قبل ساعات قليلة من أول أيام شهر رمضان، جلست الزوجة تنتظر عودة زوجها من العمل، لتتحدث معه عن معاناة يوم طويل قضته وسط بكاء وصراخ أطفالها الصغار الذين طالبوها بشراء «فانوس» رمضان، حتى يفرحوا كبقية أطفال الجيران. استمعت الزوجة إلى حديث أطفالها الممزوج بالدموع وقلبها يعتصر ألمًا وينزف دمًا لما تراه من حال أطفالها الصغار ورغبتهم الشديدة فى اقتناء «فانوس» رمضان، فحلمهم مشروع ولكن ضيق الحال يقف حائلًا بينهم وبين تحقيقه. تعاطفت الزوجة مع أطفالها وقررت انتظار زوجها حتى يعود من العمل لكى تطلب منه شراء فانوس رمضان لأبنائها، وجلست ساعات طويلة قلبها يرتجف خوفًا من رد فعله فهو لا يستطيع التحكم فى أعصابه ولا يعترف بالعواطف، لكن بؤس أطفالها جعلها تصمد فى وجه مخاوفها وتتحدى مزاج زوجها السيئ دائمًا. بمجرد عودة الزوج من الخارج، وبابتسامة يشوبها الخوف بدأت الزوجة فى الحديث مع زوجها تطالبه بضرور شراء «فانوس» رمضان للأطفال كى لا تكسر فرحتهم بقدوم الشهر الكريم ويحتفلون مع باقى أطفال الجيران، لم ينتظر الزوج سماع بقية الحديث وفجأة تحول إلى وحش خرج عن السيطرة، وبدأ يسب ويلعن فى الزوجة التى لا تشعر بحاله ولا تراعى ما يعانى منه من ضيق الحال، كانت الدموع تنهمر من عين الزوجة وجسدها النحيل يرتعش من الخوف لما تنتظره من مصير تعلمه جيدًا، لم يدع الزوج مجالًا لشك زوجته فى مصيرها المحتوم فانهال عليها بالضرب المبرح دون رحمة. أخذت تتوسل إليه أن يرحم ضعفها ويتركها لما تعانى من أوجاع وآلام لا تستطيع تحملها، ووسط تلك التوسلات التى لم يلتفت إليها الزوج، سيطر الشيطان على عقله وتملكه الجنون وأسرع نحو المطبخ وأمسك بسلاح أبيض «ساطور» وتوجه به نحو زوجته التى كانت ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها ودموعها تنظر إلى زوجها ولا تصدق ما حدث لها ولا تستطيع أن تتوقع مصيرها، وبمجرد اقترابه منها أخذ يضربها بالساطور فى قدميها ويقطع به فى ذراعيها وهى تصرخ بكل قوة وتتوسل إليه أن يتركها، وفى لحظة ما أصبحت الزوجة لا تشعر بالوجع ولكنها تنظر فقط إلى جسدها الذى تتطاير منه أجزاء أمامها على الأرض حتى قرر الزوج وضع نهاية لذلك العذاب بذبحها بالساطور لتفارق الزوجة الحياة وكل ذنبها أنها رغبت فى تحقيق حلم صغارها وإدخال الفرحة إلى قلوبهم باقتنائهم «فانوس» رمضان. كانت البداية عندما تلقى مدير أمن القليوبية، إخطارًا بمقتل «ث. ع» ربة منزل على يد زوجها «خ. ى» بقرية بلتان التابعة لمركز طوخ حيث تعدى عليها بالسكين، وأشارت التحريات إلى أن المجنى عليها، كانت سيدة حسنة السمعة تعكف على تربية أطفالها وتعمل فى بعض الأحيان لمساعدة زوجها على مصروفات المنزل والمعيشة. أحيل المتهم إلى نيابة طوخ التى قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.