تنافس شرس وأسماء تتسارع لمنصب رئاسة تونس، بينما على الجانب الآخر يتقدم العديد للترشح دون تفكير عقلي راسخ، فالأمور أصبحت أكثر سُخرية وسذاجة، فمن ليس له دورًا سياسية ولا يُجيد الحكم الرئاسي ليس لمنصب رئاسة تونس فقط. بل لمشغل منصب في المحليات، أصبح ينتعش على صفائح الترشح عن طريق إعلانهم عبر صفحاتهم الرسمة على مواقع التواصل الاجتماعي. الهيئة المستقلة للانتخابات أعلنت بعد وفاة السبسي عن تقديم موعد الانتخابات إلى 15 سبتمبر المقبل بدلا 17 نوفمبر، فيما سيبدأ تقديم الترشحات للاستحقاق الانتخابي في الثاني من أغسطس. تفاجأنا بأسماء كثيرة تقدمت للترشح لرئاسة تونس؛ لكن الغريب أنَّ التشهير والحصول على الشهرة من خلال المتابعين، هو الأمر الأكثر شموذًا، وهذا ما فعلته راقصة تونسية شهيرة تُدعى "نرمين" عندما تقدمت بأوراقها للترشح للرئاسية التونسية، والتي ستجري في ال 15 من سبتمبر المقبل. قالت نرمين صفر، في بيان ترشحها الذي نشرته عبر حسابها الرسمي على موقع الصور "انستجرام"، إنها ستتوجه يوم الأربعاء إلى مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتقديم أوراق ترشحها لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن تمكنت من جمع أكثر من 35 ألف تزكية. وحول برنامجها الانتخابي أكدت نرمين صفر أنها ستعمل على تخفيض سعر الخبز، وأنها ستمنع ارتداء الحجاب وتفرض ارتداء السفساري (لباس تقليدي تونسي)، كما وعدت بفرض غرامات مالية على كل تونسي يعد تونسية بالزواج ولا يوفي بوعده، مضيفة أنها في حال فوزها في الرئاسيات ستعطي المرأة التونسية الثلثين في الميراث والثلث وحيدا للرجل. وعبر حسابها على "فيسبوك" نشرت "نرمين" أنها ستعرّي المجرمين الذين يختبئون وراء مناصب مهمة في الدولة، وأنها ستصدّر للعالم صورة جميلة عن تونس. ونوهت بأنه حال فوزها بالانتخابات الرئاسية فإنها ستقدم مشروع قانون يعطي المرأة الثلثين في الميراث وثلثا وحيدا للرجل، وفق قولها. وبعد إعلانها الترشح رسميًا للانتخابات الرئاسية، تعرضت نرمين صفر وهي المعروفة بإثارتها المتواصلة للجدل إلى السخرية من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر تونسيون عن دهشتهم من حصولها على هذا الكم الكبير من التزكيات، الأمر الذي مكنها من إعلان ترشحها للرئاسة، خاصة أنها تشتهر بجرأتها وتمردها على العادات والتقاليد، حيث سبق أن ظهرت في عيد «الجلاء الوطني» وعيد الجمهورية مرتدية ملابس بحر وملتحفة بالراية التونسية، الأمر الذي أثار غضب التونسيين وطالبوا بمحاكمتها بتهمة إهانة العلم الوطني، إلا أنها ردت بأن هذا "حرية شخصية".