كعادته كل صباح خرج الأب الشقيان ذو الجسد النحيل متوجها إلى عمله، كانت الأفكار تلتهم عقله والهموم تعصر قلبه، كان يتحدث إلى نفسه والحزن يغطى وجهه بسبب متطلبات أسرته التى لا تنتهى، كان يبحث عن طريقة يستطيع بها تلبية تلك المتطلبات. رغم معاناته وشعوره الشديد بالمرض فإنه رفض الراحة رغم احتياجه الشديد إليها ولكن الراحة ليست فى قاموس ذلك الأب ولاسيما فى تلك الظروف الصعبة التى تمر بها أسرته، اختار أن يتحمل آلامه الشديدة فى مقابل الذهاب لكسب قوت يومه. بعد ساعات قليلة وعلى غير عادته لم يجد الأب الشقيان حلًا أمامه سوى الاستسلام لتلك الآلام، طلب منه زملاؤه ترك العمل والعودة إلى منزله لينال قسطًا من الراحة، لم يجد أمامه سوى الانصياع لنصائح زملائه بالعمل، توجه الأب إلى منزله وبمجرد دخوله للبيت، شاهد ما لم يكن يتوقعه. فى مشهد أشبه بالفاجعة، شاهد الأب ابنته الكبرى عارية فى أحضان أحد الشباب، تجمد الأب مكانه ولم يستطع التصرف، توجه مسرعًا نحو الشاب وانهال عليه بالضرب المبرح هو وابنته، حاول الأب أن ينتقم لشرفه بقتل ابنته وعشيقها ولكن أختها الصغرى تدخلت واتصلت بأحد أصدقائه، أمسك الأب بالشاب واحتجزه بإحدى غرف المنزل. جلس الأب يبكى على حاله، فالوقت الذى كان يخرج فيه بحثًا عن لقمة العيش رغم مرضه، كانت ابنته تستغل غيابه وتقيم علاقة غير شرعية مع أحد الشباب، كاد عقل الأب ينفجر، كيف كانت تخدعه ابنته وتنال من شرفه أثناء انشغاله بكسب لقمة العيش، ذهب الأب إلى الشاب الذى كانت ابنته تمارس الرذيلة معه ولكن بمجرد رؤيته لم يستطع السيطرة على نفسه وانقض عليه بالضرب المبرح، حاول الشاب الهروب من انتقام الأب ولكن لم يجد أمامه سوى شرفة الغرفة، كان الخوف يسيطر على العشيق، لم يفكر دفع الأب بقوة حتى سقط على الأرض وتوجه نحو الشرفة، تسلق السور يحاول الصعود إلى سطح المنزل، ولكن الأب أمسك بقدمه بقوة فى محاولة منه لإدخاله إلى الغرفة ولكن الشاب بدأ يركل الأب بقدمه، ولكنه فقد توازنه وسقط من الدور السادس لتغرق دماؤه الأرض ويتوفى متأثرًا بإصابته. البداية تعود إلى تلقى مأمور قسم الجيزة إشارة بسقوط طالب 22 سنة مُقيم بمنطقة فيصل من الطابق السادس بعقار بدائرة القسم ووفاته إثر إصابته بكسور متفرقة. تبين سقوطه من نافذة شقة ملك (عاطل، 45 سنة) له معلومات جنائية، ووجود آثار كدمات وسحجات بالوجه، كما تبين تواجد العاطل واثنين من أصدقائه «ميكانيكى، تاجر غلال» وابنتاه (19، 16 سنة) داخل الشقة المشار إليها وتم ضبطهم. أمام رجال التحقيق، قرر العاطل أن المجنى عليه تربطه علاقة عاطفية بابنته الكبرى، ومنذ حوالى أربعة شهور تردد عليها بالشقة فضبطه واعتدى عليه بالضرب وأجبره على توقيع إيصال أمانة. وأشارت جهود البحث والتحرى إلى أن يوم الواقعة حضر الأب من الخارج فجأة، وضبط الشاب «22 سنة» فى وضع مخل مع ابنته، فحاول الاختباء منه أسفل سرير الغرفة، لكنه تلقى وصلة ضرب من الأب واحتجزه بإحدى غرف الشقة لحين حضور أهليته. وأثناء ذلك حاول المجنى عليه الهرب من النافذة عن طريق التسلق إلى السطح إلا أنه شعر به وأمسك قدمه وحاول جذبه للداخل خشية سقوطه إلا أنه اختل توازنه وسقط بمدخل العقار وتوفى متأثراً بإصابته.