مازال تلوث مياه الترع والمصارف يهدد صحة المواطنين بقرى ومراكز أسيوط، لما ترتب عليه من تلوث مياه الرى التى عادت بالأضرار والأمراض الصحية على الفلاحين وانتشار الفيروسات والأمراض المعدية للأهالى ومن أبرزها " الأمراض الجلدية والالتهاب الكبدى (سى) والفشل الكلوى، وذلك فى ظل تجاهل المسئولين للأزمة. يقول سليمان عبد البديع ملاحظ 55 سنة فلاح من مواطنى قرية بنى رافع بمركز منفلوط، إنه يعانى من أمراض جلدية مزمنة تطفو فوق سطح الجلد نظرا لعمله بالزراعة وتعامله المباشر مع مياه الرى لروى الأراضى، ونتيجة تلوث مياه الترع والمصارف تسببت فى تلوث مياه الرى، مما أسفر عن إصابته بالأمراض الجلدية المزمنة، وما زاد العبء عليه عدم إدراج الفلاحين تحت مظلة التأمين الصحى، فأنفق أكثر من "10″ آلاف جنيه على الكشوفات الطبية وما زال يعانى من المرض. ونوه علوم عيد مهندس معمارى بشركة المقاولون العرب بأسيوط، أن جميع الأهالى يأكلون منتجات زراعية ولحوم ماشية ملوثة ومصابة بالأمراض نتيجة روى الأراضى الزراعية بمياه ملوثة وتتغذى عليها النباتات والماشية مما يعود بالضرر على صحة المواطن. وأوضح شهاب خالد طالب بكلية الطب من مواطنى قرية العقال القبلى بمركز البدارى، أن منزله أمامه ترعة مليئة بالمخلفات والقمامة، مما تسببت فى انتشار الحشرات والذباب الناقل للعدوى والفئران والروائح الكريهة التى تتصاعد بشكل أصاب الأطفال باختناق فى التنفس وأيضا إصابة المواطنين بالأمراض المعدية نتيجة لدغ الذباب الذى خلفه تلوث الترع والمجارى. وأكد شهاب أنهم قاموا بتحرير شكاوى عديدة لمحافظ الإقليم ومديرية البيئة، لكن لا جدوى من تلك الشكاوى وراحت فى مهب الرياح مع الوعد بتطهير الترع والمصارف من المخلفات والقمامة، الأمر الذى أدى إلى تفاقم الأزمة وتصاعد غضب الفلاحين والمواطنين. التقت "البديل" بالمهندس فكرى ثابت السكرتير العام لمحافظة أسيوط، لمواجهته بأزمة تلوث الترع والمجارى التى أسفرت عن تلوث المحاصيل الزراعية وإصابة المواطنين والفلاحين بأمراض مزمنة. وأوضح السكرتير العام أن هناك تنسيقا مع مديرية الرى لتطهير الترع والمجارى بجميع قرى ومراكز الإقليم لحماية المحاصيل الزراعية والفلاحين والمواطنين من الأضرار، بالإضافة إلى وصول مياه الرى لنهاية الترع والمصارف لتذليل جميع العقبات التى تواجه الفلاح للحصول على مياه رى نظيفة. وفى سياق متصل قال المهندس هيثم نصر مدير عام رى أسيوط، إن تطهير الترع والمصارف تأتى فى أولوياته القرى والنجوع التى تتسع مساحات المناطق الزراعية بها ثم الأقل فالأقل مساحة فى المناطق الزراعية، مؤكدا أن جميع الترع والمصارف فى خطة التطهير وسيتم الانتهاء من تطهير تلك الترع خلال شهرى " نوفمبر وديسمبر" القادمين.