة، خاصة في مجالي التأمينات الاجتماعية والعلاج، وذلك بسبب وجود عجز فى موارد النقابة المالية بسبب تصدير الدولة البطالة للنقابة، وفشلها فى تعيين خريجى كليات الحقوق والشريعة والقانون، وهو ما أدى إلى تحمل النقابة مصروفات باهظة للمعاشات والعلاج، لأن الجداول لا تتسع لهذا العدد من الخريجين.