من أجمل مظاهر العيد فى الإسكندرية «رسم الحنة أو النقش بالحنة»، فما أن تحصل الفتيات على العيدية حتى ينطلقن بحثا عمن تقوم برسم الحنة على أيديهن وأرجلهن تعبيرا عن الجمال السكندري، وفى المدينة كثير من الفتيات والسيدات يقمن بهذه المهن ويمارسن هذا الفن الذى تنتشر لوحاته على أيدى الفتيات والسيدات ومنهن «بطة» أو فاطمة التى ما أن تقع عليها عيناك حتى تظن للوهلة الأولي، إنك أمام فتاه فى منتصف العشرينات، لكن حين تحدثها تفاجأ أنك أمام امرأة كاملة النضوج فى العقد الرابع من عمرها تحمل ملامح جمال ممزوج بمسحة حزن، وفاطمة أو «بطة»كما يطلقون عليها مشهورة بمنطقة القلعة برسم الحنة على يد الشباب من الجنسين، وأيضا السيدات والأطفال وخاصة الأطفال بمختلف أعمارهم إضافة الى السائحين الوافدين لزيارة المنطقة الأثرية للقلعة، فتقوم بالرسم على أجسادهم فيقفوا فى هدوء انتظارا لانتهائها من عملها، ثم تسمع بعدها صيحات الإعجاب وكلمات الشكر لينفحوها جنيهات قليلة ولكنها كافية لإسعادها. وذاع اسم بطة حتى وصل الى أكبر النوادى البحرية التى تقع فى منطقة القلعة كما عرفها أشهر الفنانين والفنانات والراقصات الذين يأتون خصيصا لفاطمة لتقوم بالرسم لهم ولأسرهم طالبين منها العمل فى طى الكتمان وعدم البوح بأسمائهم، وتقول بطة إن رسم الحنة يلاقى إقبالا كبيرا فى موسم الأعياد وفصل الصيف وفى موسم الأفراح، حيث تحب كل عروس عمل وشم من الحنة على أشكال مختلفة من الورد والأشكال الهندسية الجميلة التى يتميز بها تراثنا الإسلامى أما فى الشتاء فهى فترة كساد وعندما يهطل المطر يقل الأقبال على هذا الفن فأعمل كوافيرة بالمحال لأتكسب رزقي، الجميل، أن لدى فاطمة كتالوجا به رسومات مختلفة تقوم برسمها باتقان شديد وعن أختيار الشباب للرسم تقول الشباب يختار الهلب او رسمة العقرب أوالصقر أو ثعبان أما الفتيات فيفضلن الرسومات الهادئة كالورد والقلوب، وعن دخلها من الرسم قالت فاطمة إنها تفضل العمل بهذه المهنة حيث إنها هواية وعمل فى نفس الوقت و تحقق لها الستر وتكفيها عن السؤال.