علقت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية على معاناة الإيرانيين بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليهم، قائلة إنها تعكس نجاح وجهة النظر الأمريكية في التعامل مع الملف النووي الإيراني. واستهلت المجلة تعليقها -الذي أوردته في نسختها الإلكترونية- بالإشارة إلى أن التحرك الأمريكي والأوروبي بوضع أول حزمة من التدابير الرامية لكبح جماح الطموح النووي الإيراني، والذي بدأ منذ ستة أعوام كان الهدف منه في البداية أن يكون بمثابة فرض عقوبات رشيقة لا تستهدف الشعب بل النظام لإثنائه عن طموحه في امتلاك قنبلة نووية،غير أن النظام لم ينثن والعقوبات مازالت ترتفع والمواطن الإيراني البسيط هو وحده الآن الذي يدفع الثمن. ولفتت المجلة البريطانية إلى معاناة الإيرانيين ولا سيما الفقراء في الحصول على أبسط مقومات الحياة الأساسية مع ارتفاع الأسعار إلى الضعف على خلفية تراجع قيمة الريال الإيراني أمام الدولار، مشيرة إلى التظاهرة التي شهدتها العاصمة طهران أول أمس الأربعاء احتجاجا على حدة الغلاء والتي فرقتها الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. واستدلت المجلة على معاناة الإيرانيين البسطاء بعريضة تحمل توقيعات 10 آلاف من العمال بالدولة تشرح معاناتهم من ارتفاع الأسعار بشكل معجز على مدار العام الماضي، رفعتها نقابة التجارة إلى وزير العمل، ووصفت المجلة العريضة بأنها "صرخة ألم"، مشيرة إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الإيرانيين لتتجاوز ثلاثة أمثال المعدل الرسمي للبطالة 12 بالمائة، وإلى تدني أجور الملايين من عمال المصانع غير المهرة إلى ما دون خط الفقر الرسمي المقدر ب 10 مليون ريال إيراني (ما يعادل 300 دولار أمريكي) في الشهر. وعزت المجلة سرعة وتيرة التدهور مؤخرا في إيران إلى زيادة العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني الحيوي، والذي يسهم بحوالي 80\% من عائدات التصدير، وإلى الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير النفط الإيراني في يوليو الماضي، وغيره من التدابير العقابية، هذا كله بالإضافة إلى ما تميزت به الحكومة الإيرانية في ظل قيادة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من سوء الإدارة الاقتصادية والمالية.