سادت حالة من الغضب والاستياء بين فلاحى قرى محافظاتالمنوفيةوالقليوبية وبنى سويف بسبب الأعباء الكثيرة التى يتحملونها نتيجة إهمال المسئولين، وتتمثل الأعباء فى رفع القيمة الإيجارية لأراضى الأوقاف وانخفاض أسعار المحاصيل مقارنة بتكلفتها العالية، مهددين بهجر أراضيهم والبحث عن وظيفة أخرى تضمن لهم حقوقهم. قال عبدالفتاح الوكيل، من قرية ميت شهالة التابعة لمدينة الشهداء بالمنوفية، يتحمل الفلاحون تكاليف زراعة ورى وسماد وتقاوى، وأسعار المحاصيل لا تغطى حتى نصف تكلفة زراعتها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار القيمة الإيجارية للأراضى الزراعية، مما يكبد الفلاحين خسائر فادحة. وأوضح محمد سليمان، فلاح: «إننا نعانى الأمرين بسبب عدم وجود مياه طوال العام فى الترع لرى الأراضى، بالإضافة إلى ماكينة ضم القمح، والعمال الذين يتقاضون أجورًا يومية عالية، وجميع المحاصيل نخسر فيها، بالإضافة إلى الأمراض التى تصيب المحاصيل لعدم وجود مرشد زراعى وهذا يؤدى إلى تراجع فى إنتاجية الفدان من المحاصيل وقمنا باللجوء للجمعيات الزراعية التابعة للقرية والتى لم تحرك ساكنًا ولم توفر المبيدات أو مواتير الرش ولو على نفقتنا الخاصة». من محافظة المنوفية لمحافظة بنى سويف، التى يعانى فلاحوها من عدة أزمات أيضًا. أشار محمد عبدالموجود، أحد الفلاحين بحوض الخديوى بمركز الوسطى، إلى أنه يجب على وزارة الأوقاف النظر بعين الرحمة لمستأجرى أراضى الأوقاف، حيث إن آلاف المزارعين من مستأجرى أراضى الأوقاف غاضبين من رفع قيمة الإيجار للفدان الواحد إلى 10000 جنيه مما لا يتناسب مطلقًا مع الوضع الحالى حيث تسقى هذه الأراضى بمياه صرف زراعى بماكينات رى تعمل بالسولار مرتفع الأسعار. ولفت عبدالموجود إلى أنهم الآن مهددون إما بالطرد من الأرض وإما دفع الإيجار، مطالبين بتخفيض القيمة الإيجارية. وأضاف عبدالرحمن أن عددًا كبيرًا من المزارعين من جميع أنحاء الجمهورية تقدموا بشكاوى للنقابة لتضررهم من ارتفاع قيمة إيجار أراضى الأوقاف لأن قيمة الإيجار أعلى من قيمة إنتاج الأرض وأنهم لا يملكون أراضى بخلاف أراضى الأوقاف ورفع القيمة الإيجارية بهذا الشكل يعرضهم هم وأسرهم للتشريد. وأكد محمد عبدالتواب، أحد الفلاحين، أن فلاحى أراضى الأوقاف يعيشون من إنتاج هذه الأراضى منذ الخمسينيات وأن معظم هذه الأراضى أراض قليلة الخصوبة ذات إنتاجية ضعيفة ومع تدنى أسعار المنتجات الزراعية فإن هؤلاء المزارعين بين نارين إما ترك هذه الأراضى والبحث عن أعمال أخرى وإما الاستمرار وجنى الخسائر. وطالبوا جميعًا وزارة الزراعة بالنظر إلى الفلاحين وحل مشاكلهم، كما ناشدوا وزارة الأوقاف بخفض القيمة الإيجارية بما يناسب حالة هذه الأراضى التى قد تتعرض للبوار. يُعانى فلاحو القليوبية هم الآخرون من عدة أزمات، أبرزها مياه الصرف الصحى التى تمتلأ بها الترع والمصارف والتى يتم رى الأراضى الزراعية منها، مما يؤدى إلى تلوث المحاصيل، وإصابة الأهالى بالأمراض والأوبئة. فى مدينة قليوب، تسأل محمد أحمد، أحد الفلاحين، أين المسئولين من الكارثة التى تحدث فى رى الأراضى بمياه بها حيوانات نافقة والقمامة؟، ترعة النحاس أمام عزبة العطالية عبارة عن مستنقع من الأوبئة وأكبر كارثة نتعرض لها نحن الأهالى يوميًا لأننا نضطر لتناول الخضراوات التى تُسقى من هذه الترعة، انقذونا من الموت والمرض. وفى مركز شبين القناطر تتكرر نفس المأساة التى يُعانى منها أهالى قرى ومراكز المحافظة، أوضح عبد الناصر شلبى، فلاح، يتم تطهير الترع ولكن بعد فترة لا تتعدى شهر يتم إلقاء القمامة بها وتلوثها مرة أخرى ونحن كفلاحين من أين نجلب المياه ؟، نضطر إلى سقاية الأرض والرى من أقرب ترعة والمشكلة موجودة فى كل الترع، السبب ليس فى الفلاح ولكن فى المسئولين عن التطهير الترع والمصارف، أين المسئولين والمتابعين عن تطهير الترع ونظافتها وحمايتها من التلوث ؟!. وأكد محمد النحال، أحد المتضررين، أن مجلس المدينة المسئول عن تطهير ونظافة الترع يقوم بإلقاء المخلفات من الصرف الصحى والقمامة بالترع ويحدث ذلك يوميًا فى ترعة كفر سندوة التابعة لمركز شبين القناطر. نفس الأمر، يُعانى منه أهالى مدينة القناطر الخيرية التى تُعد مصارفها أقرب لفرع النيل ولكن دون جدوى، مثلها فى التلوث كمثل نظيراتها من قرى ومراكز محافظة القليوبية التى يتم ريها بمياه ملوثة، وتقول إيمان محمد –أحد السكان-: أين المسئولين والمحافظ لإزالة المستنقعات أو الترع التى تفترشها القمامة والحيوانات النافقة والتى يتم رى الأراضى منها.