ببشرتها السمراء وعباءتها السوداء تجوب "فاطمة " السودانية ميدان السيد البدوى، بمدينة طنطا ،فى محافظة الغربية، حاملة حقيبة جلدية بداخلها أدواتها المستعملة في رسم الحناء، والكتالوج الذي تقوم "الزبونة" بأختيار رسمتها منه. تحدث زبائنها بأبتسامة رقيقة “ترسمي حنة يا جميل”، في حال الرفض لا تضغط عليهن وتذهب لغيرهم، أما في حال القبول تخرج الكتالوج لتعرض عليهم الرسومات التي تستطيع تنفيذها محددة الوقت الذي ستستغرقه والمبلغ الذي ستحصل عليه، وللزبائن مطلق الحرية في الموافقة أو الرفض. “فاطمة أدم محمد” البالغة من العمر 44 عاما، وحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة تقطن في محافظة الجيزة هي وأشقائها تأتى منها كل عام للمشاركة فى أحتفال مولد العارف بالله سيدى أحمد البدوى للتكسب منه بعد أن دفعها ضيق الحال إلى أتخاذ هوايتها كمصدر لكسب قوت يومها، فجعلت من رسم الحناء وسيلة لترتزق منها. تقول فاطمة ل " الصباح " ، إنها جاءت من السودان إلى مصر منذ 4 سنوات تقريباً هي وأشقائها باحثين عن مستقبل آمن ودخل مادي أفضل، وأن شقيقها يعمل كعامل يوميه ،وهذا الوضع غير مستقر، فمن الممكن أن يصبح المنزل بدون طعام ليومين متتالين، ما دفعها أن تبحث عن عمل لها، فوجدت أن عملها في رسم الحنة أفضل وسيلة لكسب المال. وعن تعلمها رسم الحنة أضافت ، أنها عشقت الرسم بصفة عامة منذ أن كانت طفلة بالمدرسة، فكانت تقوم بكافة الأنشطة الفنية، ودولة السودان تشتهر برسم الحنة ومعظم الفتيات والسيدات يعملن فى هذا المجال منذ الصغر لانها أحدى الموروثات، ولم تدرِك أن القدر سوف يجعل منها وسيلة لرزقها تجوب بها جميع الموالد بمحافظات مصر أهمها "مولد سيدنا الحسين ومولد السيد البدوى"، لتعرض حرفتها على الفتيات اللاتى يرغب فى التزين بالحنة. وتوضح " فاطمة " أنها تعمل في ساحة مسجد السيد البدوى منذ ثلاث سنوات ،وتبدأ في ممارسة عملها ليلاً بسبب توافد الزائرين إلى المسجد والمنطقة المجاورة له، لافتة أن السبب في أرتيادها لتلك المنطقة يرجع لكثرة المترددين عليها، بعد محاولة أستغلالها من قبل بعض مراكز التجميل ومقاسمتها بالمناصفة مقابل عملها داخل المركز، فلذلك قررت العمل بمفردها بحثا عن رزقها دون مقاسمة. وتابعت ، إنها ترسم الحنة للطفلة الصغيرة مقابل 5 جنيهات، وترسمها للفتاة والسيدة مقابل 10جنيهات، حسب الحجم ولها القدرة على الأنتهاء من الرسمة خلال 10 دقائق أو أقل، لافتة إلى هناك العديد من رسومات الحنة الهندية والتي تحصل مقابلها على 25 جنيها، ولكنها تستغرق أكثر من نصف ساعة و“الحمد لله اللى بيطلب الرزق ربنا بيعطيه”. وأكدت " فاطمة " ، أن أهم ما تعانى منه، عدم وجود مكان للمبيت ،وأنها تضطر مع زميلاتها من نفس المهنة إلى النوم على الأرصفة ما يجعلها عرضة فى كثير من الأحيان للتحرش والمضايقات، لأن جميع الفنادق بالمنطقة يشترطون وجود الزوج أو الشقيق معها ويرفضون أعطائها حجرة للمبيت، لافته أنها تتكسب فى اليوم الواحد ما بين 90 إلى 150 جنيه جنيه حسب أقبال الرواد على المولد . وتعرض " فاطمة " قدرتها على القيام بعمل كافة الأشياء التجميلية للفتيات مقابل أجر يحدد مسبقا، وموعد يتم تحديده تليفونيا، كما أنها من الممكن أن تذهب إلى المنزل في حال قربه من منطقة السيد البدوى مشيدة بالتنظيم الجيد للأحتفال بالمولد والتواجد الأمنى المستمر يشعرها بالأمان .