قال الرئيس المصري ،محمد مرسي، إنه يتطلع للقاء رؤساء دول المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية التي تضم مصر وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية، مؤكدا في هذا الصدد رفضه التدخل الأجنبى في شؤون سوريا لأن ذلك سيكون خطأ كبيرا لو حدث ،ومشددا على ضرورة تعاون المجتمع الدولي لحل هذا الصراع. وأكد "مرسي" ،في حديث لقناة "بي بي إس" الأميركية الذي استمر لمدة ساعة ، أنه تقدم بمبادرته لحل الصراع في سوريا استنادا على نفوذ هذه الدول العربية وما تمتلكه للتأثير على أطراف الأزمة من أجل حلها، وأن المهم هو تحقيق السلام أولا ثم عملية الإصلاح السياسي. وأوضح إن سبب المشكلة في سوريا يتمثل في الديكتاتورية وانعدام الديمقراطية ،مشيرا إلى أن هناك آلاف الأرواح أريقت دماؤهم، ويجب العمل على وقف إراقة الدماء في أسرع وقت، ويجب أن يدرك الجميع أن تحقيق الحرية هي المطلب الأساسي للشعب السوري. وتابع "إنه على الرغم من عدم سهولة حل الأزمة إلا أن الأمر ليس مستحيلا"، منوهاً للجهود المصرية التي أسفرت عن لقاء وزراء خارجية دول المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية، ولقاء ثان بين ممثلي وزراء الخارجية لهذه الدول. وحظيت زيارة الرئيس المصري لنيويورك ،للمشاركة في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإهتمام بالغ من وسائل الإعلام الأميركية والأجنبية بإعتبارها المشاركة الأولى لرئيس مصر بعد 23 عاما، إضافة إلى أنها الزيارة الأولى بعد ثورة يناير. ورأت الصحافة الأميركية والبريطانية أن الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس مصر للولايات المتحدة جمعت بين النقيضين، وهو السعي لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين ،التى بلغت ذروتها بعد أحداث السفارة الأميركية، وتحذير واشنطن من سياساتها في الشرق الأوسط والمنحازة دائما لإسرائيل على حساب مصالح وشعوب المنطقة ستزيد المشاعر المعادية وتدفع الانظمة الجديدة للسير في ركابها، خاصة أن الشعوب أصبح صوتها مسموع منذ ثورات الربيع العربي. ومن جانبها ، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الولاياتالمتحدة ومصر تسعيان لإصلاح العلاقات المتوترة بشدة منذ نحو عام ونصف، خاصة بعد أحداث السفارة الأميركية في القاهرة، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي ،باراك أوباما، للقول إن مصر وأمريكا ليسوا أعداء ولا حلفاء. أما صحيفة "الديلي تليجراف" ، فقالت إن "مرسي" حذر واشنطن من إستمرار سياساتها في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها يجب أن تتغير بعد الثورات العربية. مضيفة أن الرئيس المصري يسعى لجعل الولاياتالمتحدة تغير سياساتها في المنطقة ،لأن انحيازها الدائم للمصالح الإسرائيلية بغض النظر عن المصالح العربية وخاصة الشعب الفلسطيني يعزز المشاعر المعادية لأميركا بين الشعوب العربية، وأن الأوضاع أختلفت كثيرا بعد الثورات فقد أصبحت الشعوب هي من تسير الانظمة وأصبحت كلمتها مسموعة، وأنظمتها تطيعها بعكس السابق. وشددت الصحيفة على أن "مرسي" لا يريد حربا مع إسرائيل ، أو أن تسوء علاقات بلاده مع واشنطن ولكنه يريد أن يفهم كلا الطرفين أن لديه مطالب مستقلة. وقال تقرير وكالة "الآسوشيتدبرس" الأمريكية أن الرئيس المصرى يتجه إلى احتفاظه بسياسة مستقلة لمصر عن الولاياتالمتحدة الأميركية وتختلف كثيرا عن سياسات نظام مبارك . وفي الوقت الذي اعتذرت فيه رئاسة الجمهورية عن الموافقة على الطلبات التي تقدم بها عدد كبير من وسائل الإعلام ومحطات التليفزيون العالمية لإجراء حوارات مع الرئيس مرسى، للوقوف على آخر تطورات الأحداث في مصر والتعرف على رؤية مصر لحل المشكلات الدولية والإقليمية خلال زيارته الحالية لنيويورك، بسبب ضيق وقت الرئيس وازدحامه خلال هذه الزيارة بجدول من المباحثات الثنائية مع عدد من زعماء العالم، منهم رئيس فرنسا ورئيس وزراء بريطانيا ورئيس وزراء بنجلادش ورئيس وزراء سويسرا، واكتفت الرئاسة بموافقة على مقابلة واحدة للرئيس ،مساء ووصوله للولايات المتحدة الأميركية الاثنين مع شبكة التليفزيون الأهلية Pbs. وفى سياق آخر ، صرح السفير عبد الرءوف الريدي، رئيس شرف المجلس المصري للشؤون الخارجية وسفير مصر الأسبق في واشنطن، بأنه هذه الزيارة مقررةً لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء الرئيس مرسي خطاب مصر أمام الجمعية العامة، إلا أنه من الطبيعي والمتعارف عليه أن يلتقي رئيس الدولة المصرية على هامش اجتماعات الجمعية العامة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الأخرى الموجودة في نيويورك. وأكد أهمية هذه الزيارة للرئيس المصري ،خاصةً وأن مصر تمر بوضع اقتصادي صعب ،ومن غير المستبعد على الإطلاق أن يكون الملف الاقتصادي ومعالجة الخلل في الاقتصاد المصري في مقدمة المواضيع التي سيتم مناقشتها بشكل مركز وواسع خلال زيارة الرئيس مرسي للولايات المتحدة الأميركية. وأضاف: "وبالتالي فإن زيارة الرئيس مرسي إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل والتعرف على القادة الأوروبيين تحمل في طياتها أيضًا الملف الاقتصادي لما تحظى به مصر من مكانة دولية". يشار إلى أن آخر مشاركة لمصر في اجتماعات الأممالمتحدة كانت في عام 1989 عندما رأس وفد مصر الرئيس المخلوع حسني مبارك.