شابة نحيلة القوام فى الثلاثينات من عمرها تجلس أمام ماكينة الحياكة فى غرفة صغيرة بمنزلها، وتمسك بيديها قصاصات من الأقمشة وبعض الملابس المتهالكة ،لتقوم بتحولها إلى أشكالاً مختلفة تعود بالنفع على أسرتها . أنها إيمان أو «أم شهد»، كما يطلقون عليها المحيطين ، حاصلة على دبلوم صنايع ، مقيمة بقرية شبرابابل، مركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية ، منذ صغرها وهى تهوى فن الحياكة وكأى ربة منزل تسعى إلى مساعدة زوجها، قررت أن تمارس هوايتها بطريقة مختلفة حتى توصلت لفكرة أعادة تدوير الملابس المستعملة، والأستفادة منها من جديد ،كما يقول المثل المصرى " عملت من الفسيخ شربات "، وحولتها إلى أشكالاً أبهرت الجميع . «مش عيب أساعد زوجى»، بتلك الكلمات بدأت أم شهد حديثها ل " الصباح " وقالت : المعيشة صعبة والظروف الأقتصادية السيئة التى تمر بها جميع الأسر متوسطة الدخل تجبر أى ربة منزل بأن تساعد زوجها، ومن هنا جائتنى فكرة تطوير هوايتى التى أحبها منذ طفولتى ، حيث كنت أقوم بحياكة الملابس للعروسة وجميع ألعابى، وبعد زواجى أستمرت الهواية وصنعت الملابس الخاصة لأبنائى الثلاثة بحياكة يدوية لعدم توافر الأمكانيات المادية لشراء ماكينة . وتابعت ، أستعنت بماكينة أمى القديمة، ولكنها لم تساعدنى كثيرا لكونها بطيئة، وأستمر الوضع لعدة سنوات حتى أستطعت شراء ماكينة حديثة " بتحويشة العمر "، ومن هنا بدأت فكرة أعادة تدوير ملابسى القديمة وحياكتها بطريقة جديدة وساعدنى فى ذلك حبى للرسم، وقمت بفكها لتصبح قطع قماش ثم قصها من جديد بمقاسات نجلتى، وحولتها إلى "بيجاما وشنطة" ،ولاقت أستحسان كبير من المحيطين ولم يصدقوا أنها فى الأصل ملابس مستعملة وجميعهم رحبوا بالفكرة، وبدأوا فى طلب المزيد وشجعونى على الأستمرار . وأضافت ، ثم قمت بأعادة تدوير عبائة قديمة وحولتها إلى فستان صغير لنجلتى ،دفعنى ذلك على تطوير الفكرة وأستخدام مخلفات الأقمشة لصنع أشياء مختلفة بطلب من الزبائن، وأستعنت بفيديوهات من النت لتعلم المزيد والتمكن من الحرفة، وصنعت شنط من الملابس الجينز المستعملة وكفرات مراوح من مخلفات الفرو والأقمشة التى كنت أشتريها من المصانع وأضافت خامات مختلفة على منتجاتى لتصبح جميلة تجذب أنتباه الأخرين . وأختتمت " أم شهد " حديثها ، شعرت بالنجاح بعد عامين فقط من بداية عملى ويعتبر هذا أنجاز بسبب أنتشار الفكرة بين أهالى القرية وأصبحت مطلوبة بأستمرار " مش ملاحقة على الشغل " وبفضل تشجيع زوجى وأسرتى ذاع صيتى فى فترة وجيزة خارج نطاق القرية بالأرادة والأيمان بعقلى وقدراتى، والأن أمتلك مشغل صغير يحتوى على ماكينتان يأخذان كل مجهودى ووقتى، وأستطيع الأن تحويل الملابس مستعملة لأى شىء مطلوب منى فى خلال يومين فقط، وأتمنى من الله أن يصبح مشروعى مصنع كبير لتشغيل السيدات وتعليمهم تلك الحرفة .